عبدالرحيم الغام
08-09-2003, 18:40
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد
فقد نظرت لحال كثير من مجتمعنا فوجدت أنهم قسمين لا ثالث لهما قسم مثل الذباب لا يقع إلا الأوساخ والقاذورات في المزابل والحمامات - أكرم الله السامعين- فتراه لا ينتج إلا الأمراض والفساد في المجتمع نعم إن الذباب اكبر ناقل للأوبئة والأمراض في المجتمعات 0
وكذلك الذين يتصيدون أخطاء الآخرين سوءا كانوا أفرادا أو جماعات فلا هم لهم إلا الشيخ الفلاني قال كذا والشيخ الفلاني فعل كذا تصيدا للأخطاء وتحميلا للكلام ما لم يحتمل وظنا منهم و تخرصا وطعنا في النيات والمقاصد حتى اظهر الله الحق وبانت الحقيقة 0
ومن هؤلاء أولئك الذين يطعنون في الدولة _ السعودية _ ويذكرون مساوئها و أخطائها ولا يسلم أي إنسان من الخطأ والتقصير و يتجاهلون محاسنها وإنجازاتها وخدمتها للإسلام والمسلمين فهؤلاء مثلهم كمثل الذباب الذي لا يحب ولا يرى إلا القاذورات و لا ينقل سوى الأوبئة والأمراض والأسقام فهل رئيتم الذباب ينقل غير ذلك 0
والقسم الثاني والمثل الثاني هو مثل النحلة التي لا تقع إلا على الزهور والورود و لا ترتاد إلا الأماكن الطيبة والنظيفة ولا تشم إلا الرائحة الزكية والعطر الفواح من كل وردة جميلة وزهرة زكية فتنتج بذلك الشهد والعسل 0
إن أولئك وهم القسم الأول مع شديد الأسف يتناسون كيف كان يعيش أجدادنا في الماضي القريب فقد كان هناك ضنك المعيشة وصعوبتها وانتشار الأمراض والتخلف العلمي والديني والعقدي 0
لقد كان أجدنا يقاسون في سبيل لقمة العيش ما يقاسون فلم يكن لديهم إلا تلك الأراضي والبلاد يزرعونها ويكابدون من العناء ما لله به عليم فكان الواحد منهم يقوم بنفسه ومعه أولاده ونسائه ينظفون تلك الأرض من الحصى من الصباح وحتى المساء سواء في شدة الحر أو في زمهرير البرد فإذا أزيلت الحصى والشوائب من الأرض و إلا أكملوا مشوارهم اليوم الثاني 0
ثم يأتي بعد ذلك الحرث وما أدراك ما الحرث أه من عناء الحرث و مكابدة الثيران فيقوم الرجل أو أي إنسان من أفراد العائلة بأخذ الثيران إلى الأرض – ومتى تصل إلى الوادي بعد عناء ومشقة كبيرة – فيقوم بأخذ الثورين إلى الأرض ويشد عليهما أدوات الحرث _ السحب و المصلبة - ثم يقضي ذلك اليوم الطويل في ذهاب وإياب يشق الأرض بالمحراث خطا تلو خط وقد يستغرق الركيب (الأرض) يومين أو ثلاثة 0
ثم يأتي بعد ذلك تقسيم الأرض وتخطيطها – ما يسمى بالقصاب أو التقصيب – وهذه مهمة النساء خاصة بينما الحرث وتنظيف الأرض يشترك فيه الرجال والنساء – ومساكين النساء يسرحن من بعد الفجر مباشرة وأحيانا قبل ذلك فيقمن بتقسيم الأرض و تقصيبها أخذا وجرا في تلك التربة وقد يستغرق ذلك أياما حتى تتم العملية فيسهل سقي الأرض 0
وبعد ذلك يتم سقي الأرض ليس بالدينمو والمواطير بل بالجمل أو الثور( والغرب) وهي أداة لرفع الماء من البئر بمشقة وعناء لا يوصف وهذا الغرب لا يحمل إلا ما يقارب 85 لترا فتخيل وتصور ر كيف يتم ري أرض 30 مترا× 25 مترا تقريبا إنه عناء لا يصدق لولا أنا عشناه وعاصرناه0
وهكذا يستمر الحال حتى حصاد الموسم وما أدراك ما الحصاد وعناء الحصاد مكابدة وعناء يصعب وصفه بالدقة 0
وهذه كذلك مهمة الحريم مساكين فيجهزن أدواتهن للحصاد ( المحش و الشريم ) لقطع الحصول
و هات قطع ورص وحمل وترتيب لعدة أيام في عناء منقطع النظير – لا ادري كيف كانوا يتحملون تلك المعاناة وتلك القسوة في تلك الظروف القاسية 0
ثم يأتي بعد ذلك حمل المحصول قد يكون على ظهور الحمير أو على ظهور النساء مساكين من بين الصخور (الرصفة ) حتى تطلع به أعلى الجبل مكان (الدياس) فصل الحبوب عن الساق حتى ييبس ويجف ثم يأتي من بعد ذلك الدياس وهي عملية يقصد بها إخراج الحَب من سنبله الحَب - بفتح الحاء أما الحُب بالضم فلم يكن له مكان مع هذا العناء والتعب0
فيقومون بربط حجر كبير (المديسة ) خلف الثور فيجرها فوق السنابل حتى يتم الفصل 0
ثم يأتي من بعد ذلك تصفية الحب وإبعاد كسار السنابل (الرفة) عن الحب وهذه مهمة الحريم كذلك كان الله في عونهن فيقمن برفع هذا الحصيد تجاه الرياح فيسقط الحب رأسا وتحمل الريح الهشيم بعيدا قليلا عن الحب0
ثم يأتي بعد ذلك تجميع الحب في الأكياس وتصعيده إلى المنازل ليس بالرافعات بل على ظهور النساء مساكين 0
ثم يأتي بعد ذلك دور الرحى وهي مهمة النساء كذلك تضع الحب بين الرحاتين وخذ ياليل حتى تكاد تنفصل يدها عن كتفها0
كل ذلك من أجل لقمة العيش
التي لا تكلفك الآن سوى ريال واحد قد ترسل الطفل أو السواق إلى مخابز القصيم أو غيرها وانتهت المشكلة0 آلسنا في نعمة والحمد لله 0 (ولئن شكرتم لأزيدنكم ) اللهم لك الحمد والشكر )
هذا بالنسبة للقمة العيش أما الشراب فكذلك كان له معاناته ومشاقته ومتاعبه
فقد كانت الحرمة مسكينة تتولى هذه المهمة أيضا فقد كانت تأخذ (القربة) وعاء من جلد يتسع لما يقارب 32 لترا من الماء فتنزل إلى الوادي مرورا بالمسالك الوعرة والخطرة من بين الصخور والأشجار الشائكة حتى تصل إلى البير فتنزل (الدلو) وعاء من بلاستيك فيقع اسف البير حتى يمتلىْء ثم تسحبه إلى اعلى بجهد ومشقة تذكرني بحمل الأثقال 0
ثم تحل القربة على ظهره وكتفها حتى أن اكثرهن ترى اثر الحبل على كتفها ثم تصبه في (الحنفية) وتعود إلى البئر مرات ومرات حتى تمتلىء الحنفية التي قد تأخذ ست قرب يعني تطلع وتنزل الوادي ست مرات بهذه المشقة والعناء 0 ألسنا في نعمة ونحن يصل الماء إلى منازلنا ولا ندري كيف جاء وكيف وصل ولا من أين ينبع ولا من أين يخرج ماصورة من تحت الأرض توزع للبيت كله كيف الله اعلم 0 اللهم لك الحمد والشكر 0
ثم بعد ذلك رعاية الغنم وتسريحها في الجبال والأودية من الصباح إلى المساء في مطاردة وتسلق لجبال وعبورا للأودية ثم سقيها في أثناء النهار وعودتها آخر النهار عند الغروب وعدها واحدا واحد لا يكن ضاع منها شيء وإذا ضاع واحدة فالله لا يوريك سرى ليلنا من واد إلى وادي ومن جبل إلى جبل بل ومن قرية إلى قرية في ظلام حالك وتنتهي المعاناة عندما نجد تلك الضائعة
و إلا فإنه يستمر البحث والتحري اليوم الثاني وهكذا 0
و لا انس بناء البيوت وجدران الأراضي (العراق) التي تفصل البلاد عن بعض التي قد تحمل حجرا حجرا على الظهر والكتف وبعض الحجارة قد يزن 300 كيلو جراما وبعضها اكثر من 600كيلو
وحمل التراب والأخشاب وغيرها 0
وعن كيفية البيوت الله لا يوريك إذا نزل المطر خر عليك السقف من كل مكان وخذ مكابدة في هذا المطر جلب الطين وتصعيده على السقف لسد منافذ المطر لا يتسر ب للمنزل 0
و إلا نضع تحتها الصحون فخذ طبل وزمر على ارقى المستويات 0
أما عن غسل الثياب فقل ولا حرج كانت الحرمة مسكينة تغسل كل الملابس بيدها والتي فنيت فيه الغسالات الحديثة وهي من حديد فكيف بتلك المسكينة تطيق ما لم يطقه الحديد لا وليتها تغسله في المنزل لا بل تحمله على ظهرها و تذهب به إلى الوادي عند الغدير 0
وكان تخيط الملابس كذلك على النساء حتى انحنت ظهورهن في ذلك وخرقت الإبرة أصابعها أما اليوم فالثوب جاهز ومفصل على أعلى طراز وانصع بياضا فلله الحمد والمنة 0
ولا تسأ ل كيف كانت المسكينة تعجن العجين وبما ذا تطبخ الطعام 0
ولا تسأل عن الإضاءة وتلك الشمعة التي تصل بدخانها إلى الأنف فيفرز الأنف إفرازات عجيبة وغريبة 0
ولا تسأل عن نوع الثياب المرقعة من هنا وهناك و قد تكون بألوان مختلفة ومتعددة
فهل يرضى احدنا اليوم بثوب ولو برقعة واحدة مستحيل بل إذا أصيب ولو بقطرة شاهي أو حبر رماه للغسال ليغسله من أجل هذه القطرة التي قد لا ترى فسبحان مغير الأحوال كيف كان الثوب بالأسابيع لا يغسل واليوم000000000
والتعليم لا تسأل عنه فيكاد يكون معدوم إلا من بعض الكتاتيب في ذلك الحر واليوم المكيفات والفرش ........ والمدرسين من كل مكان والموصلات والكهرباء والماء في المدارس والكتب بالمجان أما أجدادنا فكانوا يكتبون بالريشة وعلى لوح من خشب أو جلد إن وجد وأكثرهم مات ولم يعرف كيف يكتب اسمه 0
أما مواصلاتهم فكانت الحمير والجمال وقليل من عنده خيل وكانوا يستغرقون في السير إلى مكة
اياما واسابيع واحيانا شهور أما اليوم فبالطائرة ساعة أو ساعتين وأنت في مكة المكرمة ورغم ذلك فبعضنا اليوم لم يحج ولم يعتمر وقد جاوز عمره الأربعين 0
وأما الطرق فحدث ولا حرج بعض الطرق الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود هذا غير ما يحدث في الصحراْء من مهالك ومصائب تقشعر منها الجلود فمنهم يتوه ومنهم من يموت عطشا
أما اليوم وفي ظل هذه الحكومة الرشيدة فأنت تسير في الطرقات براحة وطمأنينة وهدوء بال
وبسرعة لم تكن تحلم بها 0 اللهم لك الحمد0
أما عن الحالة الصحية فقل ما بدا لك فقد كانت الأمراض والأسقام ولا يعرفون مستشفى ولا طبيب إلا ما ندر واليوم الأطباء والمستشفيات والمراكز الصحية في كل مكان لا وبالمجان الكشف و العلاج وبأجهزة باهظة التكاليف فهل نحن في نعمة إي والله 0
• و لا تنس المساجد المكيفة والمفروشة بأغلى السجاد و المبنية على أعلى طراز0
• و لا تنس المدارس التي يدرس فيها الدين والعقيدة والأخلاق ما لم يوجد في الخارج 0
• و لا ننس مدارس تحفيظ القران الكريم في كل مدينة بالمجان
• ولا ننس تلك الجمعيات الخيرية في كل مكان
• و لا ننس المصاحف التي توزع بالمجان
• و لا ننس تلك الحدائق العامة التي وضعت في خدمة المواطن وغيرنا في بلاد شتى لا يدخلها إلا برسوم إلزامية 0
• وتلك الشوارع المضاءة فلا تفرق فيها بين الليل والنهار 0
• والكهرباء التي دخلت كل بيت بلا عناء ولا مشقة سوى بضعة ريالات تدفعها نهاية الشهر لا تساوى عناء توفير تلك الخدمة0
• والهاتف ومنا فعه الكبيرة الذي دخل كل بيت- بل كل جيب - فتستطيع به أن تصل رحمك إن عز عليك السفر 0 من كان يحلم أنه يكلم قريبه في اقصى الأرض من بيته لو قلت ذلك لأجدادنا لقالوا عنك مهبول 0
• ولا ننس المطارات الحديثة على اعلى المستويات
• ألا يكفي أن نصلي في مساجدنا بلا خوف و لاوجل 0وغيرنا يصلي خفية وخلسة 0 وسرية تامة
• الا يكفي أن نصوم رمضان ولا نجد من يضايقنا من اصحاب الديانات الثانية بلأ كل أمامنا وتنغيص الصوم علينا ألم يمنع الكفار من الأكل نهار رمضان أمام المسلمين 0 وفي الأماكن العامة
• أ لا يكفي أن المحلات التجارية تقفل اثناء اداء الصلاة 0
• هل نسينا هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ودورها الجليل 0 اليست من محاسن هذه الدولة اعزها الله 0 هل يوجد بلد آخر فيه مثل هذا الجهاز 0
• هل نسينا ما يقدم للمسجد الحرام من عناية فائقة فاقت كل التصورات في فيطوف الطائف يه ويصلي المصلي فيه في أي ساعة من ليل أو نهار بكل أمن وطمائنينة0
• هل نسينا ما يقدم للمسجد النبوي من خدمات جليلة وعظيمة 0
• هل نسينا نعمة التوحيد فلا تجد قبور واضرحة يطاف حولها 0
• هل نسينا أن الواحد منا يستطيع السفر من شرق المملكة إلى غربها بعائلته و لا يخشى شيئا 0 هل نسينا كل هذا 0
• ومن اكبر النعم التي من الله بها علينا بسبب هذه الدولة أننا نجد رزقنا وعيشنا في بلدنا بينما غيرنا يتكبد المشاق ويترك الأهل والخلان والأقرباء ليأتي إلى هذا البلد يبحث عن لقمة العيش فهاهم من باكستان والهند و سوريا ومصر والأردن والسودان التي كان اجدادنا يبحثون عن لقمة العيش فيها هاهم اليوم يتغربون ويأتون إلينا 0
• هل نسينا الجامعات السبع والتعليم المجاني 0
• إن أجدادنا لم يكونوا يحلمون بأمتلاك سيارة واحدةفقط فاليوم البيت فيه كذا سيارة وقد تكون السيارة فقط لتوصيله إلى المدرسة وتعيده فقط لا غير 0 وأخرى للمشاوير الخاصة فهل كان اجدادنا يحلمون بمثل هذا 0
• إنا نجد زملائنا في العمل من الدول المجاورة لا يعرف احدهم قيادة السيارة ولا يحلم بأن يمتلك سيارة وهو قد جاوز الخمسين سنة
والمقام يطول ومن كان لديه بعض الإضافات فجزاه الله خيرا0
وإني ادعوا كل عاقل أن يراجع نفسه ويتخلى عن الأفكار الهدامة و وساوس الشيطان
التي لا تجلب لهذا البلد الكريم إلا الدمار والخراب وتحرم هذا البلد من النعم التي حباها الله له
وصلى الله على نبينا محمد وعلى أله وصحبه وسلم 0
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد
فقد نظرت لحال كثير من مجتمعنا فوجدت أنهم قسمين لا ثالث لهما قسم مثل الذباب لا يقع إلا الأوساخ والقاذورات في المزابل والحمامات - أكرم الله السامعين- فتراه لا ينتج إلا الأمراض والفساد في المجتمع نعم إن الذباب اكبر ناقل للأوبئة والأمراض في المجتمعات 0
وكذلك الذين يتصيدون أخطاء الآخرين سوءا كانوا أفرادا أو جماعات فلا هم لهم إلا الشيخ الفلاني قال كذا والشيخ الفلاني فعل كذا تصيدا للأخطاء وتحميلا للكلام ما لم يحتمل وظنا منهم و تخرصا وطعنا في النيات والمقاصد حتى اظهر الله الحق وبانت الحقيقة 0
ومن هؤلاء أولئك الذين يطعنون في الدولة _ السعودية _ ويذكرون مساوئها و أخطائها ولا يسلم أي إنسان من الخطأ والتقصير و يتجاهلون محاسنها وإنجازاتها وخدمتها للإسلام والمسلمين فهؤلاء مثلهم كمثل الذباب الذي لا يحب ولا يرى إلا القاذورات و لا ينقل سوى الأوبئة والأمراض والأسقام فهل رئيتم الذباب ينقل غير ذلك 0
والقسم الثاني والمثل الثاني هو مثل النحلة التي لا تقع إلا على الزهور والورود و لا ترتاد إلا الأماكن الطيبة والنظيفة ولا تشم إلا الرائحة الزكية والعطر الفواح من كل وردة جميلة وزهرة زكية فتنتج بذلك الشهد والعسل 0
إن أولئك وهم القسم الأول مع شديد الأسف يتناسون كيف كان يعيش أجدادنا في الماضي القريب فقد كان هناك ضنك المعيشة وصعوبتها وانتشار الأمراض والتخلف العلمي والديني والعقدي 0
لقد كان أجدنا يقاسون في سبيل لقمة العيش ما يقاسون فلم يكن لديهم إلا تلك الأراضي والبلاد يزرعونها ويكابدون من العناء ما لله به عليم فكان الواحد منهم يقوم بنفسه ومعه أولاده ونسائه ينظفون تلك الأرض من الحصى من الصباح وحتى المساء سواء في شدة الحر أو في زمهرير البرد فإذا أزيلت الحصى والشوائب من الأرض و إلا أكملوا مشوارهم اليوم الثاني 0
ثم يأتي بعد ذلك الحرث وما أدراك ما الحرث أه من عناء الحرث و مكابدة الثيران فيقوم الرجل أو أي إنسان من أفراد العائلة بأخذ الثيران إلى الأرض – ومتى تصل إلى الوادي بعد عناء ومشقة كبيرة – فيقوم بأخذ الثورين إلى الأرض ويشد عليهما أدوات الحرث _ السحب و المصلبة - ثم يقضي ذلك اليوم الطويل في ذهاب وإياب يشق الأرض بالمحراث خطا تلو خط وقد يستغرق الركيب (الأرض) يومين أو ثلاثة 0
ثم يأتي بعد ذلك تقسيم الأرض وتخطيطها – ما يسمى بالقصاب أو التقصيب – وهذه مهمة النساء خاصة بينما الحرث وتنظيف الأرض يشترك فيه الرجال والنساء – ومساكين النساء يسرحن من بعد الفجر مباشرة وأحيانا قبل ذلك فيقمن بتقسيم الأرض و تقصيبها أخذا وجرا في تلك التربة وقد يستغرق ذلك أياما حتى تتم العملية فيسهل سقي الأرض 0
وبعد ذلك يتم سقي الأرض ليس بالدينمو والمواطير بل بالجمل أو الثور( والغرب) وهي أداة لرفع الماء من البئر بمشقة وعناء لا يوصف وهذا الغرب لا يحمل إلا ما يقارب 85 لترا فتخيل وتصور ر كيف يتم ري أرض 30 مترا× 25 مترا تقريبا إنه عناء لا يصدق لولا أنا عشناه وعاصرناه0
وهكذا يستمر الحال حتى حصاد الموسم وما أدراك ما الحصاد وعناء الحصاد مكابدة وعناء يصعب وصفه بالدقة 0
وهذه كذلك مهمة الحريم مساكين فيجهزن أدواتهن للحصاد ( المحش و الشريم ) لقطع الحصول
و هات قطع ورص وحمل وترتيب لعدة أيام في عناء منقطع النظير – لا ادري كيف كانوا يتحملون تلك المعاناة وتلك القسوة في تلك الظروف القاسية 0
ثم يأتي بعد ذلك حمل المحصول قد يكون على ظهور الحمير أو على ظهور النساء مساكين من بين الصخور (الرصفة ) حتى تطلع به أعلى الجبل مكان (الدياس) فصل الحبوب عن الساق حتى ييبس ويجف ثم يأتي من بعد ذلك الدياس وهي عملية يقصد بها إخراج الحَب من سنبله الحَب - بفتح الحاء أما الحُب بالضم فلم يكن له مكان مع هذا العناء والتعب0
فيقومون بربط حجر كبير (المديسة ) خلف الثور فيجرها فوق السنابل حتى يتم الفصل 0
ثم يأتي من بعد ذلك تصفية الحب وإبعاد كسار السنابل (الرفة) عن الحب وهذه مهمة الحريم كذلك كان الله في عونهن فيقمن برفع هذا الحصيد تجاه الرياح فيسقط الحب رأسا وتحمل الريح الهشيم بعيدا قليلا عن الحب0
ثم يأتي بعد ذلك تجميع الحب في الأكياس وتصعيده إلى المنازل ليس بالرافعات بل على ظهور النساء مساكين 0
ثم يأتي بعد ذلك دور الرحى وهي مهمة النساء كذلك تضع الحب بين الرحاتين وخذ ياليل حتى تكاد تنفصل يدها عن كتفها0
كل ذلك من أجل لقمة العيش
التي لا تكلفك الآن سوى ريال واحد قد ترسل الطفل أو السواق إلى مخابز القصيم أو غيرها وانتهت المشكلة0 آلسنا في نعمة والحمد لله 0 (ولئن شكرتم لأزيدنكم ) اللهم لك الحمد والشكر )
هذا بالنسبة للقمة العيش أما الشراب فكذلك كان له معاناته ومشاقته ومتاعبه
فقد كانت الحرمة مسكينة تتولى هذه المهمة أيضا فقد كانت تأخذ (القربة) وعاء من جلد يتسع لما يقارب 32 لترا من الماء فتنزل إلى الوادي مرورا بالمسالك الوعرة والخطرة من بين الصخور والأشجار الشائكة حتى تصل إلى البير فتنزل (الدلو) وعاء من بلاستيك فيقع اسف البير حتى يمتلىْء ثم تسحبه إلى اعلى بجهد ومشقة تذكرني بحمل الأثقال 0
ثم تحل القربة على ظهره وكتفها حتى أن اكثرهن ترى اثر الحبل على كتفها ثم تصبه في (الحنفية) وتعود إلى البئر مرات ومرات حتى تمتلىء الحنفية التي قد تأخذ ست قرب يعني تطلع وتنزل الوادي ست مرات بهذه المشقة والعناء 0 ألسنا في نعمة ونحن يصل الماء إلى منازلنا ولا ندري كيف جاء وكيف وصل ولا من أين ينبع ولا من أين يخرج ماصورة من تحت الأرض توزع للبيت كله كيف الله اعلم 0 اللهم لك الحمد والشكر 0
ثم بعد ذلك رعاية الغنم وتسريحها في الجبال والأودية من الصباح إلى المساء في مطاردة وتسلق لجبال وعبورا للأودية ثم سقيها في أثناء النهار وعودتها آخر النهار عند الغروب وعدها واحدا واحد لا يكن ضاع منها شيء وإذا ضاع واحدة فالله لا يوريك سرى ليلنا من واد إلى وادي ومن جبل إلى جبل بل ومن قرية إلى قرية في ظلام حالك وتنتهي المعاناة عندما نجد تلك الضائعة
و إلا فإنه يستمر البحث والتحري اليوم الثاني وهكذا 0
و لا انس بناء البيوت وجدران الأراضي (العراق) التي تفصل البلاد عن بعض التي قد تحمل حجرا حجرا على الظهر والكتف وبعض الحجارة قد يزن 300 كيلو جراما وبعضها اكثر من 600كيلو
وحمل التراب والأخشاب وغيرها 0
وعن كيفية البيوت الله لا يوريك إذا نزل المطر خر عليك السقف من كل مكان وخذ مكابدة في هذا المطر جلب الطين وتصعيده على السقف لسد منافذ المطر لا يتسر ب للمنزل 0
و إلا نضع تحتها الصحون فخذ طبل وزمر على ارقى المستويات 0
أما عن غسل الثياب فقل ولا حرج كانت الحرمة مسكينة تغسل كل الملابس بيدها والتي فنيت فيه الغسالات الحديثة وهي من حديد فكيف بتلك المسكينة تطيق ما لم يطقه الحديد لا وليتها تغسله في المنزل لا بل تحمله على ظهرها و تذهب به إلى الوادي عند الغدير 0
وكان تخيط الملابس كذلك على النساء حتى انحنت ظهورهن في ذلك وخرقت الإبرة أصابعها أما اليوم فالثوب جاهز ومفصل على أعلى طراز وانصع بياضا فلله الحمد والمنة 0
ولا تسأ ل كيف كانت المسكينة تعجن العجين وبما ذا تطبخ الطعام 0
ولا تسأل عن الإضاءة وتلك الشمعة التي تصل بدخانها إلى الأنف فيفرز الأنف إفرازات عجيبة وغريبة 0
ولا تسأل عن نوع الثياب المرقعة من هنا وهناك و قد تكون بألوان مختلفة ومتعددة
فهل يرضى احدنا اليوم بثوب ولو برقعة واحدة مستحيل بل إذا أصيب ولو بقطرة شاهي أو حبر رماه للغسال ليغسله من أجل هذه القطرة التي قد لا ترى فسبحان مغير الأحوال كيف كان الثوب بالأسابيع لا يغسل واليوم000000000
والتعليم لا تسأل عنه فيكاد يكون معدوم إلا من بعض الكتاتيب في ذلك الحر واليوم المكيفات والفرش ........ والمدرسين من كل مكان والموصلات والكهرباء والماء في المدارس والكتب بالمجان أما أجدادنا فكانوا يكتبون بالريشة وعلى لوح من خشب أو جلد إن وجد وأكثرهم مات ولم يعرف كيف يكتب اسمه 0
أما مواصلاتهم فكانت الحمير والجمال وقليل من عنده خيل وكانوا يستغرقون في السير إلى مكة
اياما واسابيع واحيانا شهور أما اليوم فبالطائرة ساعة أو ساعتين وأنت في مكة المكرمة ورغم ذلك فبعضنا اليوم لم يحج ولم يعتمر وقد جاوز عمره الأربعين 0
وأما الطرق فحدث ولا حرج بعض الطرق الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود هذا غير ما يحدث في الصحراْء من مهالك ومصائب تقشعر منها الجلود فمنهم يتوه ومنهم من يموت عطشا
أما اليوم وفي ظل هذه الحكومة الرشيدة فأنت تسير في الطرقات براحة وطمأنينة وهدوء بال
وبسرعة لم تكن تحلم بها 0 اللهم لك الحمد0
أما عن الحالة الصحية فقل ما بدا لك فقد كانت الأمراض والأسقام ولا يعرفون مستشفى ولا طبيب إلا ما ندر واليوم الأطباء والمستشفيات والمراكز الصحية في كل مكان لا وبالمجان الكشف و العلاج وبأجهزة باهظة التكاليف فهل نحن في نعمة إي والله 0
• و لا تنس المساجد المكيفة والمفروشة بأغلى السجاد و المبنية على أعلى طراز0
• و لا تنس المدارس التي يدرس فيها الدين والعقيدة والأخلاق ما لم يوجد في الخارج 0
• و لا ننس مدارس تحفيظ القران الكريم في كل مدينة بالمجان
• ولا ننس تلك الجمعيات الخيرية في كل مكان
• و لا ننس المصاحف التي توزع بالمجان
• و لا ننس تلك الحدائق العامة التي وضعت في خدمة المواطن وغيرنا في بلاد شتى لا يدخلها إلا برسوم إلزامية 0
• وتلك الشوارع المضاءة فلا تفرق فيها بين الليل والنهار 0
• والكهرباء التي دخلت كل بيت بلا عناء ولا مشقة سوى بضعة ريالات تدفعها نهاية الشهر لا تساوى عناء توفير تلك الخدمة0
• والهاتف ومنا فعه الكبيرة الذي دخل كل بيت- بل كل جيب - فتستطيع به أن تصل رحمك إن عز عليك السفر 0 من كان يحلم أنه يكلم قريبه في اقصى الأرض من بيته لو قلت ذلك لأجدادنا لقالوا عنك مهبول 0
• ولا ننس المطارات الحديثة على اعلى المستويات
• ألا يكفي أن نصلي في مساجدنا بلا خوف و لاوجل 0وغيرنا يصلي خفية وخلسة 0 وسرية تامة
• الا يكفي أن نصوم رمضان ولا نجد من يضايقنا من اصحاب الديانات الثانية بلأ كل أمامنا وتنغيص الصوم علينا ألم يمنع الكفار من الأكل نهار رمضان أمام المسلمين 0 وفي الأماكن العامة
• أ لا يكفي أن المحلات التجارية تقفل اثناء اداء الصلاة 0
• هل نسينا هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ودورها الجليل 0 اليست من محاسن هذه الدولة اعزها الله 0 هل يوجد بلد آخر فيه مثل هذا الجهاز 0
• هل نسينا ما يقدم للمسجد الحرام من عناية فائقة فاقت كل التصورات في فيطوف الطائف يه ويصلي المصلي فيه في أي ساعة من ليل أو نهار بكل أمن وطمائنينة0
• هل نسينا ما يقدم للمسجد النبوي من خدمات جليلة وعظيمة 0
• هل نسينا نعمة التوحيد فلا تجد قبور واضرحة يطاف حولها 0
• هل نسينا أن الواحد منا يستطيع السفر من شرق المملكة إلى غربها بعائلته و لا يخشى شيئا 0 هل نسينا كل هذا 0
• ومن اكبر النعم التي من الله بها علينا بسبب هذه الدولة أننا نجد رزقنا وعيشنا في بلدنا بينما غيرنا يتكبد المشاق ويترك الأهل والخلان والأقرباء ليأتي إلى هذا البلد يبحث عن لقمة العيش فهاهم من باكستان والهند و سوريا ومصر والأردن والسودان التي كان اجدادنا يبحثون عن لقمة العيش فيها هاهم اليوم يتغربون ويأتون إلينا 0
• هل نسينا الجامعات السبع والتعليم المجاني 0
• إن أجدادنا لم يكونوا يحلمون بأمتلاك سيارة واحدةفقط فاليوم البيت فيه كذا سيارة وقد تكون السيارة فقط لتوصيله إلى المدرسة وتعيده فقط لا غير 0 وأخرى للمشاوير الخاصة فهل كان اجدادنا يحلمون بمثل هذا 0
• إنا نجد زملائنا في العمل من الدول المجاورة لا يعرف احدهم قيادة السيارة ولا يحلم بأن يمتلك سيارة وهو قد جاوز الخمسين سنة
والمقام يطول ومن كان لديه بعض الإضافات فجزاه الله خيرا0
وإني ادعوا كل عاقل أن يراجع نفسه ويتخلى عن الأفكار الهدامة و وساوس الشيطان
التي لا تجلب لهذا البلد الكريم إلا الدمار والخراب وتحرم هذا البلد من النعم التي حباها الله له
وصلى الله على نبينا محمد وعلى أله وصحبه وسلم 0