الدكتور عبدالعزيز النخيلان
17-08-2003, 23:01
بين تقاعس صندوق التنمية العقاري.. وبين أضراس البنوك
إن من أكبر مشاكلنا في هذا العصر هي مشكلة السكن.. لأنني أعتقد والله أعلم أن نسبة قليلة جداً من العوائل تسكن في بيت حلال أو ملك.. والبقية العظمى في الإيجار.. وبمعنى آخر أن معظم السعوديين يسكنون إيجاراً.. وبمعنى آخر أن معظم السعوديين يسكنون إيجاراً في وطنهم.
ولا أحد يستطيع أن ينكر أن صندوق التنمية العقاري قد بذل الكثير ولايزال يبذل بقدر استطاعته ولكنه قوبل بنكران الجميل من قبل الأوائل الذين استفادوا من بداياته.. ومن شدة وفائه لهم فإنه لم يشد عليهم بالتسديد أو الاقتطاع من رواتبهم أو حرك ساكناً بالنسبة لهم.. ولذلك فهم يسكنون البيوت المرهونة للصندوق بلا وجود أي نية للتسديد أو لمجرد المحاولة.. ونحن جيل اليوم هو من يدفع الثمن غالياً ويسكن وطنه مستأجراً.
وفي ظل هذه الظروف استفاد رجال الأعمال والبنوك من هذا التباطؤ من قبل الصندوق.. ودعوني أستعرض لكم شيئاً من ذلك.. لقد كثرت هذه الأيام لوحات شقق للتمليك على القليل في جدة بحكم وجودي بها.. عمارة فيها ما يزيد على عشر شقق تباع كل واحدة على حده بالنقد الفوري أو بالتقسيط.. ذهبت لمعاينة أكثر من واحدة وأخذ فكرة عن ذلك،، لعل وعسى ان يكون الفرج على أيدي هؤلاء.. والشقة الأرضية بـ280 ألف ريال والعلوية بـ310 آلاف ريال نقداً.. وبالتقسيط دفعة أولى 87 ألف ريال وقسط شهري 2700 ريال لمدة 10 سنوات.. أي بزيادة لا تقل من 145 ألف ريال.. وياليت هذا العقار يستحق ذلك بل إنها شقة من ثلاث غرف وباب خارجي واحد وتصميم لا يصلح أبداً لسكن العائلة السعودية فضلاً عن أساسيات البناء والتي لا نعلم كيف كانت.
رأيت عروض البنوك.. فاتصلت بأحدها وانظر معي كيف يستغل البنك المشتري.. مقدم 70 ألف ريال تضاف إلى المبلغ الذي سوف يعطيه للعميل وهو 380 ألف ريال كحد أقصى ليصبح المجموع 450 ألف ريال تكون هي قيمة العقار الذي سيشتريه البنك للعميل.. ويجب ان يحول الراتب على البنك لمدة لا تقل عن سنة ويجب ان لا يتبقى على التقاعد أكثر من 15 سنة ولا أن يكون العميل كبيراً في السن لكي لا يموت قبل ان يسدد الى حد ما.. وان لا يتجاوز عمر العقار 10 سنوات.. وأن لا يكون عقاراً استثمارياً لكي لا يتمكن المشتري من السداد من دخله.. أما الأقساط فهي حوالي 4500 ريال شهرياً لمدة 15 سنة!! ولك أن تتخيل كم الزيادة التي سيأخذها البنك!!.. إذن ما هو الحل؟
باعتقادي أنه لا حل لنا سوى صندوق التنمية العقاري ولكن ليس بوضعه الحالي.. بل بوضعية جديدة بعد تغيير استراتيجياته وخططه التي لم تتغير منذ تأسيسه كما ذكرت ذلك الأخت فاطمة العتيبي في مقالها المنشور بتاريخ 4/6/1424هـ بعنوان «رسالة الصندوق».. ودعوني أقترح كما اقترحت فاطمة العتيبي في مقالها تطفلاً مني مع اختلاف الفكرة.. أقول لماذا لا يتم دمج كل اسمين بإسم واحد.. بمعنى أن يتم زيادة القرض مائة ألف ريال.. وإعطائه لاثنين من المتقدمين للصندوق بحيث يتفق الاثنان مع بعضهما لشراء أرض واحدة.. ويتم البناء عليها على شكل فلل دوبلكس.. فلتان صغيرتان ملتصقتان ببعضهما لكل واحد منهما واحدة.. أما السداد فكل واحد يسدد على حدة.. بحيث يدفع واحدهما قسطاً كاملاً سنوياً أي 12 ألف ريال سنوياً بحيث يتم سداد 24 ألف سنوياً.. وهذا يسارع في عملية السداد وعملية تملك المشتركين لعقارهما بصكين منفصلين.. وتحريك عجلة الصندوق بحيث يسترد المبلغ بوقت أقصر ليستفيد المشتركان التاليان.
الفكرة التي أدليت بها الان غير ناضجة نوعاً ما.. لأن يبقى أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابة.. ولكن إجاباتها ليست بعسيرة إن قبلت الفكرة الأساسية.
إن مشكلة السكن هي معضلة العصر.. ويجب أن يوجد لها حلول جذرية سريعة وليست وقتية.. حتى تجلدنا سياط الايجار حيثما شاءت حتى الممات!!.
د. عبدالعزيز النخيلان الشمري
alnokhilan@yahoo.com
الجزيرة 13 أغسطس 2003
http://www.drabdulaziz.jeeran.com/images/jazirah.gif
نُشر في جريدة الجزيرة
إن من أكبر مشاكلنا في هذا العصر هي مشكلة السكن.. لأنني أعتقد والله أعلم أن نسبة قليلة جداً من العوائل تسكن في بيت حلال أو ملك.. والبقية العظمى في الإيجار.. وبمعنى آخر أن معظم السعوديين يسكنون إيجاراً.. وبمعنى آخر أن معظم السعوديين يسكنون إيجاراً في وطنهم.
ولا أحد يستطيع أن ينكر أن صندوق التنمية العقاري قد بذل الكثير ولايزال يبذل بقدر استطاعته ولكنه قوبل بنكران الجميل من قبل الأوائل الذين استفادوا من بداياته.. ومن شدة وفائه لهم فإنه لم يشد عليهم بالتسديد أو الاقتطاع من رواتبهم أو حرك ساكناً بالنسبة لهم.. ولذلك فهم يسكنون البيوت المرهونة للصندوق بلا وجود أي نية للتسديد أو لمجرد المحاولة.. ونحن جيل اليوم هو من يدفع الثمن غالياً ويسكن وطنه مستأجراً.
وفي ظل هذه الظروف استفاد رجال الأعمال والبنوك من هذا التباطؤ من قبل الصندوق.. ودعوني أستعرض لكم شيئاً من ذلك.. لقد كثرت هذه الأيام لوحات شقق للتمليك على القليل في جدة بحكم وجودي بها.. عمارة فيها ما يزيد على عشر شقق تباع كل واحدة على حده بالنقد الفوري أو بالتقسيط.. ذهبت لمعاينة أكثر من واحدة وأخذ فكرة عن ذلك،، لعل وعسى ان يكون الفرج على أيدي هؤلاء.. والشقة الأرضية بـ280 ألف ريال والعلوية بـ310 آلاف ريال نقداً.. وبالتقسيط دفعة أولى 87 ألف ريال وقسط شهري 2700 ريال لمدة 10 سنوات.. أي بزيادة لا تقل من 145 ألف ريال.. وياليت هذا العقار يستحق ذلك بل إنها شقة من ثلاث غرف وباب خارجي واحد وتصميم لا يصلح أبداً لسكن العائلة السعودية فضلاً عن أساسيات البناء والتي لا نعلم كيف كانت.
رأيت عروض البنوك.. فاتصلت بأحدها وانظر معي كيف يستغل البنك المشتري.. مقدم 70 ألف ريال تضاف إلى المبلغ الذي سوف يعطيه للعميل وهو 380 ألف ريال كحد أقصى ليصبح المجموع 450 ألف ريال تكون هي قيمة العقار الذي سيشتريه البنك للعميل.. ويجب ان يحول الراتب على البنك لمدة لا تقل عن سنة ويجب ان لا يتبقى على التقاعد أكثر من 15 سنة ولا أن يكون العميل كبيراً في السن لكي لا يموت قبل ان يسدد الى حد ما.. وان لا يتجاوز عمر العقار 10 سنوات.. وأن لا يكون عقاراً استثمارياً لكي لا يتمكن المشتري من السداد من دخله.. أما الأقساط فهي حوالي 4500 ريال شهرياً لمدة 15 سنة!! ولك أن تتخيل كم الزيادة التي سيأخذها البنك!!.. إذن ما هو الحل؟
باعتقادي أنه لا حل لنا سوى صندوق التنمية العقاري ولكن ليس بوضعه الحالي.. بل بوضعية جديدة بعد تغيير استراتيجياته وخططه التي لم تتغير منذ تأسيسه كما ذكرت ذلك الأخت فاطمة العتيبي في مقالها المنشور بتاريخ 4/6/1424هـ بعنوان «رسالة الصندوق».. ودعوني أقترح كما اقترحت فاطمة العتيبي في مقالها تطفلاً مني مع اختلاف الفكرة.. أقول لماذا لا يتم دمج كل اسمين بإسم واحد.. بمعنى أن يتم زيادة القرض مائة ألف ريال.. وإعطائه لاثنين من المتقدمين للصندوق بحيث يتفق الاثنان مع بعضهما لشراء أرض واحدة.. ويتم البناء عليها على شكل فلل دوبلكس.. فلتان صغيرتان ملتصقتان ببعضهما لكل واحد منهما واحدة.. أما السداد فكل واحد يسدد على حدة.. بحيث يدفع واحدهما قسطاً كاملاً سنوياً أي 12 ألف ريال سنوياً بحيث يتم سداد 24 ألف سنوياً.. وهذا يسارع في عملية السداد وعملية تملك المشتركين لعقارهما بصكين منفصلين.. وتحريك عجلة الصندوق بحيث يسترد المبلغ بوقت أقصر ليستفيد المشتركان التاليان.
الفكرة التي أدليت بها الان غير ناضجة نوعاً ما.. لأن يبقى أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابة.. ولكن إجاباتها ليست بعسيرة إن قبلت الفكرة الأساسية.
إن مشكلة السكن هي معضلة العصر.. ويجب أن يوجد لها حلول جذرية سريعة وليست وقتية.. حتى تجلدنا سياط الايجار حيثما شاءت حتى الممات!!.
د. عبدالعزيز النخيلان الشمري
alnokhilan@yahoo.com
الجزيرة 13 أغسطس 2003
http://www.drabdulaziz.jeeran.com/images/jazirah.gif
نُشر في جريدة الجزيرة