المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قلبي معك يا سعد .



محمد العربي
15-08-2003, 18:31
رآني صدفةً في إحدى المحلات التجارية , هو عَرفني وأنا أنكرته حينها , لكنه بادر بالإقترابِ مني , وهو باسمٌ , إبتسامة الواثق مِن أنه يعرفُني . مِما دعاني وفي كل خطوةٍ يخطوها نحوي , أن أُعيد بالذاكرةِ خطواتٍِ الى الوراء , علني أجِد ملفاً يخص هذا الرجل .

علِمت أن الذاكرةَ في وضعٍ عاجز , حين وقف أمامي وقال .. أأنت فايز ؟! قلت نعم ! أنا هو بعينهِ وأنفهِ .. ومن أنت ؟

فذكرني بنفسهِ . وحدد لي زماناً من الأزمنه , ومكاناً من الأمكنه , حيثُ كُنا فيها أقربُ مِن أَخوين , وأَشدُ مِن صَديقين , كُنا لِبعضينا مُكملينِ ومُتَمِمين . لا نفترق إلا فيما يجب علينا فيهِ أن نفترق , فقد كان هو الجسد المؤثر , وكنت فيهِ العقل المُدبر . لقد جَدد ذِكرياتٍ قد مضت وعفا عنها الزَمن , أيامٌ كانت ألذَ من العسل , أيامٌ كان الناس يقولون , إذا رأيتم فايز فبالجوار .. سعد .

لم أعتقد وهو أيضاً , أن يأتي يوماً يَنسى أحدنا الآخر , لكن وكَما يُقال , تِلك هي الحياة .. وما تَفعل . أصَر على أَن يدعوني إلى العَشاء , وما كان لإصراره أي سبيلٍ يردعُه أو يرُده أو حتى يُضعِفُه , فما كان مني إلا أن .. أقبَل !

فجَلسنا في أحد المطاعِم , وأخذنا نَتَذكرُ تلك الأيام التي مَضَت , مُرها وحلوها , أُنسها ومآسيها , وكل مافيها من مواقفَ قد خلت . ثم أخذت اسأله عن أحواله التي وصل إليها بعد كل هذه السنين . أهي على وضعٍ غث ؟ أم سمين ؟

بدأتُ بالسؤال عن وظيفتِه , كيف هي ؟ وما مدى حُبه لَها ورِضاهُ بِها ؟

قال , أُصدقك القولُ يا فايز , فإنني لستُ بها راضياً ولا مِنها مرتاحاً , فقد أتعبتني وأجهدتني بل إنها قد أهلكتني . ثم أنشدني , فقال ...


أشغَلَتنا فنحنُ فيها مُكابِدينا = وأهلَكَتنا فكُنا نَحنُ المُتعَبينا
مُعاملاتٍ تَأتي ومِثلُها تَغدوا = لِلصادِرِِ نَبعثُها أو واردٌ تَأتينا
أقوامٌ يَفِدون عَلينا بِكل وَقتٍ = فنحنُ في جدٍ وكدٍ .. أَجمَعينا



قُلتُ , أَعانَك الله وأَغاثك ويَسر أمرُك و ... فقاطعني وقال , وأي راتبٍ يأتيني منها ؟

شهرٌ كامل , نَمضيهِ سوياً مابينَ حابلٍ ونابِل , وهي جولاتٍ نُجَدِدها كل شهر , فأنا معه مابين ودٍ وصد , يسُرني من الشهرِ في أولهِ , وأُسايرُه في آخرهِ , أفرح به حال إستلامه , ثُم أنعيهِ إن قَرُبت على نِهايتِها أيامه . فهو بالكاد يسد الرمق , وأنا في المحافظةِ على قوامهِ في قلق , وأيُ قلق ؟ فقليلٌ ما يَصمُد ! وكثيرٌ ما يتَراخى فيترنح , ليسقُط .

أتدري يا فايز ؟ فبِسبب هذهِ الحالةِ من عدم الثِقَةِ بهِ , فأنا أقطعُ منهُ جُزأً يسيراً , فأضعه في مكانٍ عليّ , وعن ناظريَّ خفيّ , ثم أُعاهِد نفسي أَن لا آتيه ولا أقرَبه , حتى إذا نَحَلَ الجِسمُ , وصَاح البَطنُ , وتَراخت الأقدامُ , وضعُفَ مني البَصَر .. تَمثلتُ كالِلصِ , حيثُ أسلبُ هذا الجُزء مِن مَكانه , فذلك هو حالي وحاله .. قد أَنشَدتَهُ يومَ أن أَتاني في لَحظةٍ كِدت فيها أن أفنا ...


أهلاً وسهلاً ومرحباً بِمَن حَلَ = علينا بآخرِ الرَمقِ وكأنهُ مُعَادينا
أَقبِل يا أخَ الروحَ بَل .. ومُهجَتِها = فَلا بعدُكَ ولا قَبلُك كَان ما يُلهينا



كأن راتبي فريسةٌ وقَعَت بين الضِباع , ثُم حامت فوقَ مابقي منها النسور , فكلٌ يريدُ مِنه ما يَخُصُه , فلا يرحموه ولا لِبُكائي يَتركوه , وكأنني أراه وهو يَنظُرُ إلي فيقول .. أأنت من أَخَذَنا الشوقُ إلَيه ؟ أَهَكَذا أُضامُ وأَنَا بينَ يَديه ؟

فَما أن يَحلُ بينَ يَدي , حتى تتوالى فواتير الماءِ والهاتِف والكهرباء , فالأُولى تَصفَعُني , والثانيةَ تَركُلُني وأَبقى مع الأخيرةِ مابين كرٍ وفر , وإقبالٍ وإدبار , حتى أسقُط ولا أقوم . فمرةً بَقيتُ أياماً بِلا ماء , فَقُلتُ لِمَن قَطَعهُ عَني ...


يامانِع الماءِ بالله أن لا تَعجلِ = وامهِلنا لنَجلُوا الصَابونَ عَن أَيادينا
عَجولاً بِقطعِهِ أمولاً بِرَدعِنا = وبِفتحه مهملٌ ! تَبحثُ لَك عَن مُعينا



ثُم قالَ لي .. فايز !! أأنت عَجولٌ مِن أَمرك ؟ وَكَأنه يُريدُ أَن يُخرِجَ مآسي قَد أَسكَنَها جوفِه . قُلتُ لَهُ , إسترسِل يا سعد , فأنا مَعك مُستمعٌ ومتأثر ..

فقال , إنَ حالتي يا أخي , في كَلفٍ وصَخبٍ وتَعب , وخاصةً عِندما يحينُ خَريفُ الشهر , حيث يَتَساقطُ ما جَنيتهُ مِن مال , ويُقارب في أن يؤول إلى الزوال , فَأُحاول أن أقتصِد بما بقي مِنه , وأن أعيشُ منه في حالةٍ من الجفاف والتَقَشُف . أُعللُ النفسَ في فَترةِ الغَداء , وأُصبِرها بِما سيوهبُ لها من عَشاء . حيثُ إن كُنت كَريماً , وهبتُها وبلا منه .. شاورما , فإن لَم يكُن ذلك فهو إذاً الخُبزُ و الجُبن . ثُم قامَ وهو يُشيرُ الى كُتلةٍ مِن الشاورما خلفي ...


بالله يا مُعلِم الشَاورما أتقِنها = وعرِضها عَلى النَارِِ حَتى حِينا
وإن أَطلتَ فَلا تُشفِقُ لِما .. بِها = فَنحنُ مِما نُقاسي قَد كرِهنا اللينا
وارفِق معها مِن الخسِ والفجلِ = وحَبذا لو أن تُعرِفها على .. التينا



ثُم نحى بي لأمرٍ آخر وقال , هِيَ ! هِيَ ! قُلتُ ومَن هِيَ ؟ قَال , هِيَ مَن أهلَكَتني , هِيَ من قَتَلَتني , هِيَ المُزعِجةُ المُؤرِقَه . تُشارِكُني بِما لَدي , فنِصفٌ لَها ونِصفٌ إلي . قُلتُ لَه , ( معللاً ومُواسِياً ) كُلٌ النِسوةِ هكَذا يا رجُل , فَلا تَشتَكَي مِن أَمرٍ والرِجالُ مِنه في وَجَل . فَقَال , أَي نِسوةٍ وأَي زوجه !! إنَني أَتَحَدثُ عنِ السَّياره !!

ثُم آَشارَ مِن خَلفِ زجاج المَطعمِ , إلى قِطعةٍ مِن حَديد , شَكَلَت ما قد نُسميهِ سياره !! وهو يقول ...


يا عَابِسةُ الوَجهِ أَمَا حَانَ فِرَاقُنا = أَما أَتى هَذا اليومَ الذي بِه تُطْلقينا
تَباً فَلا أبقَيتي مِن مَالٍ نَحفظهُ = بَل وليتُكِ أَن عَلى الأضلُعِ تُبقِينا



وبعدَ صمتٍ دَامَ لِدقائِق , إقتَرَبَ بِكُرسيهُ إلى الطاوله . وقَالَ لِي هَامِساً جَزِعاً , أَترى ذَلِكَ الرَجُل ؟ قُلتُ أَهذا ؟ الطَّاعِنُ في السِن ؟ قَال , نَعم وهو الطاعون نفسهُ يا أخي !!

قُلتُ مَا بِهِ ؟ لا قَربنا الله إليهِ ؟ فقال , أتراه الرجُلُ الطَيب ؟ قُلتُ نَعم أَراه كَذلِك ! فَقَال كذبٌ ما تَرى . فَأَنا مُستأجرٌ لِإحدى الغُرف لديه , وَليتك تراهُ عِندما يحينُ الدفعُ , فَينقلبُ هَذا البائِس الطَيبُ الورِع ُ. إلى أسدٍ كَاسِر , وعَدوٍ مُجاهِر , لا يَرحم ولا يَعطِف , فهو الخَبيثُ اللئيمُ المجحِف .

خَرجتُ مرةً ( والقول لهُ ) من المنزل , وكأنني المُجرم , فَأخذتُ أتَلفتُ يُمنةً ويُسرَه . وكُنت في حَالِ عُسرَه , فَرأيتهُ وهو قادمٌ نَحوي شِبه مُهرول . كَأنني لَحظتها , جربوعٌ وقَفَ في طَريقِ جَاموس . فَأسرَعتُ إلى سَيارتي هذه العَبوس , وحاولتُ أَن أُشغِلها , وأَن أَلوذَ بالفِرارِ بِها . وكَما هو مُتَوَقع , أَبت إلا أن بِيديهِ أَقع , وكأَنها على إتفاقٍ معه , حتى أمسَكَني وقال .. سعد ! وأين المَفَر ؟ ولِمَ الجَزَع .

أَردتُ بعد هذا أَن أُبعِد مَجالَ الحديث إلى أَمرٍ آخر , فَقُلتُ وليتني لم أَفعل . هَل تزوجتَ يا سعد ؟

إلتَزَمَ الصمتُ ولم يُجِب . وكَأنَ لِسانِ حَالِهِ يقول ...

مَالي بِزوجٍ يزيدني هَمٍ وغم = يطلب مني وأنا .. مِن المُفلسينا
فلا ولا وألفُ ألفٍ من لا = فَلستُ بِهذا الأمرُ !! مِن العَازمِينا
ثُم إنهُ أَخذ يَنظُرُ إلى الأعلى أَلفَ مرَه . كَأنهُ يُخفِي عَني شَيئاً مِن الحِرقَةِ والعبره . قُلتُ لَه , سعد مابِك ؟ سعد أَلا تَنطُق ؟ لَم يَفعَل ! فَعلِمتُ بعدها أنَني لَمستُ جِراحاً ومواجِعَ , وأنني حَركتُ ما فِي جَوفِهِ مِن فَواجِع . فقُمتُ , وربتُ على كَتفِهِ تَهويناً , وتَعزيةً لِهذا المُصاب . ثُم ذَهبتُ وعيناي تَنظُرانِ إليهِ أَلمَاً . حتى أتيت المحاسب , وقلتُ له ..

كم الحساب !!










سعد .. هو صديقٌ لي , وفايز إسم مستعار . رأيته قبل مده وتناقشنا في كثير من الأمور , علمت بحاله وبحال شريحة كبيرة العدد , مِن من سقطوا في أحد البنود الوظيفيه , أردت أن أعبر عن حاله وإن كان الأمر ساخراً بل ومبالغاً فيه كثيراً .

فإليك يا سعد , أعتذر .

جــواهــر
15-08-2003, 18:48
أخي الفاضل العربي ..

حضورك دائما ما يكمل الصورة ويجعل للموضوع معنى ........

بصراحة يا يأخي الكريم ..

احيانا اجد في حلقي غصة لكل مانره من ضغوط على كاهل الموظفين أمثال سعد ..

قد نكون أغني دول في العالم بما نمتلكه من الكنوز التي بين ايدينا ..

والامكانيات التي تصنع الرجال وتلهب الهمم .. لكن يبقي الكثير منا محروم منها ..

ولا يسعني إلا أن اقول قلبي معك يا سعد ..

ومرحباً بهذه العودة الجميلة إلى مضيف العام الذي افتقد تواجدك كثيراً ..

ولك اتقدم بكل الشكر على هذه المشاركة الرائعة ..

وسوف اقوم بتثبيت الموضوع ..


تقبل تحياتي ..


جــواهــر

تركي ثنيان
15-08-2003, 20:46
اخي تركي
_________

صراحة لا اجد اي داعي لما قلت فهنا ليس المكان المناسب ....

وارجو عدم الدخول..في هذة الدهاليز.. فلسنا هنا لهذة الآمور

ارجو ان تكون فهمت ماقلت مثل مافهمت ماسطرت في ردك؟؟؟؟؟؟

هذة الآمور ليست هنا ...

اخوك


@.. الــــصــــارم ..@

حاكم العلي
16-08-2003, 01:51
أخي الرائع البارع : محمد العربي

موضوع في محك الواقع و ما أكثر أشباه سعد

دعني أغرد بعيداً و اسمح لي بالخروج عن النص:

لقد تعلمنا أن الماء والهواء و الأرض الفناء حلال زلال

ثم اصبح الماء في فترة من الجاهلية الثانية تتصارع عليه

سيوف الفرسان لتهوي جثث كثيرة من أجل أن تشرب كبد رطبة

بعدها بحمد الله اصبح آمناً ولكن تقتل نفسك بدلأ من غيرك كي

تجمع بعض الدريهمات التى تطفي عطش أرواح تلهث

هذه الحياة عجلة تدور تدهس قلوباً بريئة

ذنبها أن تصادف وجودها مع مرور العجلة

شكراً و عذراً عن الآطالة

خلف الرويتع
16-08-2003, 09:45
الاخ الرئع دئماً محمد العربي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

اشكرك على هذا الموضوع الرائع لقد وضعت يدك على الجرح وفعلاً سعد امثاله كثيرون وارجع واقول (( قلبي معك ياسعد ))

أبو فهد
16-08-2003, 12:07
لا اجد تعليلا لما ارى او اسمع

فمن ينظر الى الحال قبل 22 سنة بالضبط قد يعي ردي تماما

و انشالله تكون علينا و على الشباب (شدة و تزول قريبا)

وفق الله الجميع لما يحبه و يرضاه

و تشكر اخي العربي على هذا الطرح الجيد

تركي ثنيان
16-08-2003, 12:42
سهــــــــــــــــــــــود ومهـــــــــــــــــــــــــود


المضيـــــــــــــــــــــف بيــــــــــــــــــــــتنـــــــا الصغيـــــــــــــر

وحنـــــــــــــــــــــــــــا نحتــــــــــــــــــــــــرم سديد الـــراي

ونحــــــــــــترم كبيـــــــــــــــــــــــــر البيـــــــــــــــــت

والله ماتســـــــــــــــــــوي يالصــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــارم

يفـــــــــــــــــــــــــــداك تــــــــــــركي ويفــــــــــــد ا المضياف

وكــــــــــــــــــــــــــــــل ما يحمـــــــــــــــــــــــــل المضياف

من اسم ومعنــــــــــــــــــــــــــــا وناسه وكل الضيـــــــــــــوف


تركي بن ثنيان

ياطيب طابت لك البيض والسود اسرت في حبك قلوب الرجالي

يفوح مع ذكرك شذى الورد والعود وكل ينعم بك الى جام جالي

مرضك يمرضني وسعدك لي سعود ياليت ينقل عنك ضيم الليالي

للدار وحشه عقب سيد هل الجود وعيني غشاها عقب شمسه ظلالي

عبدالرحمن
16-08-2003, 22:56
اهلا اخينا الكريم محمد ....ولقاك مع سعد؟.....

كثيرون هم سعد ولكن من غير سعد؟!

ولو اننا نتمنى ان الكل يكون سعد ومع السعد وليس بدونه؟

ولكن ؟ سيادة الاشقياء اشقت السعداء؟!

لذلك لاتحزن اخى فايز على غم وهم صديقك سعد....

حيث ان امثال صديقك كثيرون هم ؟

وان الذين يموتون من التخمة هم اكثر بكثير؟!!

من الذين يموتون من الجوع؟!!

وقد يكون سعد افضل من هؤلاء المتخمين؟

واقل منهم هماً ؟ حيث انهم غير الذى ينتظرهم من حساب هذه التخمة

غير سعداء فى هذه التخمة والتى سوف تظهر وبالاً عليهم؟

لذلك نقول لك ؟ لابد وان تاخذ من اسمك جزء؟ فى يوم من الايام!...



العربى تحياتى

محمد العربي
17-08-2003, 18:21
أختي جواهر ...

لكِ الشكر , وردكِ هو الأجمل , ولا أراكِ الله غصةً في حياتِك .

أخي تركي الثنيان ...

قرأت ردك في حينه , وأشعر بالذي كنت تريد إيصاله , ولكن كلانا قد بالغ كثيراً . لك الشكر .

أخي ذعار ...

البارع في إبهام ما يريد أن يقول .. أنت لم تغرد بعيداً , ولم تخرج كثيراً , بل أتيت بصلب الموضوع وروحه . شكراً لك .

أخي خلف ...

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , أنا من يشكرك ويشكر وجودك .

أخي شقردي ...

ولكن نقول ما قلته أنت .. هو أمرٌ زائل . شكراً لك .

أخي تركي الثنيان .. مرة أخرى ...

رجلٌ شهم أنت ياتركي , وحقاً ما قلت , فالصارم صاحب رأيٍ سديد . فشكراً مرةً أخرى .

أخي عبدالرحمن ...

الرجل الذي لا يرى أن ننظر الى الخلف كثيراً , بل إلى الأمام ( وهو محق ) , أشكرلك تعاطفك مع بطلنا سعد .

[HR]

إنَ ( كان ) أمرٌ منتهي , وإذا أتبعته بــ ( ليتَ ) , تكون كما إنتهى .. قد إنتهيتَ , والوطن يطلب سواعد أبناءه , ويشحذ حضورهم , وليس لرفات أباءهم , وما كانوا عليه .

ريم شمر
20-08-2003, 12:06
حكايه تتكرر وقصص تكاد تتشابه
نعم هناك الف سعد وسعد
وهناك من يكون سعد في خير ونعمه
امامهم ....فهو على الاقل لديه وظيفه
لديه ماتسمى بسياره ....لديه سقف يؤيه

ايضا المعاناة والمآسي والعذابات لاتتوقف فقط عند المال

بل قد يكون المال اهونها ...واقلها .....

ومااسعد من همه ان يجد لقمه يأكلها

ومااتعس من ابتلى في صحته وعافيته

من ينتظر الموت كل ثانيه ......من قد يكون لديه اموال الدنيا كلها

لكنها لديه لاتعني شيئا ......لديه انواع واشكال الطعام ولايشتهيها

ولايستطيع اصلا ان يأكلها ......لديه افخم السيارات ولايقدر على ركوبها


كل مايتمناه ان يصحو يوما وقد عادت اليه صحته ولو خسر كل امواله

وكنوزه.......فوالله لاتساوي ....كل هذه الاموال .....لحظه واحده

يمشى فيها سليما معافى ......

لاتتوقف الهموم والمآسي عند توفير طعام وسياره وبيت

فهي اقل مايمكن ان يصيب الانسان

واسوأ الابتلاء ان يبتلى في دينه .....ان تحيط به النعم حتى تطغيه

حتى تنسيه خالقه ....حتى تجعله يكذب ويسرق ويظلم


اخي الكاتب المميز والعبقري محمد العربي

اسأل صديقك سعد

هل يسره ان يكون مكان من لديه القصور والاموال والنعم

وهو مقعد كسيح ..او مصاب بمرض خبيث

او تأتيه الدعوات ممن ظلمهم او تعدى عليهم


او تحمى امواله في الاخره ليحرق فيها .....

او يطوق الاراضي التي اغتصبها في عنقه يوم القيامه

مدام يصحو وينام وهو بكامل صحته .....وهو مستريح البال

لم يظلم احدا او يغتصب مال احد

فهو في نعمه يحسد عليها ....

مااجمل القناعه والرضى .......


ومااجمل ان ينظر لمن هو اقل منه وليس لمن هو اعلى منه

فالارزاق مقسومه ...معلومه ......وماكان ليأخذ اكثر مما كتبه الله له

وان حصل له ظلم وتعدى وضاع حقه في الدنيا فلن يضيع في الاخره



محمد العربي

حقيقه استمتعت بقصه سعد ومايجملها هذا الاسلوب الرائع الجذاب الذي كتبتها فيه ......فشكرا لك ايها المميز ......واتمنى ان لاتحرمنا من المزيد
من الابداع ......


اخير لن اقول لسعد ...قلبي معك

بل ساقول له..... مااسعدك !!!!! ومانت فيه من نعمه تستحق الشكر !!!




ريـــــــــــــم

قصر خراش
20-08-2003, 12:17
الأخ .........العربي ........تحيه ...

مقال يجب ان يقرأ مره ومرات عديده ...

دراماتيكيه الحوار تشد القارئ اكثر من ميكانيكية الأحداث ...

سعد .........كان الله في عونك ..!!!










قصر خراش ........

المشرف العام
20-08-2003, 15:44
شاهدت الوف الصحف البيضاء .. خُزِمة في فهارس خضر !!
افترشت الارصفه !!
وبعضها .. لولبيّ الحركه .. اصبح هاجسها من يرفع القدم لكي تركب اي مقطوره لها عجلات اربع .
لا يهم اين يتّجه فمقصده جميع الاتجاهات الاربع..
ويدور الفلك .. كل عام لكي نحظى بهذا المنظر الفريد
في عالم مخمليّ الملامح ؟

ابو غازي
20-08-2003, 18:08
اااالراااائع محمد ااالعربي

صدقت والله اخي محمد لقد وضعت يدك على الجرح وفعلاً سعد امثاله كثيرون

وارجع واقول (( قلبي معك ياسعد ))

ماشاء الله عليك تكتب فتجيد لقد قرأتها عدة مرات ولي شف باااالرجوع لها مرار


تسلم والله اخوي محمد ااااالعربي



تقبل خااااالص تحيااااتي

تركي ثنيان
21-08-2003, 12:55
عجيب هذا العطاء لم يجف يزينه مقارعت الصخور

يقف الزمن وقد اشبعته الحيره على ثياب معتره

واقدام تبسم باطنها لشدة معانقت التراب

وكفاح مخطوط بتجاعيد الزمان على مبسمه

يقف بثبات لايأبه ببصمات الرياح تحفر في جبينه

ينظر بقلبه العجيب فهوا لم يعرف لون للمغيب

وحينما يفكر بعقله يغيب هنــاك بعيد حيث تشتعل الاحاسيس

فلما العجب فنحن نركب جنب الى جنب ونتعلق بثوب سعد

مركب متواضع وامواج عاليه ولكن العطا صر ع الموج

اسدل الليل ستاره وشتد بنا البرد فلم نجد الا ان نكون سعد

تركي بن ثنيان

محمد العربي
22-08-2003, 00:04
اختي ريم شمر ...

قد ذُكر في جواهر الأدب عن القناعةِ ما يصفها ويحببها .. بمايوافق الذي أتيتِ به ..


هي القناعة فالزمها تعِش ملكاً = لو لم يكن منك إلا راحة البدنِ
وانظر لمن مَلَك الدنيا بأجمعها = هل راح منها بغير القُطنِ والكفنِ ؟
-----= -----
قَنَعت بالقوتِ من زماني = وصُنتُ نفسي عن الهوانِ
خوفاً من الناس أن يقولوا = فضلُ فلانٍ على فلانِ



إلا أن لسعداً من تلك الجواهر ما قيل عن المال بما قد يرغبهُ وينسيه أمر القناعة ...


الناسُ أتباع من دامت له نِعم = والويل للمرء إن زلت به القدمُ
المال زَين ومن قلت دراهمه = حيٌّ كمن مات إلا أنه صنمُ
لما رأيتُ أخلائي وخالِصتي = والكلُ مستترٌ عني ومُحتشمُ
أبدوا جفاءً وإعراضاً فقلت لهم = أذنبت ذنباً ؟ قالوا ذنبك العدمُ




لكن وبكل واقعيه , وجواباً لما قلتِ , فلا والله لا يسره أحدٌ أن ينعم ويعيش حياة الترف , وهو كسيحٌ أو مقعد , أو ظالمٌ ومغتصب ..
والقناعةُ كنز .. متيسرٌ لمن أراده .. فلكِ الشكر ..

أخي قصر خراش ...

أشكرك عزيزي على قراءة الموضوع لمراتٍ عده , وسعيدٌ أنا بأنه أعجبك , رغم مايعاب فيه من كسورٍ شنيعه في الأبيات المرفقه .

أخي ابوسلطان ...

أسعدتني هذه الكلمات الراقيه جداً في وصفك لحالةٍ نراها دورياً في كل عام .. لكن ستجد هذه الملفات , مكاناً يضمها . في أيٍ من هذه الجهات الأربع . أشكرك أخي كثيراً .

أخي ابو غازي ...

أنت من يسلم , ولكن ليس أنا من يضع يده على الجرح , ليوقف هذا النزيف ( إن كنت تعني ذلك ) وربما أكون قد نكأته وزدته إيلاماً , بما بالغت في بعض جوانبه . أشكرك أخي .

أخي تركي الثنيان ...

فلما العجب فنحن نركب جنب الى جنب ونتعلق بثوب سعد .. اسدل الليل ستاره واشتد بنا البرد فلم نجد الا ان نكون سعد . ( خطيرٌ أنت أخي تركي )

كم أسعد كثيراً حال أن أرى إسمك , وصدقني لا أعلم لماذا !!

مرفأ
22-08-2003, 02:31
اخى القدير محمد العربى

رسالة قد يتوقف عندها الكثير اجدت الصياغه الجميلة والهادفة فلك الشكر

تركي ثنيان
22-08-2003, 13:10
لابد ان يكتمل العقــــــــــــد


الله يسعد كــــــــــــل ايــــــــــــامك برضا الله وطاعتــــــــــــــــــــــه

ورضا الوالــــــــــدين والله يعطيه الف عافيه ها لســــــــــــــــــــــــعد

الي جمعنــــــــــا بحوار انعزف بعدت الحــــــــــــان لحن اطــــــــــرب

ولحـــــــــــــن كان فيه حــــــــــــديث وسبب ازعـــــــــــــــــــــــاج

مدام الاوتار مهيئه وممكن نعدها للعــــــــــــــزف بنفس النهج

لكن بلحن يطــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ رب وش المـــــــــــــــــانع

مانعــــــــــزف


تحيــــــــــــــــــــــــــــــــاتي الخالصه

اخوك / تركي ابن ثنيان

محمد العربي
24-08-2003, 20:52
أختي مرفأ ...

أشكركِ على حضورك .

أخي بن ثنيان ...

لك تحياتي الخالصه أيضاً .