طلال صعفق الحافظ
02-12-2001, 11:12
3+3=5 نبيل الفضل روحة بلا ردة
بعد ما بدأت سحب الغبار وضباب الدخان تنقشع عن الساحة الأفغانية، وبعدما تبينت ملامح الدمار الذي حاق بطالبان ونظامها المشعوذ، وبعد ما اتضح ان القصف الأمريكي لم يكن قصفا لا يصيب إلا المدنيين العزل كما تفلسف بعض الكتبة، وبات جليا انه قصف مدروس حطم أسطورة الطالبان، وكونهم جيشا تقف معه الملائكة وتسانده الكرامات الزائفة وخزعبلات البعض. بعد كل هذه التحولات التي أطاحت بآمال المتعلقين بالمعجزات، والمؤمنين باللاوقع والمراهنين على انتصار أحلامهم العتيقة. بعد كل هذا بدأت شمس الحقيقة تشرق على أرض أفغانستان، ملقية النور على الظلم الذي اقترفه الطالبان، والظلمات التي غمروا بها شعب بلادهم. كما بدأت الأماني الأفغانية الحقيقية بالتعبير عن ذاتها، وعن طموحات ذلك الشعب الذي أرغم على ركوب ما لا يريد، ولا يحتمل من جمال الفتاوى وبغال المفتين. وصدح الشباب بالغناء الذي حرمه الطالبان، وأسفرت الأفغانيات عن وجوههن التي اعتبرها الطالبان عورة تستدعي الدفن تحت أكياس تسمى نقاب. وابتسم «الشيبان» من أفغان لعدسات الكاميرات التي كانت من عملالشيطان، بل لم يترددوا في قبول التعامل مع القوات الروسية التي أتت لتساعد في أعمال الإغاثة وإعادة البناء، مشاركة دول العالم المتحضر في «هجمته» الإنسانية لإعادة الحياة لشعب أهلكته أوهام متطرفيه وخيالات أصولييه. وفي غمرة هذا الفرح الأفغاني، كانت هناك دماء تراق على ساحات أخرى من أفغانستان. وهي دماء غير أفغانية في معظمها، تتمثل في دماء الأجانب الذين وجدوا في أفغانستان فرصة لمتعة الرماية، والتدريب على القتل والارهاب بدعوى الجهاد وطلب الجنة. وعلى قمة أولئك كان الأفغان العرب. فماذا عسانا فاعلون معهم أو لأجلهم؟
nنستطيع أن نفهم مطالبة البعض بعودة هؤلاء الأفغان العرب إلى ديارهم بعد أسرهم، وذلك تحت دعوى إعادة تأهيلهم، و«لغاية» أخرى تتمثل في التحقيق معهم، لاكتشاف مدى انتشار مرض الإرهاب السرطاني الذي تفشى في الجسد العربي والخليجي بالذات.
ولكننا نظن ان إعادة تأهيلهم هي دعوى باطلة، فهؤلاء ليسوا مدمني خمر أو مخدرات، بل مدمنو قتل وإرهاب. وعقابهم أولى وموتهم أرحم للجميع، نحن لا نطالب بقتلهم طبعا، فنحن لسنا قتلة مثلهم، ولادعاة تقتيل مثل مموليهم وداعميهم بالكلام، ولكننا لا نجد مصلحة لديارنا في عودة هؤلاء المهووسين المتعشين للدماء، وبلادنا لا تتحمل مسؤوليتهم بعد ما ضربوا بمصالحنا عرض الحائط، وذهبوا بحثا عن أحلامهم المريضة، ومعتقداتهم المنحرفة في سهول أفغانستان أو غيرها.
ونظن ان هؤلاء ان كانوا يبحثون عن طريق سريع للوصول إلى الجنة، فلنترك لهم حرية الذهاب عن طريق الموت الذي اختاروه، وإن كانوا مجرد سذج غرر بهم البعض، فعليهم أن يدفعوا ثمن سذاجتهم الدموية وغبائهم المتطرف في عنفه، ولعل في نهايتهم المأساوية التي يستحقونها عبرة لزملائهم المحلقين بنفس الأحلام المريضة.
انه من العيب والعيب الكبير ان نطالب العالم أو زعماءنا بلحرص على حياة أو بقاء هؤلاء الإرهابيين من أفغان عرب، دع عنك المطالبة بعودتهم إلى ديارنا لنشر فكرهم الدموي وتجاربهم الشريرة بين شبابنا. ولعل تجارب الكويت مع من سعت الحكومة في السابق لحمايته من مواطنين اتصفوا بالرعونة والخبل دليل على صحة تخوفنا.
ونحن لا نجد فرقا كبيرا بين المجرم سليمان بوغيث وسواه من إرهابيين متخفين باللباس الأفغاني في قندوز وقندهار، ونطالب بسحب جنسياتهم وعدم السماح لهم بالعودة إلى الكويت. أما أهاليهم ـ أعان الله أهاليهم ـ فليس أمامهم إلا محاربة ـ أولئك المجرمين ـ ممن غرر بأبنائهم، وحثه على الرحيل إلى أفغانستان، فهم من يتحمل الذنب، وهم المسؤولون عن مأساة أبنائهم ودمائهم.
بعد ما بدأت سحب الغبار وضباب الدخان تنقشع عن الساحة الأفغانية، وبعدما تبينت ملامح الدمار الذي حاق بطالبان ونظامها المشعوذ، وبعد ما اتضح ان القصف الأمريكي لم يكن قصفا لا يصيب إلا المدنيين العزل كما تفلسف بعض الكتبة، وبات جليا انه قصف مدروس حطم أسطورة الطالبان، وكونهم جيشا تقف معه الملائكة وتسانده الكرامات الزائفة وخزعبلات البعض. بعد كل هذه التحولات التي أطاحت بآمال المتعلقين بالمعجزات، والمؤمنين باللاوقع والمراهنين على انتصار أحلامهم العتيقة. بعد كل هذا بدأت شمس الحقيقة تشرق على أرض أفغانستان، ملقية النور على الظلم الذي اقترفه الطالبان، والظلمات التي غمروا بها شعب بلادهم. كما بدأت الأماني الأفغانية الحقيقية بالتعبير عن ذاتها، وعن طموحات ذلك الشعب الذي أرغم على ركوب ما لا يريد، ولا يحتمل من جمال الفتاوى وبغال المفتين. وصدح الشباب بالغناء الذي حرمه الطالبان، وأسفرت الأفغانيات عن وجوههن التي اعتبرها الطالبان عورة تستدعي الدفن تحت أكياس تسمى نقاب. وابتسم «الشيبان» من أفغان لعدسات الكاميرات التي كانت من عملالشيطان، بل لم يترددوا في قبول التعامل مع القوات الروسية التي أتت لتساعد في أعمال الإغاثة وإعادة البناء، مشاركة دول العالم المتحضر في «هجمته» الإنسانية لإعادة الحياة لشعب أهلكته أوهام متطرفيه وخيالات أصولييه. وفي غمرة هذا الفرح الأفغاني، كانت هناك دماء تراق على ساحات أخرى من أفغانستان. وهي دماء غير أفغانية في معظمها، تتمثل في دماء الأجانب الذين وجدوا في أفغانستان فرصة لمتعة الرماية، والتدريب على القتل والارهاب بدعوى الجهاد وطلب الجنة. وعلى قمة أولئك كان الأفغان العرب. فماذا عسانا فاعلون معهم أو لأجلهم؟
nنستطيع أن نفهم مطالبة البعض بعودة هؤلاء الأفغان العرب إلى ديارهم بعد أسرهم، وذلك تحت دعوى إعادة تأهيلهم، و«لغاية» أخرى تتمثل في التحقيق معهم، لاكتشاف مدى انتشار مرض الإرهاب السرطاني الذي تفشى في الجسد العربي والخليجي بالذات.
ولكننا نظن ان إعادة تأهيلهم هي دعوى باطلة، فهؤلاء ليسوا مدمني خمر أو مخدرات، بل مدمنو قتل وإرهاب. وعقابهم أولى وموتهم أرحم للجميع، نحن لا نطالب بقتلهم طبعا، فنحن لسنا قتلة مثلهم، ولادعاة تقتيل مثل مموليهم وداعميهم بالكلام، ولكننا لا نجد مصلحة لديارنا في عودة هؤلاء المهووسين المتعشين للدماء، وبلادنا لا تتحمل مسؤوليتهم بعد ما ضربوا بمصالحنا عرض الحائط، وذهبوا بحثا عن أحلامهم المريضة، ومعتقداتهم المنحرفة في سهول أفغانستان أو غيرها.
ونظن ان هؤلاء ان كانوا يبحثون عن طريق سريع للوصول إلى الجنة، فلنترك لهم حرية الذهاب عن طريق الموت الذي اختاروه، وإن كانوا مجرد سذج غرر بهم البعض، فعليهم أن يدفعوا ثمن سذاجتهم الدموية وغبائهم المتطرف في عنفه، ولعل في نهايتهم المأساوية التي يستحقونها عبرة لزملائهم المحلقين بنفس الأحلام المريضة.
انه من العيب والعيب الكبير ان نطالب العالم أو زعماءنا بلحرص على حياة أو بقاء هؤلاء الإرهابيين من أفغان عرب، دع عنك المطالبة بعودتهم إلى ديارنا لنشر فكرهم الدموي وتجاربهم الشريرة بين شبابنا. ولعل تجارب الكويت مع من سعت الحكومة في السابق لحمايته من مواطنين اتصفوا بالرعونة والخبل دليل على صحة تخوفنا.
ونحن لا نجد فرقا كبيرا بين المجرم سليمان بوغيث وسواه من إرهابيين متخفين باللباس الأفغاني في قندوز وقندهار، ونطالب بسحب جنسياتهم وعدم السماح لهم بالعودة إلى الكويت. أما أهاليهم ـ أعان الله أهاليهم ـ فليس أمامهم إلا محاربة ـ أولئك المجرمين ـ ممن غرر بأبنائهم، وحثه على الرحيل إلى أفغانستان، فهم من يتحمل الذنب، وهم المسؤولون عن مأساة أبنائهم ودمائهم.