كيف نستطيع إجتياز الخلافات.

[سيل الوادي]

الكل منا يتعرّض إلى أزمات ومشاكل تستدعي الحل... سواء في البيت أم في العمل أم في دائرة المجتمع، فإن الصراع وتزاحم المصالح واختلاف الآراء والمشارب من سنن الحياة ولا يمكن لأحد منا أن يتخلّص من الصراع تماماً.. إذ لا قدرة للإنسان على التخلف عن قوانين الحياة أو التمرّد على سنن الأشياء.. إلاّ انه يقدر على تجنب أضرارها ومساوئها إذا وجد طرقاً صحيحة ومتوازنة للتعامل معها... ومن السهل على الإنسان أن يساير الـــقوانين والـــسنن ويتعامل معها حسب مقتضياتها وأسبابها إلاّ انه يستحيل عليه تجاوزها أو التغافل عنها...
ولاشك أن الأسباب والدوافع إليها عديدة ومتنوعة إلا أن القدر المسلم فيها إنها تحصل دائماً ونبتلى بها جميعاً بين آونة وأخرى، فكيف ينبغي أن نتصرّف لا لنرفع الخلاف أو كما يسميه البعض الصراع بل لنخفف أضراره أو ننقله من المناطق الحارة المحتدمة بالغضب والنار وإشعال الحرائق في اكثر من بعد إلى المناطق الباردة التي يحكمها العقل والمنطق واحترام الخلاف والتعامل معه على انه سنة لابدّ منها فينبغي مسايرتها ثم تسييرها إلى الاستفادة الأفضل والمصلحة الأكمل... فليست الخلافات سبباً تاماً للحروب بين الدول والناس في الغالب وإنما الطرق التي نواجه فيه الخلافات هي التي تعود إلى نشوب النزاعات وتصعيدها في الأكثر.
أذن يجب علينا أن ننظر نظرة إيجابية،،،
إن الحكمة والتعقل يدعوننا لان نكون إيجابيين اكثر في الصراع وننظر إلى الأمور بعين باصرة وروح متفائلة إلى إمكانية الحل والوصول إلى صيغة تجمع الكل وتحفظ ما نتطلع إليه وهذا أمر يستدعي أن لا يفكر أحد فينا أن هناك طرفاً مهزوم وآخر منتصر... بل إذا جلسنا على طاولة المباحثات وتحاورنا بهدوء ورويّة وتوصلنا إلى ما يرضي الجميع فالكل منتصر.
وإذا غفلنا عن الإنصاف وتعاملنا على أساس أن يكون أحدناً منتصراً والآخر مهزوماً فالكل منهزم على المدى البعيد أو القريب.. هذه هي الواقعية التي ينبغي لأطراف الخلاف أن يتوجهوا إليها ويدخلوا في المفاوضات بهذه النظرة والبصيرة... وبهذه الطريقة أيضاً يضمن كل منا ما يريد... فان من أوليات النجاح أن نوفر في أنفسنا مؤهلاته وشروطه ومن أهم شروطه مجانبة الفردية والأنانية واحتكار المصالح...
فقبل أن نحكم على الآخرين بالفشل أو الاستبداد وإفساح المجال للحقد والضغينة لكي تؤثر أثرها علينا أن نفكر هل أني عملت على ضمان حقي وحق غيري... وهل شعر الآخرون كما احب أن اشعر بالاحترام وإمكانية تحقيق الأهداف من خلال الحوار، أم لا.
إن الحوار والتفاوض لا يعني بالضرورة الاستسلام والتنازل عن المبادئ والحقوق،

[رذاذ المطر]

((وإذا غفلنا عن الإنصاف وتعاملنا على أساس أن يكون أحدناً منتصراً والآخر مهزوماً فالكل منهزم على المدى البعيد أو القريب.. هذه هي الواقعية التي ينبغي لأطراف الخلاف أن يتوجهوا إليها ويدخلوا في المفاوضات بهذه النظرة والبصيرة... وبهذه الطريقة أيضاً يضمن كل منا ما يريد... فان من أوليات النجاح أن نوفر في أنفسنا مؤهلاته وشروطه ومن أهم شروطه مجانبة الفردية والأنانية واحتكار المصالح...
فقبل أن نحكم على الآخرين بالفشل أو الاستبداد وإفساح المجال للحقد والضغينة لكي تؤثر أثرها علينا أن نفكر هل أني عملت على ضمان حقي وحق غيري... وهل شعر الآخرون كما احب أن اشعر بالاحترام وإمكانية تحقيق الأهداف من خلال الحوار، أم لا.
إن الحوار والتفاوض لا يعني بالضرورة الاستسلام والتنازل عن المبادئ والحقوق،))

فى الحقيقة كلام جميل وعقل سليم ذلك العقل الذى نظم تلك الحروف والكلمات..... بفكر متزن وعقل راجح....

الف تحية لهذا القلم...

[عبدالرحمن]

الاخ الكريم - سيل الوادى - اهلا..

تشكر على هذه الكلمات

والتى تستحق ان الكل يمر عليها

ويجعلها دستوراً له

حيث انها ليست كلمات

عادية القيمة؟

اخى الكريم نحن - العرب- مشكلتنا

هى اننا لم نتعود على قبول

الراى المعارض؟

ولا اعنى بالمعارض - المعارضة السياسية-

انما اى معارضة حتى على مستويات عادية

وغير مكلفة؟

ياخى يوجد ناس لو تقول هذه الفاكهة جيدة لغضبوا!!!


وهلم جرا؟

تحياتى.

[سيل الوادي]

رذاذ المطر

في تعقيبك الكثير من الحكمة فكل الشكر لك وقد أعجبني ما ذكرت

فإختلاف وجهات النظر عائداً إلى طريقة

تفكير ورؤية الإطراف المختلفة في تلك الوجهات

التي تتعدد وتختلف من فردٍ لآخر

فبالمنطق نستطيع إجتياز الخلافات

تحياتي

[سلمان النبهان]

الاخ سيل الوادي يعطيك العافية موضوع طيب
وحقيقة انت تطلب المثالية بالتعامل والتفاهم
وهذا المطلب بواقعنا هو مستحيل التنفيذ او التفعيل .
فجميع امور الحياة الان صعبة والسبب عدم المثالية ..
شكرا مره اخرى على الطرح الممتاز المفيد ...

[مجموعة إنسان]

.

أخي سيل الوادي

كلام ذهب ماشاء الله عليك

وماتحدثت عنه يذكرنا بـ ( شعرة معاوية )

فهو قال : ( لو ان بيني وبين الناس شعرة ماإنقطعت أبدا . كنت إذا مدوها

ارخيتها ، وإذا ارخوها مددتها )


تحياتي،

[رذاذ المطر]

سلمان النبهان...مالذى تقول...؟؟؟
(( انــت تطـلـب المثالـيـة بالتعـامـل iiوالتـفـاهـم
وهذا المطلب بواقعنا هو مستحيل التنفيذ او التفعيل )).....!!!

وهل المثالية امر مستحيل....؟؟؟

اخى .. ديننا دين المثاليات والخلق القويم....ودين التطبيق والتفعيل... بمثل تلك المثاليات والمباديء قامت الحضارات واعظم الدول... وبمثل هذا التراخى انهدمت كل القيم واصبح يقال عنا "دول عالم ثالث"... هى كالصفعة و وصمة عار نسمعها فى كل المحافل..
ربما تلك التسميه ليست مرتبطة بشكل مباشر بمثالياتنا... بل تقاس بادارتنا للامور وتقدمنا فى مجال الصناعةوالاقتصاد.. الخ
ولكن ...ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم..
تلك هى الحقيقة التى يجب ان نفهمها جيدا... التراخى فى عمليه " تغير انفسنا "... وعدم رغبتنا فى التغير..... فنحن نرى كل ما يجب تغيره هو امر مستحيل... و بهذا لن نتغير ابدا... وسنظل فى نظر انفسنا اناس لا تستحق الحياة.. فالحياة تريد بشرا لديها الرغبة الصادقة فى التغير للافضل... لا الاستسلام الواهم الكسول باستحالة احداث التغير......!!

تحياتي.....

[سيل الوادي]

عبدالرحمن لك كل الحب والتقدير

مع انني اختلف معك في بعض النقاط ولكن احتلاف الراي لايفسد

للود قضية.

عزيزي انت عممت على العرب عدم تقبل الراي المعارض .

وانا اقول ليس كل العرب وانما هناك اشخاص مثقفون يحاولون

فهم متطلبات الواقع الذي يعيشونه . وعقلياتهم متفتحه ويرحبون

بالحوار المفتوح الهادف . ويحاولون جاهدين الرقي بعالمنا العربي

واخراجه من عالم الظلمات إلى النور ولكن يد واحده لا تصفق.

لذلك يجب على كل فرد ينتمي الى هذا العالم العربي ان يشارك

ببنائه واسهل وسيلة هي ان نبدا بأنفسنا.

تحياتي

[سيل الوادي]

سلمان النبهان... تحيه

نعم كل شئ يصبح مستحيل التنفيذ او التفعيل في ظل الابتعاد عن

تعاليم الدين الإسلامي كما ذكر رذاذ المطر انفاً وانا اوافقه الرأي بأن

ديننا دين المثاليات والخلق القويم....ودين التطبيق والتفعيل... بمثل تلك المثاليات والمباديء .

تحياتي

[محمد العربي]

هل أني عملت على ضمان حقي وحق غيري ... وهل شعر الآخرون كما احب أن اشعر بالاحترام وإمكانية تحقيق الأهداف من خلال الحوار ، أم لا .

سؤالان قد أوردتهما , وهما جديران بأن نقف عندهما وقفة تأمل و تمعن .. وأحسنت في وضعهما في الآخر , ليسهل على القاريء البحث والتدقيق في ذاته , بعد أن يكون قد أعد نفسه وقيمها من بعد قراءة النص .


أشكرك عزيزي سيل الوادي , على هذا التوجيه الكامل , والمحفز .

وكما قلت أنت , فليس معنى اللجوء الى الحوار , هو بدايةٌ لرضوخ أو إعلان تنازل .. ( طبعاً تستثنى إجتماعات دول الغرب مع العرب من كل هذا ) .

أشكرك مرةٌ أخرى ..

[جــواهــر]

اخي الفاضل سيل الوادي ..

كما تعودناك بمرور السيل اخضر وانتعش مضيف العام بمشاركتك الرائعة ..

فها أنت أصبت من خلال الروائع التي سطرتها لنا والتي يجب أن تكون قانون يحكم تصرفاتنا ..

اشكرك واتطلع للمزيد من المشاركات منك أخي الكريم ..

تقبل تحياتي ..

جــواهــر

[سلمان النبهان]

اخي الفاضل سيل الوادي
اختي الفاضلة رذاذ المطر
حقيقة كلكما من الخير والمطر
فاهلا بكما وبكل ماتطرحانه من ابداع
فاني لم اتكلم عن الدين لانه اعلى ان اتكلم به
والذي اقوله دون مجامله او تزوير ....
ان المشكله فينا نحن المسلمين ومانقوم فيه
من اعمال ومخالفات وخروج ...
وقد ردت نيابة عني اختي رذاذ المطر بتعقيبها السابق
نعم المثالية الاسلام ولا مثالية بدونه .
ولكن اين من يطبق الاسلام بحق !!!!!
الاسلام ياخوان ليس تشدق وخطب بل هو فعلا وعمل ..
كثيرا من الناس يصف نفسه المسكين بانه المسلم الحق
ويغالط وحين تنظر لحاله وعقله وتصرفاته ومنطقه تعرف
انه ابعد مايكون عن الاسلام وتعاليمه ...

[رذاذ المطر]

شكرا سلمان ...

وشكرا سيل الوادى...

[سيل الوادي]

اخي محمد العربي شاكر لك مرورك وتفضلك بالمشاركه

والتعقيب على الموضوع

تقبل خالص تحياتي

[طوفان]

شكرآ اخوي الغالي سيل الوادي
على الموضوع الجميل
ولكن عند نشوب النزاع نكون أمام خيارات ثلاثة:

إ نوجه الخلاف ونقوده إلى طريق التفاوض والحوار المتكافئ وعندها نكون قد تجنّبنا النزاع ... وفي نـــفس الوقت حفظنا أسسنا ومبادئنا الأهم ولم نتراجع عنها... ولعلّنا إذا وفرنا في أنفسنا المؤهلات الأكثر سنكون أقدر على استثمار الخلاف وصبّه في الاتجاه الإيجابي الذي يصنع من الخلاف تفاهماً ومن الانقسام تلاحماً وبتعبيرٍ آخر...

1 - العمل على إقامة الاتصال والارتباط مع الطرف الآخر والحفاظ على قدر مدروس من التواصل فليس من المعقول أن نتوقع حلولاً مرضية من دون أن نمتلك فرصة المواجهة واللقاء والتواصل مع الطرف الآخر وهذا أمر يتطلب المزيد من الدراسة والحكمة وانتخاب الفرد الأنسب والطريقة الأفضل للاتصال ...

2 - تشخيص أهم المصالح المشتركة من جهة ومن جهة أخرى تشخيص الأخطار المشتركة والتركيز عليهما بشكل جدي ودقيق لنحفّز في الجانبين ضرورة التفاهم وضرورة تجنب الأخطار...

3 - العمل على تحييد الطرف الآخر وتهدئته ومما يساعد على ذلك مثلاً ضبط الكلمات والحوارات والتحدث مع الغير بشكل بناء وإيجابي بلا ألفاظ جارحة أو نابية ولا تصريحات قد تستفز الطرف الآخر وتثير فيه دوافع الخلاف ... فإن الحرص على التفاوض بشكل يرضي الطرفين خير من الكلام المرتجل الذي يضر ولا ينفع ...

وتقبل تحيات اخوك طوفان