طوفان
28-06-2003, 23:08
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل أن أقول أي شيء أسمعوا هذه القصة وبعدها سوف تجودون الكلام والمراد منها في النهاية
القصة
يروى من روايات الزمان وحكاية من حكايات الذكريات أن شيخ قد ظهر الشيب في رأسه وعلامات الكبر
رسمت في وجهه وكان يدرس غلمان ويعلمهم وأرد أن يعلمهم أمرا يختلف كثيرا عن دروسه التي يعلمهم
كل يوم أراد أن يعمق سر الدروس والغاية من التعليم أراد أن يعلمهم حقيقة الحياة وخفيا الأقدار بأنها بيد
الرحمن وأن قضائه مكتوب لا مفر منه والرضا به أمر لا يعرف قيمته إلا أصحاب الإيمان والعقول الكبار
فناداهم وطلب منهم أن يحضروا معهم أكياس فذهب الغلمان وأحضروا الأكياس فقال لهم كلما تذكرتم ذكرى مؤلمه
ضعو في داخل الكيس ثمرة البطاطس واحملوا الكيس معكم في كل مكان وكل زمان وأينما كنتم فليكن معكم حتى
عند نومك ليكن معكم وعند رؤوسكم لمدة أسبوع واحد وبعدها تعالوا إلي وحدثوني ماذا حدث معكم
فنصرف الغلمان ولم يعرفوا سبب واحد لهذا العمل ولكن امتثلوا و فعلوا وفي اليوم الأول وجدوا المشقة والحرج
من منظرهم ففي كل مكان تتوجه إليهم الأنظار وهم يحملوا الأكياس وفيها ثمار البطاطس وقد امتلأت من الثمار
فكل ما تذكر كل غلام ذكرى مؤلمه وضع ثمرة حتى كاد الكيس أن يمتلئ
وفي اليوم الثاني زاد الأمر عليهم وفي اليوم الثالث شق عليهم وبلغ بهم الأمر مبلغه فقرر كل واحد منهم أن يرمي
الكيس ولا يحمله مره أخرى وخاصة أنه أصبح ثقيل ورائحته كريهة وذهبوا إلى الشيخ وأخبروه بما فعلوا فتبسم
الشيخ حينها رسم على وجوه الغلمان علامات التعجب والدهشة من هذا الشيخ فقال لهم اسمعوا لم تطيقوا حمل
الكيس لثقله ولشدة رائحته الكريهة فقالوا نعم قال إليكم العبرة من هذا كله هذا عبارة عن أمر يحدث في حياتنا
وهو أننا لو بقينا نتذكر كل ذكرى مؤلمه مرت وحدثت لنا لكان حالنا مثل ذلك
قلوبنا وعقولنا مثل الكيس والثمار مثل الذكريات والحوادث المؤلمة التي تمر بنا فكل ذكرى نجمعها في عقولنا وقلوبنا
ونتذكرها ونتألم منها في كل لحظة ويزيد الحال في كل ثانية حتى نصبح مثل الثمار كريهة الرائحة
ومثل الوردة حينما تذبل ومثل الماء الراكد ومثل الشجرة اليابسة برغم من سقايتها فلا حياة فيها
نتألم ويزيد الألم ونتجرع الآهات ويزيد السكر بها حتى تصبح هي الشراب لا غنى عنه
فيا ترى ماذا استفدنا وماذا جنينا غير ألم وهم وحزن وسواد ويأس وحياة تعيسة وانهزام واستسلام وضياع ووحده
وكآبة وخوف وتراجع وضعف وعدم مواجهه وقتل نفس وتحطيم قلب وتشتيت فكر وضياع مستقبل وتفريق
أرواح وكثرة البكاء وقلق وطول سهر وضعف الجسد وكثرة المرض وفقد السعادة وموت الرغبة وأنهار من الآهات
وجبال من الأحزان ووديان من الهموم وسحاب من السواد وحياة عذاب فآآآآآآآه وآآآآآه منها حياة
وغيرنا من تسبب في جراحنا حياتهم أن عش ولا تبالي بغيرك والضحكات لا تفارقهم وما فعلوا لا يعنيهم
وما اقترفوا فهم ليسوا مذنبون بل أبرياء وهم ذئاب عاشوا ولم يبالوا بشيء مما نعاني ونتألم منه
إذا لما هذا كله ولماذا العذاب جله وغيرنا الحياة هي وده ومناه ومبتغاة
لنعش حياتنا ونرضى بقضائنا وقدرنا لنتعلم من جراحنا ونضمدها بصبرنا وأنها درس لنا وقوة في تحمل أحداث جديدة وكيف نواجه المشاكل وأن كانت من أقرب الناس إلينا
لا نؤجل المواجه والرجوع بحجة أننا مجروحون وجراحنا جديدة وتحتاج لوقت حتى تبرأ من نزيف الدماء
بل لنكن مثل الطبيب الصادق حينما يأتي المجروح يبدأ بعلاجه ولا يتأخر لأنه لو تأخر فقد يكون سبب في موته
أو فقد أحد أعضاءه
هذا هو حالنا لو تأخرنا في الاستيقاظ من الجراح قد نخسر أشياء كثيرة ويضيع العمر بلا فائدة فقطار الحياة
يسير ولا يعرف الوقوف ولا الانتظار لماذا نخسر أرواح وقلوب تحبنا وتحترمنا وتريد لنا حياة سعيدة
من اجل شخصية واحدة سبحان الله هل نضيع هذا كله من أجل من ضحى بنا ولم يبالي حتى بكل ما كان بيننا
ولم يقدر حبنا ولا تضحياتنا ولا صداقتنا ولا أخوتنا ولا ولا ولا ولا
أهذه هي الحياة التي نريدها ونعيش فيها .
أخواني وأخواتي قد أطلت في الموضوع ولكن الآن أترك لكم التعليق وأتمنى من الجميع أن يدلي بدلوه وأن يسمعنا
صوت فكره ونغمات قلبه ويطربنا بحديثه حتى تعم الفائدة ونعيش حياة بفكر واعي وعقل راجح وقلب محب
وصمود لا يضعف وشموخ لا يهزم ومرح لا يفنى وعمر لا يبلى وسعادة لا تغيب
أرجو أن تسامحوني على الإطالة ولكن حقا الأمر زاد عن حده وفي كل يوم نجد القلوب تضعف والهروب
يكثر والاستسلام ينضح والحجج الواهية تبث وحياة سبحان الله فيها وهل تسمى حياة
أنتظر أرائكم بفارغ الصبر في الختام يا أحباب لكم مني باقة عطرها المحبة وأزهارها الاحترام
و وردها التقدير وغايتها أن يمن عليكم بالسعادة وحياة فيها فرح وسرور ونجاح في دنيا الفناء
وفي دار القرار
طوفان
قبل أن أقول أي شيء أسمعوا هذه القصة وبعدها سوف تجودون الكلام والمراد منها في النهاية
القصة
يروى من روايات الزمان وحكاية من حكايات الذكريات أن شيخ قد ظهر الشيب في رأسه وعلامات الكبر
رسمت في وجهه وكان يدرس غلمان ويعلمهم وأرد أن يعلمهم أمرا يختلف كثيرا عن دروسه التي يعلمهم
كل يوم أراد أن يعمق سر الدروس والغاية من التعليم أراد أن يعلمهم حقيقة الحياة وخفيا الأقدار بأنها بيد
الرحمن وأن قضائه مكتوب لا مفر منه والرضا به أمر لا يعرف قيمته إلا أصحاب الإيمان والعقول الكبار
فناداهم وطلب منهم أن يحضروا معهم أكياس فذهب الغلمان وأحضروا الأكياس فقال لهم كلما تذكرتم ذكرى مؤلمه
ضعو في داخل الكيس ثمرة البطاطس واحملوا الكيس معكم في كل مكان وكل زمان وأينما كنتم فليكن معكم حتى
عند نومك ليكن معكم وعند رؤوسكم لمدة أسبوع واحد وبعدها تعالوا إلي وحدثوني ماذا حدث معكم
فنصرف الغلمان ولم يعرفوا سبب واحد لهذا العمل ولكن امتثلوا و فعلوا وفي اليوم الأول وجدوا المشقة والحرج
من منظرهم ففي كل مكان تتوجه إليهم الأنظار وهم يحملوا الأكياس وفيها ثمار البطاطس وقد امتلأت من الثمار
فكل ما تذكر كل غلام ذكرى مؤلمه وضع ثمرة حتى كاد الكيس أن يمتلئ
وفي اليوم الثاني زاد الأمر عليهم وفي اليوم الثالث شق عليهم وبلغ بهم الأمر مبلغه فقرر كل واحد منهم أن يرمي
الكيس ولا يحمله مره أخرى وخاصة أنه أصبح ثقيل ورائحته كريهة وذهبوا إلى الشيخ وأخبروه بما فعلوا فتبسم
الشيخ حينها رسم على وجوه الغلمان علامات التعجب والدهشة من هذا الشيخ فقال لهم اسمعوا لم تطيقوا حمل
الكيس لثقله ولشدة رائحته الكريهة فقالوا نعم قال إليكم العبرة من هذا كله هذا عبارة عن أمر يحدث في حياتنا
وهو أننا لو بقينا نتذكر كل ذكرى مؤلمه مرت وحدثت لنا لكان حالنا مثل ذلك
قلوبنا وعقولنا مثل الكيس والثمار مثل الذكريات والحوادث المؤلمة التي تمر بنا فكل ذكرى نجمعها في عقولنا وقلوبنا
ونتذكرها ونتألم منها في كل لحظة ويزيد الحال في كل ثانية حتى نصبح مثل الثمار كريهة الرائحة
ومثل الوردة حينما تذبل ومثل الماء الراكد ومثل الشجرة اليابسة برغم من سقايتها فلا حياة فيها
نتألم ويزيد الألم ونتجرع الآهات ويزيد السكر بها حتى تصبح هي الشراب لا غنى عنه
فيا ترى ماذا استفدنا وماذا جنينا غير ألم وهم وحزن وسواد ويأس وحياة تعيسة وانهزام واستسلام وضياع ووحده
وكآبة وخوف وتراجع وضعف وعدم مواجهه وقتل نفس وتحطيم قلب وتشتيت فكر وضياع مستقبل وتفريق
أرواح وكثرة البكاء وقلق وطول سهر وضعف الجسد وكثرة المرض وفقد السعادة وموت الرغبة وأنهار من الآهات
وجبال من الأحزان ووديان من الهموم وسحاب من السواد وحياة عذاب فآآآآآآآه وآآآآآه منها حياة
وغيرنا من تسبب في جراحنا حياتهم أن عش ولا تبالي بغيرك والضحكات لا تفارقهم وما فعلوا لا يعنيهم
وما اقترفوا فهم ليسوا مذنبون بل أبرياء وهم ذئاب عاشوا ولم يبالوا بشيء مما نعاني ونتألم منه
إذا لما هذا كله ولماذا العذاب جله وغيرنا الحياة هي وده ومناه ومبتغاة
لنعش حياتنا ونرضى بقضائنا وقدرنا لنتعلم من جراحنا ونضمدها بصبرنا وأنها درس لنا وقوة في تحمل أحداث جديدة وكيف نواجه المشاكل وأن كانت من أقرب الناس إلينا
لا نؤجل المواجه والرجوع بحجة أننا مجروحون وجراحنا جديدة وتحتاج لوقت حتى تبرأ من نزيف الدماء
بل لنكن مثل الطبيب الصادق حينما يأتي المجروح يبدأ بعلاجه ولا يتأخر لأنه لو تأخر فقد يكون سبب في موته
أو فقد أحد أعضاءه
هذا هو حالنا لو تأخرنا في الاستيقاظ من الجراح قد نخسر أشياء كثيرة ويضيع العمر بلا فائدة فقطار الحياة
يسير ولا يعرف الوقوف ولا الانتظار لماذا نخسر أرواح وقلوب تحبنا وتحترمنا وتريد لنا حياة سعيدة
من اجل شخصية واحدة سبحان الله هل نضيع هذا كله من أجل من ضحى بنا ولم يبالي حتى بكل ما كان بيننا
ولم يقدر حبنا ولا تضحياتنا ولا صداقتنا ولا أخوتنا ولا ولا ولا ولا
أهذه هي الحياة التي نريدها ونعيش فيها .
أخواني وأخواتي قد أطلت في الموضوع ولكن الآن أترك لكم التعليق وأتمنى من الجميع أن يدلي بدلوه وأن يسمعنا
صوت فكره ونغمات قلبه ويطربنا بحديثه حتى تعم الفائدة ونعيش حياة بفكر واعي وعقل راجح وقلب محب
وصمود لا يضعف وشموخ لا يهزم ومرح لا يفنى وعمر لا يبلى وسعادة لا تغيب
أرجو أن تسامحوني على الإطالة ولكن حقا الأمر زاد عن حده وفي كل يوم نجد القلوب تضعف والهروب
يكثر والاستسلام ينضح والحجج الواهية تبث وحياة سبحان الله فيها وهل تسمى حياة
أنتظر أرائكم بفارغ الصبر في الختام يا أحباب لكم مني باقة عطرها المحبة وأزهارها الاحترام
و وردها التقدير وغايتها أن يمن عليكم بالسعادة وحياة فيها فرح وسرور ونجاح في دنيا الفناء
وفي دار القرار
طوفان