بنت زبيد
19-06-2003, 01:39
قصة اعتقال الشيخ بشير الهويدي وخطأ مجلة المختلف :--
كان أهل مدينة الرقة في أوج حماسهم وثورتهم ضد الفرنسيين ، ووقتها بانت وحشية الفرنسين على حقيقتها فقامت طائراتهم تدك المنطقة بأسرها وترمي عليها حمما من القذائف في يوم 6 تموز عام 1941 م . لكن أهالي المنطقة لم يستسلموا لهم . لقد خرج السكان من المدن والقرى واتجهوا إلى ضفاف الفرات وتوغلوا في الأدغال ( الحوائج) وفي السهول التي تكتظ بنبات السوس الكثيف،الذي يحميهم من القنابل . وأخذ بعض الثوار يطلقون على الطائرات المعادية من بنادقهم ،واستشهد بعضهم. واستأنف القصف في اليوم الثاني يوم سبعة تموز وأخذت القنابل تنفجر في كل مكان خاصة على المدينة والقرى الأخرى ،حتى أنهم رموا بقنابلهم على الأدغال والسهول . وقد روى بعض الذين شاركوا في هذه الاضطرابات ان القنابل التي كانت تسقط على الرمال لا تنفجر . فصار النساء والأطفال والشيوخ يلجؤون إلى الأماكن التي تكثر بها الرمال للاحتماء من القذائف.ا
.أصبحت المدينة والقرى خالية تماما من السكان إلا من بعض الرجال المحاربين
أثناء تلك الحرب طوقت قوة عسكرية مدعمة بثلاث مصفحات، ديوان شيخ قبيلة العفادلة حينذاك بشير الهويدي. كان الديوان خاليا إلا من ثلاثة رجال كان الشيخ بشير أحدهم ، فتقدم منهم ضابط يتبعه ثلاثة جنود مسلحين ، وكان الضابط يحمل بيده قنبلة هجومية ، فحملق بالرجال الثلاث وأمر رجاله بالقبض عليه واعتقاله . لقد أخذوا شيخ العفادلة (بشير الهويدي) بمصفحة عسكرية إلى منطقة تل أبيض(وكان لهم حامية عسكرية هناك) ثم استجوبوه لكن دون جدوى . بعدها اتهموه بمعاداتهم لكونه أحد قياديي الثورة هناك . وربطوه عند الغروب إلى شجرة معصوب العينين ، وأطلقوا عليه عدة أعيرة نارية وتركوه معلقا ،وهذا ماقاله الشيخ الهويدي الذي أراد الله أن يبقى حيا، فقد شهد جميع من حضروا الحادثة أن لباسه كان مثقبا واضح عليه تماما آثار الرصاص . وكانت عملية إنقاذه مغامرة بحد ذاتها فقد روى أحد الرجال الثلاثة الذين خلصوه والكلام له " لما سمعنا بالأمر أن المستعمرين قد اعتقلوا الشيخ بشير الهويدي ويريدون إعدامه ، وعلمنا أنهم جاؤوا إلى منطقتنا يريدون تنفيذ حكم الإعدام فيه، استنفرنا الشيخ سليمان العيسى البيجات - شيخ عشيرة البوعساف الشعبانية الزبيدية ، والبيجات من كلمة بيك- وهو من الرجال الأشداء . استطلعنا بعدها الخبر وتأكدنا من مكان وجوده مصلوبا على إحدى الأشجار وفي المنطقة نفسها .وعند حلول الظلام اختار الشيخ سليمان العيسى ثلاثة من الشباب كنت أنا واحدا منهم وكلفنا بمهمة الذهاب إلى هناك وتخليصه مهما كلف الثمن ، وقاد هو مجموعة من الرجال المسلحين لحمايتنا بقوا بعيدا عنا يطوقون البستان من ثلاث جهات. أما نحن الثلاث فقد هرعنا إلى مكانه وأدركناه على تلك الحالة فكلمناه ورد علينا بصوت خافت، فعلمت انه على قيد الحياة وتلمست خنجري وقطعت به الحبل المربوط به على الشجرة . وحملناه أنا ورفيقي متكئا على أكتافنا ورفيقنا الثالث يحمينا من الخلف حتى وصلنا المجموعة التي تنتظرنا وحملناه جميعا إلى مضافة الشيخ سليمان . وطلبنا منه المبيت في القرية إلا أنه أبى إلا الذهاب إلى بيته ، واضطررنا لعدم وجود سيارة أن نحمله على عربة جر يقودها حصان ، ووضعنا له فراشا داخل العربة ، وأمر الشيخ سليمان العيسى أربعة شبان بمرافقته إلى بلدة الرقة وسرنا به ليلا صوب الرقة
كنا أربعة شبان مسلحين ببنادق (بيش عطاش) حديثة الصنع آنذاك ، اثنان مننا يجلسات بمؤخرة العربة يتجهان إلى الخلف واثنان في المقدمة . وبعد مسير ثلاث كيلومترات على طريق ترابية لاح لنا ضوء سيارة من بعيد جاء على الطريق الذي نسلكه ، وقبل أن يدركنا الضوء تنحينا جانبا عن الطريق وقفزنا نحن الشبان الأربعة المسلحين وانبطحنا على الأرض مصوبين فوهات بنادقنا على السيارة التي تقترب منا رويدا ، والتي كنا نظنها للفرنسيين وكنا مصممين على تدميرها وقتل من فيها . فعندما اقتربت السيارة منا صرخ أحدنا (عبدالله) بها وانتفض مصوبا بندقيته نحو سائقها ، فتوقفت السيارة فورا وتبين لنا أنها لأحد شيوخ الخرصة (عبيد بن غبين)كان راكبا لوحده يسوقها . ولما استفسر عن الأمر خرج من سيارته واتجه صوب العربة التي يرقد بها شيخ العفادلة بشير وحدثه وهناه على سلامته وقال انا أوصله بالسيارة ، لكننا لم ننسحب إلا عندما أمرنا الشيخ بشير بالإنسحاب . ووضعناه بالسيارة وانحرف عبيد بسيارته عن هذه الطريق الرئيسية إلى طريق فرعية ووصل الشيخ بشير سالما إلى بيته .. وكان حرس العشيرة متحفزا لأي طاريء قد يحدث بعدها
كانت هذه الرواية عن محمود المصطفى البيجات- من شيوخ عشيرة البوعساف الشعبانية وقد أوردها المؤرخ والشاعر محمود الذخيرة في كتابه أهل الرقة (الجزء الأول) وأيدها الكثير من الرواة .. ولكن البعض روى رواية أخرى متناقضة في أحداثها وفي صحتها .... فقد روى البعض أن عبيد بن غبين كان متوجها إلى مقر الحامية الفرنسية وذكر المصدر أن المكان هو في عين العروس، وأن عبيد توسط المعسكر بسيارته عن غير إرادة !!!! وهو ما يعد غير منطقي من ناحيتين . الأولى بسبب بعد المسافة بين المدينتين الرقة وعين العروس (والصحيح والمعروف ان الاعتقال كان في منطقة تل أبيض وهي أقرب للرقة وهي بالمناسبة إحدى المناطق التي تنجع فيها الخرصة (( والخرصة هي من قبيلة الفدعان العنزية وشيوخها بشكل عام هم القعيشيش من ضنا خريص أما الغبين فلهم مشيخة ضنا كحيل )) ) والثاني أن عبيد كان من المعروفين بمساندة الفرنسيين وبعلاقاته القوية جدا معهم بعكس شيوخ قبائل البوشعبان واولهم الشيخ بشير الهويدي فكيف يكون تواجده هناك من غير إراده !!!!... وعندما وصل عبيد إلى هناك ورأى الشيخ بشير الهويدي المعتقل (وكان بحسب تلك الرواية لا يعلم من هو ذاك المعتقل والذي يراه امامه مع أن الشيخ بشير معروف وخاصة عند الفدعان والخرصة بسبب الحروب والمنازعات بين القبيلتين وهذا في حد ذاته يعد مأخذا على تلك الرواية) ثم سأل عبيد بن غبين الكولونيل أردوال قائد القوات الفرنسية هناك عن أن يأتيه باخبار مقابل فك أسر الشيخ بشير الهويدي ، ورد عليه الكولونيل بأنه رجل خطر على الحكومة-وهو يقصد بذلك المستعمر الفرنسي- ولابد من إعدامه .. ثم قام عبيد بخداع الكولونيل بعد ان إتفق مع الرجال الذين كانوا معه بعد خروجهم من المعسكر على أن يدخلوا على الكولونيل ويخبره عبيد بأن هناك سرية إنجليزي مموهة في طريقها إليه من خلف الجبل ثم يقوم عبيد ومن معه باختطاف الشيخ بشير ووضعه في السيارة والانطلاق بها .. وتقول هذه الرواية بأنه سلم الشيخ بشير إلى أهله بعد إنقاذه .. والصحيح هو ما رويناه في روايتنا الأصلية وبالفعل سلم عبيد بن غبين الشيخ بشير لأهله ولكن لم يكن هو من انقذه من معسكر الفرنسيين . وقد ذكر مصدر الرواية أن الشيخ بشير الهويدي كان مسجونا في إحدى الغرف لدى الحامية الفرنسية وأنه عذب فقط في حين أن الشيخ بشير كان مصلوبا على شجرة ، وأن الفرنسيين أطلقوا النار عليه وأصيب من جراء ذلك وكانت آثار الرصاص واضحة في ثيابه وهذا ماأكده الشيخ بشير نفسه والشهود الذين رأوه .. ثم تستمر الرواية في وصف ماحدث بين الكولونيل وأحد ضباطه ووصف تعابير وجه الكولونيل وهذا الذي لم نجد له تفسيراً ، هل انتظر راوي تلك القصة حتى يرى وجه الكولونيل وتعابيره ؟؟ وهل انتظر حتى يرى سيارة ابن غبين تنهب الصحراء مبتعدة عن المعسكر ؟؟ ثم كيف لم تستطع سيارات الجيش الفرنسي اللحاق بسيارة بن غبين .. أعتقد أننا يجب أن نكتفي بما رآه الراوي - وهو على بعد أميال من الكولونيل- من أن الفرنسي أو إبن الباريسية (كما يقول الكاتب) اكتفى بمشاهدة غبار سيارة عبيد ليتأكد من أنها ابتعدت ولا يمكن اللحاق بها
وردت تلك الرواية المتناقضة في كتاب لفهد المارك ، وقد وردت كثير من الأخطاء في كتاب المارك من الأشعار والروايات التاريخية كهذه ، ولكن للأسف وجدت تلك المطبوعات طريقها لأيدي القراء من دون أن تصحح أوتنقح .. والغريب أن المارك لم يكلف نفسه عناء سؤال آل الهويدي أو أبطال تلك القصة المنقذين ليتأكد من صحة مارواه .. ويكتفي برواية متناقضة من مصدر لم يذكر لنا اسمه حتى نواجهه بما لدينا من حقائق .. وعلى هذا أساس مبدأ التحري والدقة اعتمدت الرواية التي ذكرناها اولا على كلام أحد منقذي الشيخ بشير الهويدي ورواة القبيلة أنفسهم ممن حضروا تلك الواقعة مع الاستشهاد بكلام صاحب القصة نفسه ، الشيخ بشير الهويدي.. نحن لا ننكر شجاعة ومروءة بن غبين وأنه ساعد في إيصال الشيخ بشير إلى بر الأمان ، ولكن لا يحق لأحد التلاعب بالحقيقة على حساب مصالح شخصية .. وإنصافا منا لفضل أولئك الأبطال الذين دخلوا المعسكر وأنقذوا الشيخ بشير من براثن الفرنسيين ، مضحين بأرواحهم في سبيل إنقاذ ابن عمومتهم أوردنا القصة الحقيقية لاعتقال الشيخ البطل بشير الهويدي المناضل في سبيل الحرية والكرامة العريية ، ثم واصل أبناءه وأحفاده الطريق نفسه حتى نالت الأمة العربية استقلالها ...
http://www.geocities.com/bano_zubaid/besheer/bsheer1.jpg
كان أهل مدينة الرقة في أوج حماسهم وثورتهم ضد الفرنسيين ، ووقتها بانت وحشية الفرنسين على حقيقتها فقامت طائراتهم تدك المنطقة بأسرها وترمي عليها حمما من القذائف في يوم 6 تموز عام 1941 م . لكن أهالي المنطقة لم يستسلموا لهم . لقد خرج السكان من المدن والقرى واتجهوا إلى ضفاف الفرات وتوغلوا في الأدغال ( الحوائج) وفي السهول التي تكتظ بنبات السوس الكثيف،الذي يحميهم من القنابل . وأخذ بعض الثوار يطلقون على الطائرات المعادية من بنادقهم ،واستشهد بعضهم. واستأنف القصف في اليوم الثاني يوم سبعة تموز وأخذت القنابل تنفجر في كل مكان خاصة على المدينة والقرى الأخرى ،حتى أنهم رموا بقنابلهم على الأدغال والسهول . وقد روى بعض الذين شاركوا في هذه الاضطرابات ان القنابل التي كانت تسقط على الرمال لا تنفجر . فصار النساء والأطفال والشيوخ يلجؤون إلى الأماكن التي تكثر بها الرمال للاحتماء من القذائف.ا
.أصبحت المدينة والقرى خالية تماما من السكان إلا من بعض الرجال المحاربين
أثناء تلك الحرب طوقت قوة عسكرية مدعمة بثلاث مصفحات، ديوان شيخ قبيلة العفادلة حينذاك بشير الهويدي. كان الديوان خاليا إلا من ثلاثة رجال كان الشيخ بشير أحدهم ، فتقدم منهم ضابط يتبعه ثلاثة جنود مسلحين ، وكان الضابط يحمل بيده قنبلة هجومية ، فحملق بالرجال الثلاث وأمر رجاله بالقبض عليه واعتقاله . لقد أخذوا شيخ العفادلة (بشير الهويدي) بمصفحة عسكرية إلى منطقة تل أبيض(وكان لهم حامية عسكرية هناك) ثم استجوبوه لكن دون جدوى . بعدها اتهموه بمعاداتهم لكونه أحد قياديي الثورة هناك . وربطوه عند الغروب إلى شجرة معصوب العينين ، وأطلقوا عليه عدة أعيرة نارية وتركوه معلقا ،وهذا ماقاله الشيخ الهويدي الذي أراد الله أن يبقى حيا، فقد شهد جميع من حضروا الحادثة أن لباسه كان مثقبا واضح عليه تماما آثار الرصاص . وكانت عملية إنقاذه مغامرة بحد ذاتها فقد روى أحد الرجال الثلاثة الذين خلصوه والكلام له " لما سمعنا بالأمر أن المستعمرين قد اعتقلوا الشيخ بشير الهويدي ويريدون إعدامه ، وعلمنا أنهم جاؤوا إلى منطقتنا يريدون تنفيذ حكم الإعدام فيه، استنفرنا الشيخ سليمان العيسى البيجات - شيخ عشيرة البوعساف الشعبانية الزبيدية ، والبيجات من كلمة بيك- وهو من الرجال الأشداء . استطلعنا بعدها الخبر وتأكدنا من مكان وجوده مصلوبا على إحدى الأشجار وفي المنطقة نفسها .وعند حلول الظلام اختار الشيخ سليمان العيسى ثلاثة من الشباب كنت أنا واحدا منهم وكلفنا بمهمة الذهاب إلى هناك وتخليصه مهما كلف الثمن ، وقاد هو مجموعة من الرجال المسلحين لحمايتنا بقوا بعيدا عنا يطوقون البستان من ثلاث جهات. أما نحن الثلاث فقد هرعنا إلى مكانه وأدركناه على تلك الحالة فكلمناه ورد علينا بصوت خافت، فعلمت انه على قيد الحياة وتلمست خنجري وقطعت به الحبل المربوط به على الشجرة . وحملناه أنا ورفيقي متكئا على أكتافنا ورفيقنا الثالث يحمينا من الخلف حتى وصلنا المجموعة التي تنتظرنا وحملناه جميعا إلى مضافة الشيخ سليمان . وطلبنا منه المبيت في القرية إلا أنه أبى إلا الذهاب إلى بيته ، واضطررنا لعدم وجود سيارة أن نحمله على عربة جر يقودها حصان ، ووضعنا له فراشا داخل العربة ، وأمر الشيخ سليمان العيسى أربعة شبان بمرافقته إلى بلدة الرقة وسرنا به ليلا صوب الرقة
كنا أربعة شبان مسلحين ببنادق (بيش عطاش) حديثة الصنع آنذاك ، اثنان مننا يجلسات بمؤخرة العربة يتجهان إلى الخلف واثنان في المقدمة . وبعد مسير ثلاث كيلومترات على طريق ترابية لاح لنا ضوء سيارة من بعيد جاء على الطريق الذي نسلكه ، وقبل أن يدركنا الضوء تنحينا جانبا عن الطريق وقفزنا نحن الشبان الأربعة المسلحين وانبطحنا على الأرض مصوبين فوهات بنادقنا على السيارة التي تقترب منا رويدا ، والتي كنا نظنها للفرنسيين وكنا مصممين على تدميرها وقتل من فيها . فعندما اقتربت السيارة منا صرخ أحدنا (عبدالله) بها وانتفض مصوبا بندقيته نحو سائقها ، فتوقفت السيارة فورا وتبين لنا أنها لأحد شيوخ الخرصة (عبيد بن غبين)كان راكبا لوحده يسوقها . ولما استفسر عن الأمر خرج من سيارته واتجه صوب العربة التي يرقد بها شيخ العفادلة بشير وحدثه وهناه على سلامته وقال انا أوصله بالسيارة ، لكننا لم ننسحب إلا عندما أمرنا الشيخ بشير بالإنسحاب . ووضعناه بالسيارة وانحرف عبيد بسيارته عن هذه الطريق الرئيسية إلى طريق فرعية ووصل الشيخ بشير سالما إلى بيته .. وكان حرس العشيرة متحفزا لأي طاريء قد يحدث بعدها
كانت هذه الرواية عن محمود المصطفى البيجات- من شيوخ عشيرة البوعساف الشعبانية وقد أوردها المؤرخ والشاعر محمود الذخيرة في كتابه أهل الرقة (الجزء الأول) وأيدها الكثير من الرواة .. ولكن البعض روى رواية أخرى متناقضة في أحداثها وفي صحتها .... فقد روى البعض أن عبيد بن غبين كان متوجها إلى مقر الحامية الفرنسية وذكر المصدر أن المكان هو في عين العروس، وأن عبيد توسط المعسكر بسيارته عن غير إرادة !!!! وهو ما يعد غير منطقي من ناحيتين . الأولى بسبب بعد المسافة بين المدينتين الرقة وعين العروس (والصحيح والمعروف ان الاعتقال كان في منطقة تل أبيض وهي أقرب للرقة وهي بالمناسبة إحدى المناطق التي تنجع فيها الخرصة (( والخرصة هي من قبيلة الفدعان العنزية وشيوخها بشكل عام هم القعيشيش من ضنا خريص أما الغبين فلهم مشيخة ضنا كحيل )) ) والثاني أن عبيد كان من المعروفين بمساندة الفرنسيين وبعلاقاته القوية جدا معهم بعكس شيوخ قبائل البوشعبان واولهم الشيخ بشير الهويدي فكيف يكون تواجده هناك من غير إراده !!!!... وعندما وصل عبيد إلى هناك ورأى الشيخ بشير الهويدي المعتقل (وكان بحسب تلك الرواية لا يعلم من هو ذاك المعتقل والذي يراه امامه مع أن الشيخ بشير معروف وخاصة عند الفدعان والخرصة بسبب الحروب والمنازعات بين القبيلتين وهذا في حد ذاته يعد مأخذا على تلك الرواية) ثم سأل عبيد بن غبين الكولونيل أردوال قائد القوات الفرنسية هناك عن أن يأتيه باخبار مقابل فك أسر الشيخ بشير الهويدي ، ورد عليه الكولونيل بأنه رجل خطر على الحكومة-وهو يقصد بذلك المستعمر الفرنسي- ولابد من إعدامه .. ثم قام عبيد بخداع الكولونيل بعد ان إتفق مع الرجال الذين كانوا معه بعد خروجهم من المعسكر على أن يدخلوا على الكولونيل ويخبره عبيد بأن هناك سرية إنجليزي مموهة في طريقها إليه من خلف الجبل ثم يقوم عبيد ومن معه باختطاف الشيخ بشير ووضعه في السيارة والانطلاق بها .. وتقول هذه الرواية بأنه سلم الشيخ بشير إلى أهله بعد إنقاذه .. والصحيح هو ما رويناه في روايتنا الأصلية وبالفعل سلم عبيد بن غبين الشيخ بشير لأهله ولكن لم يكن هو من انقذه من معسكر الفرنسيين . وقد ذكر مصدر الرواية أن الشيخ بشير الهويدي كان مسجونا في إحدى الغرف لدى الحامية الفرنسية وأنه عذب فقط في حين أن الشيخ بشير كان مصلوبا على شجرة ، وأن الفرنسيين أطلقوا النار عليه وأصيب من جراء ذلك وكانت آثار الرصاص واضحة في ثيابه وهذا ماأكده الشيخ بشير نفسه والشهود الذين رأوه .. ثم تستمر الرواية في وصف ماحدث بين الكولونيل وأحد ضباطه ووصف تعابير وجه الكولونيل وهذا الذي لم نجد له تفسيراً ، هل انتظر راوي تلك القصة حتى يرى وجه الكولونيل وتعابيره ؟؟ وهل انتظر حتى يرى سيارة ابن غبين تنهب الصحراء مبتعدة عن المعسكر ؟؟ ثم كيف لم تستطع سيارات الجيش الفرنسي اللحاق بسيارة بن غبين .. أعتقد أننا يجب أن نكتفي بما رآه الراوي - وهو على بعد أميال من الكولونيل- من أن الفرنسي أو إبن الباريسية (كما يقول الكاتب) اكتفى بمشاهدة غبار سيارة عبيد ليتأكد من أنها ابتعدت ولا يمكن اللحاق بها
وردت تلك الرواية المتناقضة في كتاب لفهد المارك ، وقد وردت كثير من الأخطاء في كتاب المارك من الأشعار والروايات التاريخية كهذه ، ولكن للأسف وجدت تلك المطبوعات طريقها لأيدي القراء من دون أن تصحح أوتنقح .. والغريب أن المارك لم يكلف نفسه عناء سؤال آل الهويدي أو أبطال تلك القصة المنقذين ليتأكد من صحة مارواه .. ويكتفي برواية متناقضة من مصدر لم يذكر لنا اسمه حتى نواجهه بما لدينا من حقائق .. وعلى هذا أساس مبدأ التحري والدقة اعتمدت الرواية التي ذكرناها اولا على كلام أحد منقذي الشيخ بشير الهويدي ورواة القبيلة أنفسهم ممن حضروا تلك الواقعة مع الاستشهاد بكلام صاحب القصة نفسه ، الشيخ بشير الهويدي.. نحن لا ننكر شجاعة ومروءة بن غبين وأنه ساعد في إيصال الشيخ بشير إلى بر الأمان ، ولكن لا يحق لأحد التلاعب بالحقيقة على حساب مصالح شخصية .. وإنصافا منا لفضل أولئك الأبطال الذين دخلوا المعسكر وأنقذوا الشيخ بشير من براثن الفرنسيين ، مضحين بأرواحهم في سبيل إنقاذ ابن عمومتهم أوردنا القصة الحقيقية لاعتقال الشيخ البطل بشير الهويدي المناضل في سبيل الحرية والكرامة العريية ، ثم واصل أبناءه وأحفاده الطريق نفسه حتى نالت الأمة العربية استقلالها ...
http://www.geocities.com/bano_zubaid/besheer/bsheer1.jpg