طلال صعفق الحافظ
28-11-2001, 20:19
كان ذلك منذ عام 1968 حينما شرع النظام الحاكم في العراق فور تكالبه على السلطة والاستيلاء عليها بالدبابات، بالقتل والسجن والتجويع وتحكيم الاستبداد المقيت، فقد رفع أحمد حسن البكر الرئيس السابق شعاراً جعله الهدف المرحلي الأول وسعى لتطبيقه وهو ( لا يبقى جاسوس على أرض العراق). والذي صفى تحت واجهته مواكباً من الشهداء، ومشانق ساحة التحرير لا ينساها كل عراقي، لما تركت أجساد المشنوقين معلقة تلعب بها الريح، ثم توالت الإعدامات وكانت قوافل الهداء تترى، والسجون ملئى، ومضت قبضة الهدى اعداماً والنظام يتمادى في تنفيذ مخططاته الصهيونية المعروفة والتي جاء بها الصليبي الحاقد الفرنسي ميشيل عفلق، وجرى في إمرار العلمنة وتسييس الشعب الحر المؤمن الوفي لمبادئه وقادته الشرعيين المتمثلين بالعلماء المجاهدين، وهكذا توجت مجاميع العلماء والفقهاء الذين استشهدوا وما زالوا يستشهدون في شتى اساليب النظام المتغطرس، توجت قوافل الشهداء التي ما زالت تسير خارجه من غياهب السجون وظلم المطامير البعثية المنتشرة في جميع محافظات ومناطق العراق المظلوم والكاظم على جراحه، فكان الهيد الصدر الأول والشهيد الشيرازي والشهيد الحكيم وعائلته والمبرقع والشهيد الصدر الثاني، ثم لم ينفك هذا النظام المشبوه أن يغطي سياسات التجميل التي ما زال يمارسها بالألعاب السياسية المعروفة والمكشوفة سلفاً مثلما شغل أبناء العراق جميعاً بالقتلى الذين ماتوا من جراء تسميمهم بالحنطة المسمومة، والهائهم بالمصارع عدنان القيسي، حتى اذا اتسع الخرق على الراتق أعلن الحرب على ايران بوقاحته المعهودة، ثم تلاها باكتساح دولة الكويت، وما جر هذا الاكتساح المشؤوم من آلام ومآسي ودموع وأرامل وأيتام خلفها طريق الموت المعروف بين ابصرة وبغداد والذي ابتلع اكثر من 200000 (مائتي الف) قتيل مضطهد بسياسة النظام الصليبي الذي تفرغ لهدم كل القيم والمثل والأخلاق والفضيلة في ارض المقدسات الإسلامية أرض الرافدين الحبيبة، والتي شاء واصر مراراً وكراراً على تذويب تلك المثل العليا واستبدالها بالتاريخ القديم، تاريخ آشور بانيبال، وحمورابي، ونبوخذ نصر وما أشبه، فهو يأنس ويريد من كل عراقي أن يأنس لحضارة جاهلية عفى عليها الزمان والتراب، معرضاً ومتناسياً الحضارة الإسلامية العريقة والعظيمة والتي زرع بذورها أئمة الهدى ومصابيح الدجى، أمير المؤمنين علي بن أب طالب والإمامين الحسن الزكي والحسين الشهيد (عليهما السلام) سبطا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أيام خلافة أبيهما في الكوفة، وكذا ما قدمه الإمامين الجوادين والإمامين العسكريين (عليهم السلام) من توجيهات تضوعت عطورها في جميع أرجاء العالم، والتي لازالت تاركة بصماتها على جميع البنى العلميةوالإٌنسانية، ولازالت أضرحتهم و أضرحة أولادهم الذين استشهدوا جميعاً من أجل الخير كل الخير ومن أجل أن لا يلي العراق وغير العراق ولاة كما هم اليوم، يتحلون بكل صفة ويتسمون بكل سمة إلا الأخلاق والغيرة، فبعد أن حطموا الشعب بالدبابت والمروحيات أيام الإنتفاضة الشعبانية المباركة، وقد سحقوا جموعهم بالأسلحة الكيماوية، بل وقد قصفوا قباب ومآذن ومساجد وأضرحة من يتمنى كل إنسان أن ينتسب إليهم حتى نفس الظالم الحاكم والمتحكم بنواميس العراق المقدسة، ثم لم يألوا جهداً أن يحرق الشمال والجمال في عمليات تترية أبادت الكثير من الشعب الكردي الصابر والمجاهد باسم عمليات الأنفال، وهكذا لازالت دواليب الدم تعمل ببغداد وسائر المحافظات، وقد جاءت الإحصاءات المعلنة رسمياً لتضع النقاط على الحروف لكي يراها من حيث لم يحسب حتى الأعمى فقد أعلن وزير الصحة العراقي ع عدد الوفيات من الأطفال والتي ناهزت الـ 400000 (أربعمائة ألف)، وظهور الكثير من الآمراض الصحية والنفسية التي لم يكن يسمع بها أبناء العراق الغيارى والمغلوب على أمرهم ، وفي نفس الوقت الذي يدعي النظام الممعِن في الجهل لفقد الأهلية والشهادات العلمية لجميع رجاله الذين قفزوا من الشارع إلى السلطة لا كما نرى مناضلي الأمم يتحركون من السجن إلى الرئاسة كجواهر لال نهرو أو موغابي واشباههم، يدعي تصنيع دبابات تي 72 السوفيتية الصنع المتطورة جداً والخاصة بسلاح الدرع للجيش السوفييتي، يشتكي هو ومناصروه من الذين فقدوا البصيرة يشتكي لعدم وجود أقلام للأولاد في المدارس فهو لم يستطع تصنيع وسائل العلم والمعرفة فهذه ثلاث وثلاثون سنة عجاف صرفها في العسكريتاريا والحماقات، لم يهتم بصناعة قلم الرصاص للتلاميذ، ولم ولن يقدر على ذلك لا لشيء إلا لأنه كما قال الشهيد الشيرازي رضوان الله عليه: لقطاء لم يعرف لهم آباء.
وإن نشرت من هذا وذاك ما عان العراق وجيرانه من صنوف الدمار والقتل والتخلف والجوع المقنن الذي عانى منه العراق قبل الحرب وبعدها، لاحتاج المقام إلى صفحات وصفحات، لم يكن آخرها تصدير الغناء إلى دول العالم، ليغني أبناء العراق فعام يغنون.
أعلى أشلاء القتلى في الحرب التي دامت عشرين سنة كما قال الحاكم قبل عدة أيام في خطابه الإعلامي في مؤتمر القمة العربية الذي عقد في عمان،..!
أم على أشلاء شهداء الأنتفاضة التي تحرك فيها الشعب العراقي من زاخو في الشمال إلى الفاو في الجنوب والتي مازال أبنائها يبرهنون على حيويتها بالدماء..!
أم على عمليات تصفية وتطهير السجون التي تزعم الافتخار بها أولاً وباديء ذي بدء قصي صدام..!
أم على مجاميع السجناء الذين فاضت السجون بهم حتى أصبح مفهوم السجن خبزاً يومياً يقتات عليه جميع اعراقيين..!
أم على الجوع والعري الذي يلف البلاد والعباد..!
أم على المأساة في القائد الضرورة الذي لا ولن يتنازل عن عرشه لا تضحية ولا تكتيكاً ولا سياسة ولا مؤقتاً ولا مرحلياً حتى لو صب فوق كل الرؤوس رؤوس العراقيين جميعاً ألوان العذاب الجهنمي..!
أم على الحصار الغبي الذي صرح به كلنتون وغيره الذي شفعه بالحصار الذكي الذي ترك العراق بفضل قائده أرضاً بلقعاً..!
أم على خمسة ملاين مهاجر ومهجر من بلده ومسقط رأسه، وحنايا ذكرياته وقد قال تعالى{ فهل عسيتم ان توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطوا أرحامكم}[سورة محمد صلى الله عليه وآله آية22].
ان الشعب العراقي لا يلعق جراحه بالترف والنسيان، والكفر يدوم والظلم لا يدوم..
ولا نقول ما قال يزيد بن معاوية حينما أقيمت الصلاة وقد كان المؤذن قد رفع الأذان من قبل، بينما هو متشاغل بالغناء والطرب قال: شغلتني نغمة العيدان عن صوت الأذان، تاركاً الأمة والإمامة لمجونه وطربه وقد جاء بالمنكرات الكبار والمحرمات العظام من قتل الإمام الحسين (عليه السلام) وهدم الكعبة المشرفة وإباحة المدينة المنورة وقتل 11000 (أحد عشر ألف) من الأنصار والمهاجرين فيها.. r
والعراقي الذي يتسمى بأسماء الأئمة الذين قضوا حياتهم في قعر السجون العباسية كاظمين الغيظ متمنين الموت على أن يرضخوا للظالم القاهر ولعزف قيانه بجنب السجن، لا يجب ان يترك مسيرتهم لاهياً وملهياً غيره من أبناء الإسلام والعروبة قافزاً على الألام والآهات مستنكفاً عن اصالة شعبه ممراً لمؤامرات النظام في سياسة التخدير والتسويف والتمويه التي يستعملها ويستعمل أمثال أولئك لإنجاحها، فاليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل، وكم من منشد وطني لما رأى أمته عانت الأمرين أنشد لألامها..
وكم من شاعر فصيح طليق السان لما تحسس معاناة شعبه أنشد له شعراً أو هجر الأهل والوطن من أجل ذلك كالشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري..وكم من فنان وفنان سخر فنه لصرخة تلك الأم التي فقدت ولدها..
ولدمعة تلك اليتيمة واليتيم الذي فقد كل شيء.. ولأكداس الثروة التي هدرت وتهدر في بلده، فأورثت وقفته وفنه عزاً وأورثت شرفاً ومكانة وسؤدداً.
فهذا أحمد مطر الشاعر القدير الذي لما أنشد للعراق صار هدفاً يجب اصطياده فعاش المحنة والغربة في المهجر.
وذاك ناجي العلي الذي رسم لهموم العرب والمسلمين والتحق بذلك بركب الشهداء وقد قال عل عليه السلام" جاهدوا تورثوا أبنائكم عزاً" ، لا خمراً وليالي طرب في باريس وشواطيء كان ونيس ومونتريال. إننا لا نعرف من يغني في العراق الذي يصدر الحرب والطرب.. فمن يغني..؟
وإن نشرت من هذا وذاك ما عان العراق وجيرانه من صنوف الدمار والقتل والتخلف والجوع المقنن الذي عانى منه العراق قبل الحرب وبعدها، لاحتاج المقام إلى صفحات وصفحات، لم يكن آخرها تصدير الغناء إلى دول العالم، ليغني أبناء العراق فعام يغنون.
أعلى أشلاء القتلى في الحرب التي دامت عشرين سنة كما قال الحاكم قبل عدة أيام في خطابه الإعلامي في مؤتمر القمة العربية الذي عقد في عمان،..!
أم على أشلاء شهداء الأنتفاضة التي تحرك فيها الشعب العراقي من زاخو في الشمال إلى الفاو في الجنوب والتي مازال أبنائها يبرهنون على حيويتها بالدماء..!
أم على عمليات تصفية وتطهير السجون التي تزعم الافتخار بها أولاً وباديء ذي بدء قصي صدام..!
أم على مجاميع السجناء الذين فاضت السجون بهم حتى أصبح مفهوم السجن خبزاً يومياً يقتات عليه جميع اعراقيين..!
أم على الجوع والعري الذي يلف البلاد والعباد..!
أم على المأساة في القائد الضرورة الذي لا ولن يتنازل عن عرشه لا تضحية ولا تكتيكاً ولا سياسة ولا مؤقتاً ولا مرحلياً حتى لو صب فوق كل الرؤوس رؤوس العراقيين جميعاً ألوان العذاب الجهنمي..!
أم على الحصار الغبي الذي صرح به كلنتون وغيره الذي شفعه بالحصار الذكي الذي ترك العراق بفضل قائده أرضاً بلقعاً..!
أم على خمسة ملاين مهاجر ومهجر من بلده ومسقط رأسه، وحنايا ذكرياته وقد قال تعالى{ فهل عسيتم ان توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطوا أرحامكم}[سورة محمد صلى الله عليه وآله آية22].
ان الشعب العراقي لا يلعق جراحه بالترف والنسيان، والكفر يدوم والظلم لا يدوم..
ولا نقول ما قال يزيد بن معاوية حينما أقيمت الصلاة وقد كان المؤذن قد رفع الأذان من قبل، بينما هو متشاغل بالغناء والطرب قال: شغلتني نغمة العيدان عن صوت الأذان، تاركاً الأمة والإمامة لمجونه وطربه وقد جاء بالمنكرات الكبار والمحرمات العظام من قتل الإمام الحسين (عليه السلام) وهدم الكعبة المشرفة وإباحة المدينة المنورة وقتل 11000 (أحد عشر ألف) من الأنصار والمهاجرين فيها.. r
والعراقي الذي يتسمى بأسماء الأئمة الذين قضوا حياتهم في قعر السجون العباسية كاظمين الغيظ متمنين الموت على أن يرضخوا للظالم القاهر ولعزف قيانه بجنب السجن، لا يجب ان يترك مسيرتهم لاهياً وملهياً غيره من أبناء الإسلام والعروبة قافزاً على الألام والآهات مستنكفاً عن اصالة شعبه ممراً لمؤامرات النظام في سياسة التخدير والتسويف والتمويه التي يستعملها ويستعمل أمثال أولئك لإنجاحها، فاليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل، وكم من منشد وطني لما رأى أمته عانت الأمرين أنشد لألامها..
وكم من شاعر فصيح طليق السان لما تحسس معاناة شعبه أنشد له شعراً أو هجر الأهل والوطن من أجل ذلك كالشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري..وكم من فنان وفنان سخر فنه لصرخة تلك الأم التي فقدت ولدها..
ولدمعة تلك اليتيمة واليتيم الذي فقد كل شيء.. ولأكداس الثروة التي هدرت وتهدر في بلده، فأورثت وقفته وفنه عزاً وأورثت شرفاً ومكانة وسؤدداً.
فهذا أحمد مطر الشاعر القدير الذي لما أنشد للعراق صار هدفاً يجب اصطياده فعاش المحنة والغربة في المهجر.
وذاك ناجي العلي الذي رسم لهموم العرب والمسلمين والتحق بذلك بركب الشهداء وقد قال عل عليه السلام" جاهدوا تورثوا أبنائكم عزاً" ، لا خمراً وليالي طرب في باريس وشواطيء كان ونيس ومونتريال. إننا لا نعرف من يغني في العراق الذي يصدر الحرب والطرب.. فمن يغني..؟