مرفأ
15-06-2003, 01:00
للوهلة الاولى يبدو هذا المكان كأي مقهى باريسي انيق وتقليدي بطاولاته البرتقالية ذات الارجل المصنوعة من الكروم وكاساته التي تلمع بعناية والمصفوفة على الرف. ولكن بمجرد ان تطلب قهوتك تدرك ان هذا المقهى مختلف. فنادل المطعم بروس يبتسم ويهز كتفيه اشارة الى عدم فهمه ما طلبت منه فترفع صوتك اكثر لتحصل على رد الفعل نفسه فتتأهب للصراخ باعلى طبقة من طبقات صوتك بعبارة: قهوة لوسمحت! لتدرك ان لا جدوى من ذلك.
فبروس مثل اي نادل آخر بالمقهى اصم واذا اردت ان تطلب مشروبا عليك ان تكتب طلبك على ورقة او تتعلم لغة الاشارة. وقد تم افتتاح مقهى «سيني» التي تعني باللغة الفرنسية الاشارات بمبادرة من جمعية خيرية تابعة لجامعة باريس في محاولة لجعل الاشخاص الصم على اتصال ببعضهم وبالمجتمع. وبمنحة مالية بلغت 881,54 يورو قدمها مجلس بلدية باريس قامت الجمعية بتجديد مقهى مهجور يقع مقابل مقر البلدية بالضاحية الرابعة عشرة في باريس واعطائه ديكورا حديثا انيقا.
وقد تم تشغيل المقهى في ابريل الماضي لكن ماري ـ تيريز بواسو الوزيرة الفرنسية لذوي الاحتياجات الخاصة افتتحته بصفة رسمية في الاسبوع الماضي. وفي مدينة صاخبة سريعة الايقاع لم يكن متوقعا لهذا المقهى النجاح لكنه حظي بترحيب واسع. ولم يمنح هذا المقهى فحسب الاشخاص الصم مدخلا على المشهد الاجتماعي في مدينة باريس ولكنه اعطى الفرنسيين ايضا مدخلا على عالم الصم.
فبالنسبة لاشخاص كبروس البالغ من عمره 27 عاما فإن تلك هي فرصة للهرب من الوظائف المملة التي تجدها الجمعيات الخيرية في العادة للاشخاص المصابين بالصمم. فقد كان بروس يعمل في السابق وهو بالغرفة الخلفية بمقر الجمعية في صنع الحلى، وهو يفضل عمله الجديد الف مرة على حد قوله لانه يعتبره بابا مفتوحا للحرية والاستقلال بالذات.
اما مارتين لوجو بيري مديرة الجمعية فتقول انه من اجل ان يستمر المقهى في نجاحه، فهو بحاجة لايجاد زبائن والاحتفاظ بهم مضيفة انهاكانت متخوفة جدا من فشل المشروع لكن الدلائل بالرغم من كل شيء مشجعة كثيرا كما تقول، فهناك الكثيرمن رواد المقهى المنتظمين بالحضور وهم يشتملون على اشخاص صم يقطعون مسافة كبيرة في باريس لتناول وجبة غداء تتكلف 12 يورو لانهم لايجدون فرصة اخرى للالتقاء باشخاص صم مثلهم، ولو حاولوا الذهاب الى مقاه ومطاعم عادية يشعرون بأن الاتصال مقطوع تماما مع الناس ولذلك فإنهم يقدرون كثيرا هذا المكان.
ورغم ان الكثير من رواد المقهى لايعانون من اي شكل من الاعاقة في السمع الا انهم يحبون المكان سيما وان معظم المقاهي الاخرى في المنطقة اغلقت على حد قول بيير احد رواد المقهى ولذلك فهو سعيد باعادة افتتاح هذا المقهى.
ويقول بيير انه بدأ يتعلم لغة الاشارة من خلال تردده المستمر على المقهى ويعرف كيف يطلب قائمة الاطعمة من خلال امرار ظهر يده اليمنى على راحة يده اليسرى وتشرح مدام لو جو بيري انهم بالرغم من وضعهم ملحوظة على باب المقهى لتعريف الناس باهمية المقهى واهدافه الا انهم ارادوا ايضا جعل اجوائه عادية قدر المستطاع ولذلك فإن الكثير من الناس يدخلون دون ان يدركوا انه يدار من قبل شباب صم ما يجعلهم يكثرون من الصراخ في باديء الامر على حد قولها.
الخبر مأخوذ من جريدة البيان الاماراتية
بتاريخ 13/6/2003
http://www.albayan.co.ae/albayan/2003/06/13/mnw/2.htm
فبروس مثل اي نادل آخر بالمقهى اصم واذا اردت ان تطلب مشروبا عليك ان تكتب طلبك على ورقة او تتعلم لغة الاشارة. وقد تم افتتاح مقهى «سيني» التي تعني باللغة الفرنسية الاشارات بمبادرة من جمعية خيرية تابعة لجامعة باريس في محاولة لجعل الاشخاص الصم على اتصال ببعضهم وبالمجتمع. وبمنحة مالية بلغت 881,54 يورو قدمها مجلس بلدية باريس قامت الجمعية بتجديد مقهى مهجور يقع مقابل مقر البلدية بالضاحية الرابعة عشرة في باريس واعطائه ديكورا حديثا انيقا.
وقد تم تشغيل المقهى في ابريل الماضي لكن ماري ـ تيريز بواسو الوزيرة الفرنسية لذوي الاحتياجات الخاصة افتتحته بصفة رسمية في الاسبوع الماضي. وفي مدينة صاخبة سريعة الايقاع لم يكن متوقعا لهذا المقهى النجاح لكنه حظي بترحيب واسع. ولم يمنح هذا المقهى فحسب الاشخاص الصم مدخلا على المشهد الاجتماعي في مدينة باريس ولكنه اعطى الفرنسيين ايضا مدخلا على عالم الصم.
فبالنسبة لاشخاص كبروس البالغ من عمره 27 عاما فإن تلك هي فرصة للهرب من الوظائف المملة التي تجدها الجمعيات الخيرية في العادة للاشخاص المصابين بالصمم. فقد كان بروس يعمل في السابق وهو بالغرفة الخلفية بمقر الجمعية في صنع الحلى، وهو يفضل عمله الجديد الف مرة على حد قوله لانه يعتبره بابا مفتوحا للحرية والاستقلال بالذات.
اما مارتين لوجو بيري مديرة الجمعية فتقول انه من اجل ان يستمر المقهى في نجاحه، فهو بحاجة لايجاد زبائن والاحتفاظ بهم مضيفة انهاكانت متخوفة جدا من فشل المشروع لكن الدلائل بالرغم من كل شيء مشجعة كثيرا كما تقول، فهناك الكثيرمن رواد المقهى المنتظمين بالحضور وهم يشتملون على اشخاص صم يقطعون مسافة كبيرة في باريس لتناول وجبة غداء تتكلف 12 يورو لانهم لايجدون فرصة اخرى للالتقاء باشخاص صم مثلهم، ولو حاولوا الذهاب الى مقاه ومطاعم عادية يشعرون بأن الاتصال مقطوع تماما مع الناس ولذلك فإنهم يقدرون كثيرا هذا المكان.
ورغم ان الكثير من رواد المقهى لايعانون من اي شكل من الاعاقة في السمع الا انهم يحبون المكان سيما وان معظم المقاهي الاخرى في المنطقة اغلقت على حد قول بيير احد رواد المقهى ولذلك فهو سعيد باعادة افتتاح هذا المقهى.
ويقول بيير انه بدأ يتعلم لغة الاشارة من خلال تردده المستمر على المقهى ويعرف كيف يطلب قائمة الاطعمة من خلال امرار ظهر يده اليمنى على راحة يده اليسرى وتشرح مدام لو جو بيري انهم بالرغم من وضعهم ملحوظة على باب المقهى لتعريف الناس باهمية المقهى واهدافه الا انهم ارادوا ايضا جعل اجوائه عادية قدر المستطاع ولذلك فإن الكثير من الناس يدخلون دون ان يدركوا انه يدار من قبل شباب صم ما يجعلهم يكثرون من الصراخ في باديء الامر على حد قولها.
الخبر مأخوذ من جريدة البيان الاماراتية
بتاريخ 13/6/2003
http://www.albayan.co.ae/albayan/2003/06/13/mnw/2.htm