طاب الخاطر
25-05-2003, 22:48
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الامين وعلى اله وصحابته اجمعين وبعد :
بما اننا نعيش هذه الايام اياما عصيبة تغيرت فيها المفاهيم واختلطت الامور واصبح هناك في كل يوم جديد فلا بد كذلك ان يتطرق اهل الفقه الى كل جديد فيبينوا حكم الله فيه ومن هذه الامور والتي اصبحت مما تعم به البلوى هذه الايام هو ان يتخيل الواحد انه يمارس الجنس مع اشخاص يعرفهم وقد يستمر ذلك حتى وهو مع زوجته وقد يكون الامر وللاسف عند المراة فقد تتخيل رجلا اخر غير زوجها وهي معه فما الحكم الشرعي في ذلك نقول وبالله التوفيق:
لقد اختلف الفقهاء في الخيال الجنسي والذي بمقتضاه يفكر الرجل في امرأة محرمة عليه- بين الجواز والمنع، فذهب الجمهور إلى حرمة أن يتخيل المرء نفسه وهو يقوم بعلاقة جنسية مع نساء أجانب، لأنه نوع من انحراف الفطرة وقد يؤدي للنفور من زوجته على مر الزمن، وكذلك المرأة عندما تتخيل رجلا غير زوجها، وذهب بعض الفقهاء إلى أنه من الزنا المعنوي الجائز؛ لأن العين تزني وزناها النظر المحرم، والعقل يزني، وزناه الاشتهاء الخيالي المحرم.
وقد اختلف الفقهاء في الرجل يجامع زوجته وهو يتخيل امرأة أخرى، وكذا المرأة يجامعها زوجها وهي تتخيل رجلاً آخر:
فذهب الأكثر إلى أن ذلك حرام، وهو مذهب الحنفية والمالكية والحنابلة وبعض الشافعية، بل عدَّه بعضهم من الزنا.
قال ابن الحاج المالكي:
ويتعين عليه أن يتحفظ على نفسه بالفعل، وفي غيره بالقول من هذه الخصلة القبيحة التي عمت بها البلوى في الغالب، وهي أن الرجل إذا رأى امرأة أعجبته، وأتى أهله جعل بين عينيه تلك المرأة التي رآها، وهذا نوع من الزنا، لما قاله علماؤنا فيمن أخذ كوزاً من الماء فصور بين عينيه أنه خمر يشربه، أن ذلك الماء يصير عليه حراماً... وما ذكر لا يختص بالرجل وحده بل المرأة داخلة فيه بل هو أشد، لأن الغالب عليها في هذا الزمان الخروج أو النظر، فإذا رأت من يعجبها تعلق بخاطرها، فإذا كانت عند الاجتماع بزوجها، جعلت تلك الصورة التي رأتها بين عينيها، فيكون كل واحد منهما في معنى الزاني، نسأل الله العافية… انتهى المراد من كلام ابن الحاج من كتابه المدخل.
وقال ابن مفلح الحنبلي :
وقد ذكر ابن عقيل وجزم به في الرعاية الكبرى: أنه لو استحضر عند جماع زوجته صورة أجنبية محرمة أنه يأثم.. انتهى من الآداب .
قال ابن عابدين الحنفي -بعد ذكره كلام ابن حجر الهيتمي الشافعي- الآتي:
ولم أر من تعرض للمسالة عندنا (يعني الحنفية) وإنما قال في الدرر:
إذا شرب الماء وغيره من المباحات بلهو وطرب على هيئة الفسقة حرم، والأقرب لقواعد مذهبنا عدم الحلِّ، لأن تصور تلك الأجنبية بين يديه يطؤها فيه تصوير مباشرة المعصية على هيئتها، فهو نظير مسألة الشرب، ثم رأيت صاحب تبيين المحارم من علمائنا نقل عبارة ابن الحاج وأقرها. انتهى من حاشية ابن عابدين.
بعض الشافعية ذهب إلى التحريم حيث قال: العراقي في طرح التثريب :
لو جامع أهله وفي ذهنه مجامعة من تحرم عليه، وصور في ذهنه أنه يجامع تلك الصورة المحرمة فإنه يحرم عليه ذلك، وكل ذلك لتشبهه بصورة الحرام. أ.هـ
وبعد ان راينا هذه الاراء الفقهية المعتبرة وعلمنا الحكم الشرعي وهو الحرمة عند جمهور الفقهاء فهل لنا ان نتقي الله في انفسنا وان نعلم غيرنا حكم الله حتى نكون من الفائزين في الدنيا والاخرة جعلنا الله واياكم ممن يستمعون الى القول فيتبعون احسنه وبوركتم
نقلاً بتصريف
اللهم ردنا
إليك رداً جميلا
اللهم آمين
أرجو نشرها واحتساب أجرها
تحيات أخوكم ومحبكم بالله
طاب الخاطر
بما اننا نعيش هذه الايام اياما عصيبة تغيرت فيها المفاهيم واختلطت الامور واصبح هناك في كل يوم جديد فلا بد كذلك ان يتطرق اهل الفقه الى كل جديد فيبينوا حكم الله فيه ومن هذه الامور والتي اصبحت مما تعم به البلوى هذه الايام هو ان يتخيل الواحد انه يمارس الجنس مع اشخاص يعرفهم وقد يستمر ذلك حتى وهو مع زوجته وقد يكون الامر وللاسف عند المراة فقد تتخيل رجلا اخر غير زوجها وهي معه فما الحكم الشرعي في ذلك نقول وبالله التوفيق:
لقد اختلف الفقهاء في الخيال الجنسي والذي بمقتضاه يفكر الرجل في امرأة محرمة عليه- بين الجواز والمنع، فذهب الجمهور إلى حرمة أن يتخيل المرء نفسه وهو يقوم بعلاقة جنسية مع نساء أجانب، لأنه نوع من انحراف الفطرة وقد يؤدي للنفور من زوجته على مر الزمن، وكذلك المرأة عندما تتخيل رجلا غير زوجها، وذهب بعض الفقهاء إلى أنه من الزنا المعنوي الجائز؛ لأن العين تزني وزناها النظر المحرم، والعقل يزني، وزناه الاشتهاء الخيالي المحرم.
وقد اختلف الفقهاء في الرجل يجامع زوجته وهو يتخيل امرأة أخرى، وكذا المرأة يجامعها زوجها وهي تتخيل رجلاً آخر:
فذهب الأكثر إلى أن ذلك حرام، وهو مذهب الحنفية والمالكية والحنابلة وبعض الشافعية، بل عدَّه بعضهم من الزنا.
قال ابن الحاج المالكي:
ويتعين عليه أن يتحفظ على نفسه بالفعل، وفي غيره بالقول من هذه الخصلة القبيحة التي عمت بها البلوى في الغالب، وهي أن الرجل إذا رأى امرأة أعجبته، وأتى أهله جعل بين عينيه تلك المرأة التي رآها، وهذا نوع من الزنا، لما قاله علماؤنا فيمن أخذ كوزاً من الماء فصور بين عينيه أنه خمر يشربه، أن ذلك الماء يصير عليه حراماً... وما ذكر لا يختص بالرجل وحده بل المرأة داخلة فيه بل هو أشد، لأن الغالب عليها في هذا الزمان الخروج أو النظر، فإذا رأت من يعجبها تعلق بخاطرها، فإذا كانت عند الاجتماع بزوجها، جعلت تلك الصورة التي رأتها بين عينيها، فيكون كل واحد منهما في معنى الزاني، نسأل الله العافية… انتهى المراد من كلام ابن الحاج من كتابه المدخل.
وقال ابن مفلح الحنبلي :
وقد ذكر ابن عقيل وجزم به في الرعاية الكبرى: أنه لو استحضر عند جماع زوجته صورة أجنبية محرمة أنه يأثم.. انتهى من الآداب .
قال ابن عابدين الحنفي -بعد ذكره كلام ابن حجر الهيتمي الشافعي- الآتي:
ولم أر من تعرض للمسالة عندنا (يعني الحنفية) وإنما قال في الدرر:
إذا شرب الماء وغيره من المباحات بلهو وطرب على هيئة الفسقة حرم، والأقرب لقواعد مذهبنا عدم الحلِّ، لأن تصور تلك الأجنبية بين يديه يطؤها فيه تصوير مباشرة المعصية على هيئتها، فهو نظير مسألة الشرب، ثم رأيت صاحب تبيين المحارم من علمائنا نقل عبارة ابن الحاج وأقرها. انتهى من حاشية ابن عابدين.
بعض الشافعية ذهب إلى التحريم حيث قال: العراقي في طرح التثريب :
لو جامع أهله وفي ذهنه مجامعة من تحرم عليه، وصور في ذهنه أنه يجامع تلك الصورة المحرمة فإنه يحرم عليه ذلك، وكل ذلك لتشبهه بصورة الحرام. أ.هـ
وبعد ان راينا هذه الاراء الفقهية المعتبرة وعلمنا الحكم الشرعي وهو الحرمة عند جمهور الفقهاء فهل لنا ان نتقي الله في انفسنا وان نعلم غيرنا حكم الله حتى نكون من الفائزين في الدنيا والاخرة جعلنا الله واياكم ممن يستمعون الى القول فيتبعون احسنه وبوركتم
نقلاً بتصريف
اللهم ردنا
إليك رداً جميلا
اللهم آمين
أرجو نشرها واحتساب أجرها
تحيات أخوكم ومحبكم بالله
طاب الخاطر