القلم الهارب
21-05-2003, 14:37
مقاله في جريدة الجزيرة اليوم يتكلم عن نفسه ولا يحتاج الى تعليق مني
يارا
اللحية
عبدالله بن بخيت
ارتاع وأصيب بالفزع كثير من الأخوان عندما تضمنت احدى مقالاتي كلمة «ملتحٍ»، لم يصدق هؤلاء ان يأتي ذلك اليوم الذي يقوم فيه كاتب من كتاب الجرائد بذكر هذه الكلمة العظيمة دون ان يحيطها بكل الاجلال والتقدير، دون ان يؤكد على خطورتها، دون ان يعظمها وينصح بها، كتب لي أحد القراء: هكذا يا عبدالله تذكر اللحية دون احترام أو تقدير، هكذا تعتبر اللحية خياراً شخصياً. وكتب آخر يقول: ان العالم فعلا تغير لقد بدأنا نناقش بكل بساطة ثوابت الأمة على صفحات الجرائد، وكتب آخر والفجيعة تتسرب من بين كلماته: لقد أظهر بنو علمان أنيابهم أخيرا لمحاربة أمة الاسلام في عقر دارهم، واحساس الكارثة لم يقتصر على رسائل القراء فقد ظهر عند بعض الكتاب أيضا..
إن التنمية في بلادنا تحتاج الى كثير من العمل والتفاعل البناء مع العالم وخصوصاً مع الغرب الذي يعيش نهضة علمية حديثة غير مسبوقة في التاريخ. وقد تم تحديد العلاقة التي نود ان نقيمها مع الغرب والعالم في شعار واحد هو «الحداثة دون المساس بالثوابت». أي ان نطور بلادنا ونحدثها وننتقل بها من مصاف الدول الضعيفة والنامية الى مصاف الدول الكبرى مع الاحتفاظ بثوابت هذه الأمة. وهذا مفهوم بسيط يكاد يكون من فرط بساطته في متناول أطفال المدارس.
كل أمة من الأمم لها ثوابت تعتز بها. لا تسمح لأحد المساس بها. لأن كلمة ثوابت هي الكلمة الوحيدة التي تحفظ كينونتها. فعندما أقول «أنا» تعبيرا عن الذات فهذا يعني ان هناك أشياء تخصني وتميزني عن الآخر وعندما أتخلى عما يميزني ألغي نفسي، فالثوابت هي هوية الفرد وهوية الأمة..
اشغلنا أنفسنا سنوات طويلة بالحديث عن الحداثة عما يجب أن نأخذه من الآخر وما يجب أن نرده على أعقابه. وفي كل مرة نتحدث عن هذا الأمر نقول ان مقياسنا في الأخذ والرفض هو: الثوابت. ما توافق مع الثوابت أهلاً وسهلاً وما تعارض معها فمردود.
طرح برنامج التحديث بحراسة الثوابت مع بداية خطط التنمية المنظمة والمقننة أي قبل حوالي أربعين سنة، في الوقت الذي كانت فيه الثوابت واضحة جلية. «أركان الايمان ستة وأركان الاسلام خمسة». أبسط من هذه القاعدة التي وضعها المشرع لا يوجد. ولكن بعد تلك السنين تدحرجت كرة الثلج لنكتشف ان كل شيء أصبح من الثوابت، اللحية من الثوابت، الحبة السوداء من الثوابت، العسل من الثوابت، الثوب القصير من الثوابت، الشماغ بدون عقال من الثوابت، غطوة المرأة من الثوابت، كورسات غسيل الموتى من الثوابت، صراخ الكاسيتات التي يكسب مؤلفوها منها ملايين من الثوابت. كل يوم عن يوم تزداد كمية الثوابت. والقائمة تطول.. في كل مرة نتحرك فيها نحو التقدم تضاف ثوابت جديدة وتضاف اتهامات جديدة لمن يتحدث عنها. لا غرابة أن يصاب بعض القراء وبعض الكتاب بالفاجعة عندما يذكر كاتب من الكتاب اللحية دون أن يحيطها بكل الاجلال والتعظيم. أليست من الثوابت؟
فاكس: 4702164
yara4U2@hotmail.com
يارا
اللحية
عبدالله بن بخيت
ارتاع وأصيب بالفزع كثير من الأخوان عندما تضمنت احدى مقالاتي كلمة «ملتحٍ»، لم يصدق هؤلاء ان يأتي ذلك اليوم الذي يقوم فيه كاتب من كتاب الجرائد بذكر هذه الكلمة العظيمة دون ان يحيطها بكل الاجلال والتقدير، دون ان يؤكد على خطورتها، دون ان يعظمها وينصح بها، كتب لي أحد القراء: هكذا يا عبدالله تذكر اللحية دون احترام أو تقدير، هكذا تعتبر اللحية خياراً شخصياً. وكتب آخر يقول: ان العالم فعلا تغير لقد بدأنا نناقش بكل بساطة ثوابت الأمة على صفحات الجرائد، وكتب آخر والفجيعة تتسرب من بين كلماته: لقد أظهر بنو علمان أنيابهم أخيرا لمحاربة أمة الاسلام في عقر دارهم، واحساس الكارثة لم يقتصر على رسائل القراء فقد ظهر عند بعض الكتاب أيضا..
إن التنمية في بلادنا تحتاج الى كثير من العمل والتفاعل البناء مع العالم وخصوصاً مع الغرب الذي يعيش نهضة علمية حديثة غير مسبوقة في التاريخ. وقد تم تحديد العلاقة التي نود ان نقيمها مع الغرب والعالم في شعار واحد هو «الحداثة دون المساس بالثوابت». أي ان نطور بلادنا ونحدثها وننتقل بها من مصاف الدول الضعيفة والنامية الى مصاف الدول الكبرى مع الاحتفاظ بثوابت هذه الأمة. وهذا مفهوم بسيط يكاد يكون من فرط بساطته في متناول أطفال المدارس.
كل أمة من الأمم لها ثوابت تعتز بها. لا تسمح لأحد المساس بها. لأن كلمة ثوابت هي الكلمة الوحيدة التي تحفظ كينونتها. فعندما أقول «أنا» تعبيرا عن الذات فهذا يعني ان هناك أشياء تخصني وتميزني عن الآخر وعندما أتخلى عما يميزني ألغي نفسي، فالثوابت هي هوية الفرد وهوية الأمة..
اشغلنا أنفسنا سنوات طويلة بالحديث عن الحداثة عما يجب أن نأخذه من الآخر وما يجب أن نرده على أعقابه. وفي كل مرة نتحدث عن هذا الأمر نقول ان مقياسنا في الأخذ والرفض هو: الثوابت. ما توافق مع الثوابت أهلاً وسهلاً وما تعارض معها فمردود.
طرح برنامج التحديث بحراسة الثوابت مع بداية خطط التنمية المنظمة والمقننة أي قبل حوالي أربعين سنة، في الوقت الذي كانت فيه الثوابت واضحة جلية. «أركان الايمان ستة وأركان الاسلام خمسة». أبسط من هذه القاعدة التي وضعها المشرع لا يوجد. ولكن بعد تلك السنين تدحرجت كرة الثلج لنكتشف ان كل شيء أصبح من الثوابت، اللحية من الثوابت، الحبة السوداء من الثوابت، العسل من الثوابت، الثوب القصير من الثوابت، الشماغ بدون عقال من الثوابت، غطوة المرأة من الثوابت، كورسات غسيل الموتى من الثوابت، صراخ الكاسيتات التي يكسب مؤلفوها منها ملايين من الثوابت. كل يوم عن يوم تزداد كمية الثوابت. والقائمة تطول.. في كل مرة نتحرك فيها نحو التقدم تضاف ثوابت جديدة وتضاف اتهامات جديدة لمن يتحدث عنها. لا غرابة أن يصاب بعض القراء وبعض الكتاب بالفاجعة عندما يذكر كاتب من الكتاب اللحية دون أن يحيطها بكل الاجلال والتعظيم. أليست من الثوابت؟
فاكس: 4702164
yara4U2@hotmail.com