فواز
19-11-2001, 02:05
أتدري !!
كم كانت رائعة تلك النشوة التي أحسستها حين ارتقيتُ ذلك البرج العاجي ..
الذي يتمناه الكثير !!
نعم .. لقد علوته فرأيت جمعاً غفيراً تحتي ، ذاك مكب على وجهه أحمق ، وذاك هائم في غلوائه أخرق ، وآخر بطلعته أنار الكون وأشرق ….
رأيت الكبرياء المقيتة ، والانحناءات المميتة … رأيت عفو الكريم ، وتمرد اللئيم
ورأيت أني من كل آفة سليم ، فعشت سادراً في أحلام كالنسيم ، وابتهاج خيل إلي أنه مستديم ، … وكنت ذا همة مفرطة ، وعزيمة غيرمحبطة ، فطمحت نفسي لأن أرتقي ، وأبلغ القمة وأستقي ، فما إن تجاوزت قيد أنملة ، حتى تبدى لي ما كنت أجهل ، وعرض على كل مقتل ، ففزعت وقلت بصوت عالٍ : أهذا ما كنت عليه ، وبكفي أبتنيه ، أكل هذا الخلل ، ولم أدرِ بالعلل ، أهذا … وقاطعني صوت رخيم ، بنغم رحيم ، فيه الحكمة ساكنة ، والثقة كامنة ، قائلاً : يابني : أوما سمعت قول أبي الهيجاء :
ها قد حصدت زروعك == وقد رميت شموعك
إن كنت تسخر ـ مهلاً ـ == فهـل رأيت فروعك
أو كنت للنصح أهـــلا == لا تحبسن دموعــك
فأيقنت حينا بنباهة أبي الهيجاء وفطنته ، وتذكرت تلك الحكمة التي رماها إلي قبل زمن ، وقد تفرس هذا الزمن قال وقوله عجيب :
( انظر لثوبك ، تـُشغلْ بعيبك ) ..
وعلمت أن كل ساكن لابد وأن يتحرك ، وفي تحركه المصير المدرك ، لن تعرف ما أنت عليه حتى تتجاوزه إلى ما يليه .
فاجعل لك وقفة بين الفينة والأخرى ، لتنظر إلى ركام أيامك الذي خلفته ، فربما أصلحت من مستقبلك ، ما يدنيك من أملك …
فلك من موقفك عتاد ، ومن ذاتك حصاد ، فاجعل عتادك الورد ، تجني الرحيق والند ، ولا تجعل عنادك الصبار ، فتجني الحمق والاستهتار …
والسلام ………
وعلى دروب الخير نلتقي ...
كم كانت رائعة تلك النشوة التي أحسستها حين ارتقيتُ ذلك البرج العاجي ..
الذي يتمناه الكثير !!
نعم .. لقد علوته فرأيت جمعاً غفيراً تحتي ، ذاك مكب على وجهه أحمق ، وذاك هائم في غلوائه أخرق ، وآخر بطلعته أنار الكون وأشرق ….
رأيت الكبرياء المقيتة ، والانحناءات المميتة … رأيت عفو الكريم ، وتمرد اللئيم
ورأيت أني من كل آفة سليم ، فعشت سادراً في أحلام كالنسيم ، وابتهاج خيل إلي أنه مستديم ، … وكنت ذا همة مفرطة ، وعزيمة غيرمحبطة ، فطمحت نفسي لأن أرتقي ، وأبلغ القمة وأستقي ، فما إن تجاوزت قيد أنملة ، حتى تبدى لي ما كنت أجهل ، وعرض على كل مقتل ، ففزعت وقلت بصوت عالٍ : أهذا ما كنت عليه ، وبكفي أبتنيه ، أكل هذا الخلل ، ولم أدرِ بالعلل ، أهذا … وقاطعني صوت رخيم ، بنغم رحيم ، فيه الحكمة ساكنة ، والثقة كامنة ، قائلاً : يابني : أوما سمعت قول أبي الهيجاء :
ها قد حصدت زروعك == وقد رميت شموعك
إن كنت تسخر ـ مهلاً ـ == فهـل رأيت فروعك
أو كنت للنصح أهـــلا == لا تحبسن دموعــك
فأيقنت حينا بنباهة أبي الهيجاء وفطنته ، وتذكرت تلك الحكمة التي رماها إلي قبل زمن ، وقد تفرس هذا الزمن قال وقوله عجيب :
( انظر لثوبك ، تـُشغلْ بعيبك ) ..
وعلمت أن كل ساكن لابد وأن يتحرك ، وفي تحركه المصير المدرك ، لن تعرف ما أنت عليه حتى تتجاوزه إلى ما يليه .
فاجعل لك وقفة بين الفينة والأخرى ، لتنظر إلى ركام أيامك الذي خلفته ، فربما أصلحت من مستقبلك ، ما يدنيك من أملك …
فلك من موقفك عتاد ، ومن ذاتك حصاد ، فاجعل عتادك الورد ، تجني الرحيق والند ، ولا تجعل عنادك الصبار ، فتجني الحمق والاستهتار …
والسلام ………
وعلى دروب الخير نلتقي ...