الماس
17-01-2003, 19:17
لازلت أذكرها ..تلك التلميذة الصغيرة طالما خفق قلبي حباًلها لماذا؟ لا ادري ولكن هاتيك النظرات الحزينة كانت تمزق قلبي
أردت أن أعرف ظروفها أكثر فاتجهت إلى المشرفة الاجتماعية أسال عنها..دخلت غرفتها وقلت :يا أستاذه هدى هناك تلميذه
تشد انتباهي بشرودها الدائم ونظراتها التائهة وكأنها تبحث عن شئ غير موجود..فقالت الاستاذه هدى :الله الله يا أستاذه حصة كل هذا رأيته في تلك التلميذة ومن هي فقلت لها:ملاك التي تدرس في الصف الثاني..سكتت الاستاذه هدى قليلاً ثم قالت: معك حق فملاك تمر بظروف صعبه فأمها متوفاة منذ سنتين وهي تعيش مع والدها وزوجته ولكن والدها تعرض لحادث سير أدى لإعاقته عن الحركة فقد أصيب بشلل رباعي..لقد أحضرت ملاك هنا مراراً وحاولت أن أعرف منها كيف تعيش؟ صدقيني بكل صعوبة عرفت أن زوجة والدها تعاملها معاملة سئية..ربما لأنها بدأت تحس أن ملاك ووالدها عبء كبير عليها لذا فهي تصب جام غضبها على ملاك
ما عرفته من ملاك أنها تتركها في المنزل فترات طويلة بمفردها وتطلب منها القيام بأعمال المنزل كما أنها تضربها وبشده أحياناً
خرجت من عند المشرفة الاجتماعية أمسح دموعاً انتثرت حزناً على طفولة بريئة تَعذب بدون سبب لازلت حتى اليوم أتذكر كلمات
المشرفة ولازلت أحس بلسعات الألم التي اعتصرت قلبي يومها
وفي اليوم التالي عندما ذهبت إلى المدرسة اتجهت إلى فصل ملاك أسال عنها لكنها كانت متغيبة…استمرت ملاك في الغياب أسبوعا كاملاً..وفي كل يوم كنت اذهب أسال عنها وعندما لا أجدها يعتريني حزن شديد بعد أسبوع اتجهت مرة أخرى لغرفة المشرفة أسال عنها فقالت: ما كل هذا الاهتمام بملاك يا أستاذه حصة فقلت :إنها إحدى تلميذاتي ولابد أن اهتم بها فقالت:لقد حاولت الاتصال باهلهاعدة مرات ولمني لم انجح
خرجت من عندها وفي ذهني شئ صممت على تنفيذه بعد أن حصلت على عنوان ملاك…..اليوم سوف اذهب لمنزلها أسال عنها
وبصعوبة كبيرة استطعت أن اقنع والدي بضرورة ذهابي للاطمئنان على ملاك
ذهبت وعندما وصلت إلى الباب بدأ قلبي بعنف لأدري لماذا؟طرقت الباب ففتحت لي ملاك فأقبلت عليها أضمها لصدري
عندها بدأت ملاك تبكي فأسالتها ماذا بكِ قالت: أنا خائفة فأنا لوحدي منذ الصباح آبي لأدري أين ذهب منذ وقت طويل وأنا مشتاقة له كثيراً أريد أن أراه فقلت لها أين زوجة والدك فقالت لأدري خرجت منذ الصباح…عندها طرق الباب ذهبت ملاك مسرعة لتفتح الباب فكانت زوجة الأب هي الطارق كم مزقت قلبي نظرات الخوف في عيون ملاك عندما رأت زوجة والدها
نهضت من مكاني لأسلم عليها ثم قلت :أنا معلمة من مدرسة ملاك وقد قلقت عليها بسبب غيابها الطويل فجئت لأطمئن عليها
ردت قائلة: نعم ولكنها لن تذهب إلى المدرسة بعد اليوم
صعقتني كلماتها حتى لقد أحسست بان الأرض تدور من حولي قلت لها:لماذا؟؟؟أجابت أن ظروفي لا تساعدني على تدريسها فوالدها رجل معاق لا يعمل وهو في المستشفى الآن فآنا لا أستطيع تحمل مسؤولية رجل معاق بحاجة لمن يخدمه ويكون معه طوال الوقت لا …لا لم أستطيع تحمل هذا…والراتب الذي يحصل عليها لان ضئيل لا يكاد يكفي مصاريف المنزل
أما ملاك فلماذا تدرس فمصيرها لمنزل زوجها دعيها ترتاح من الان…كم أحسست بالحقد تجاه تلك المرأة حتى أنى كنت أراها شديدة البشاعة
قلت لها مستعطفه:لماذا لا ترسلي ملاك لأحد أقاربها فقالت:ليس لها أقارب فوالدها رجل وحيد ثم أكملت ضاحكة وهذا ما جعلني اقبل الزواج منه
أمضيت بعد ذلك ساعتين معها محاولة إقناعها بأن تترك ملاك تذهب إلى المدرسة وأنا أتكفل بمصاريفها ولكنها رفضت وبشده خرجت من عندها وقلبي كسير،حزنت حزناً لم اشعر به في حياتي كلها
ظلت هذه الطفلة في عقلي وفي وجداني ماذا افعل لها يا الهي؟؟؟كيف أخرجها من العذاب كنت كل يوم ازور فصلها وانظر لمكانها كانت دموعي أحيانا تغلبني أحيانا اغلبها
وبعد عدة أيام عَدت مرة أخرى لمنزل ملاك وكانت المفاجأة بالنسبة لي لقد رحلت من هنا إلى أين لأدري لقد انقطع كل خيط يربطني بها لازلت اذكر كم بكيت في ذلك اليوم بكاء من فقد أنسانا عزيزاً…لو كانت ملاك ماتت لكان ارحم لها من البقاء مع ذلك الوحش البشري
مرت الأيام بعد ذلك كنت أحاول خلالها أن لا أتعرف على ظروف طالباتي فليس في يدي حل ولا ربط بل ما سيحدث مزيد من الألم يمتلئ به قلبي
حتى جاء ذلك اليوم الذي دخلت به الفصل لاجد إحدى تلميذاتي تبكي سألتها عن سبب بكائها وأنا أتمنى أن يكون السبب زميلتها التي أخذت قلمها ولكنه قالت أمي يا أستاذه رحلت وتركتنا فقلت إلى أين فقالت إلى بيت جدي آبي يقول أنها لن تعود وهو لا يريدنا أن نراها وأنا اشعر بالشوق الشديد لها أتمنى أن تعود سكت فماذا أتقول…….وفي آخر العام كنت قد وضعت على مكتب المديرة ورقة استقالتي من مهنة التدريس فأنا لم ولن أستطيع أن اقف وأرى النار تحرق تلميذاتي وأتفرج ساكتة ولم ولن أجد حلا لهن ولم ولن أتحمل حزنا في عيون لم يئن لها أن تعرف الألم
أردت أن أعرف ظروفها أكثر فاتجهت إلى المشرفة الاجتماعية أسال عنها..دخلت غرفتها وقلت :يا أستاذه هدى هناك تلميذه
تشد انتباهي بشرودها الدائم ونظراتها التائهة وكأنها تبحث عن شئ غير موجود..فقالت الاستاذه هدى :الله الله يا أستاذه حصة كل هذا رأيته في تلك التلميذة ومن هي فقلت لها:ملاك التي تدرس في الصف الثاني..سكتت الاستاذه هدى قليلاً ثم قالت: معك حق فملاك تمر بظروف صعبه فأمها متوفاة منذ سنتين وهي تعيش مع والدها وزوجته ولكن والدها تعرض لحادث سير أدى لإعاقته عن الحركة فقد أصيب بشلل رباعي..لقد أحضرت ملاك هنا مراراً وحاولت أن أعرف منها كيف تعيش؟ صدقيني بكل صعوبة عرفت أن زوجة والدها تعاملها معاملة سئية..ربما لأنها بدأت تحس أن ملاك ووالدها عبء كبير عليها لذا فهي تصب جام غضبها على ملاك
ما عرفته من ملاك أنها تتركها في المنزل فترات طويلة بمفردها وتطلب منها القيام بأعمال المنزل كما أنها تضربها وبشده أحياناً
خرجت من عند المشرفة الاجتماعية أمسح دموعاً انتثرت حزناً على طفولة بريئة تَعذب بدون سبب لازلت حتى اليوم أتذكر كلمات
المشرفة ولازلت أحس بلسعات الألم التي اعتصرت قلبي يومها
وفي اليوم التالي عندما ذهبت إلى المدرسة اتجهت إلى فصل ملاك أسال عنها لكنها كانت متغيبة…استمرت ملاك في الغياب أسبوعا كاملاً..وفي كل يوم كنت اذهب أسال عنها وعندما لا أجدها يعتريني حزن شديد بعد أسبوع اتجهت مرة أخرى لغرفة المشرفة أسال عنها فقالت: ما كل هذا الاهتمام بملاك يا أستاذه حصة فقلت :إنها إحدى تلميذاتي ولابد أن اهتم بها فقالت:لقد حاولت الاتصال باهلهاعدة مرات ولمني لم انجح
خرجت من عندها وفي ذهني شئ صممت على تنفيذه بعد أن حصلت على عنوان ملاك…..اليوم سوف اذهب لمنزلها أسال عنها
وبصعوبة كبيرة استطعت أن اقنع والدي بضرورة ذهابي للاطمئنان على ملاك
ذهبت وعندما وصلت إلى الباب بدأ قلبي بعنف لأدري لماذا؟طرقت الباب ففتحت لي ملاك فأقبلت عليها أضمها لصدري
عندها بدأت ملاك تبكي فأسالتها ماذا بكِ قالت: أنا خائفة فأنا لوحدي منذ الصباح آبي لأدري أين ذهب منذ وقت طويل وأنا مشتاقة له كثيراً أريد أن أراه فقلت لها أين زوجة والدك فقالت لأدري خرجت منذ الصباح…عندها طرق الباب ذهبت ملاك مسرعة لتفتح الباب فكانت زوجة الأب هي الطارق كم مزقت قلبي نظرات الخوف في عيون ملاك عندما رأت زوجة والدها
نهضت من مكاني لأسلم عليها ثم قلت :أنا معلمة من مدرسة ملاك وقد قلقت عليها بسبب غيابها الطويل فجئت لأطمئن عليها
ردت قائلة: نعم ولكنها لن تذهب إلى المدرسة بعد اليوم
صعقتني كلماتها حتى لقد أحسست بان الأرض تدور من حولي قلت لها:لماذا؟؟؟أجابت أن ظروفي لا تساعدني على تدريسها فوالدها رجل معاق لا يعمل وهو في المستشفى الآن فآنا لا أستطيع تحمل مسؤولية رجل معاق بحاجة لمن يخدمه ويكون معه طوال الوقت لا …لا لم أستطيع تحمل هذا…والراتب الذي يحصل عليها لان ضئيل لا يكاد يكفي مصاريف المنزل
أما ملاك فلماذا تدرس فمصيرها لمنزل زوجها دعيها ترتاح من الان…كم أحسست بالحقد تجاه تلك المرأة حتى أنى كنت أراها شديدة البشاعة
قلت لها مستعطفه:لماذا لا ترسلي ملاك لأحد أقاربها فقالت:ليس لها أقارب فوالدها رجل وحيد ثم أكملت ضاحكة وهذا ما جعلني اقبل الزواج منه
أمضيت بعد ذلك ساعتين معها محاولة إقناعها بأن تترك ملاك تذهب إلى المدرسة وأنا أتكفل بمصاريفها ولكنها رفضت وبشده خرجت من عندها وقلبي كسير،حزنت حزناً لم اشعر به في حياتي كلها
ظلت هذه الطفلة في عقلي وفي وجداني ماذا افعل لها يا الهي؟؟؟كيف أخرجها من العذاب كنت كل يوم ازور فصلها وانظر لمكانها كانت دموعي أحيانا تغلبني أحيانا اغلبها
وبعد عدة أيام عَدت مرة أخرى لمنزل ملاك وكانت المفاجأة بالنسبة لي لقد رحلت من هنا إلى أين لأدري لقد انقطع كل خيط يربطني بها لازلت اذكر كم بكيت في ذلك اليوم بكاء من فقد أنسانا عزيزاً…لو كانت ملاك ماتت لكان ارحم لها من البقاء مع ذلك الوحش البشري
مرت الأيام بعد ذلك كنت أحاول خلالها أن لا أتعرف على ظروف طالباتي فليس في يدي حل ولا ربط بل ما سيحدث مزيد من الألم يمتلئ به قلبي
حتى جاء ذلك اليوم الذي دخلت به الفصل لاجد إحدى تلميذاتي تبكي سألتها عن سبب بكائها وأنا أتمنى أن يكون السبب زميلتها التي أخذت قلمها ولكنه قالت أمي يا أستاذه رحلت وتركتنا فقلت إلى أين فقالت إلى بيت جدي آبي يقول أنها لن تعود وهو لا يريدنا أن نراها وأنا اشعر بالشوق الشديد لها أتمنى أن تعود سكت فماذا أتقول…….وفي آخر العام كنت قد وضعت على مكتب المديرة ورقة استقالتي من مهنة التدريس فأنا لم ولن أستطيع أن اقف وأرى النار تحرق تلميذاتي وأتفرج ساكتة ولم ولن أجد حلا لهن ولم ولن أتحمل حزنا في عيون لم يئن لها أن تعرف الألم