بو هادف
07-01-2003, 15:33
بريد ابليس
من المعلوم لمن له فهم بالإسلام وقواعده أن الله عز وجل إذا حرّم أمرًا حرّم كل ما يؤدي إليه ، وضيّق السبل الموصلة للوقوع فيه .. فلم يترك الشرع المسلم يحوم حول حمىً محرمٍ ، يسيل لعابه له شهوة وتوقًا ، وتلتهب جوارحه جؤارًا ورغبة حتى إذا سقط في الحرام قال : لم فعلت كذا ؟!
كلا .. بل وضع الإسلام إشارات التحذير ، والأضواء الحمراء واللافتات المنبهة لكل ذي عينين قبل أن يصل إلى الحرام بمسافة ، لكيلا يكون للناس حجة إذا حاسبهم على اجترائهم على المعصية ، وحين حرّم الإسلام الزنا حرّم أشياء كثيرة هي من الموطّئات له ، المؤديات إليه .
لذا فإننا لا نظن أن رجلاً يزني أو امرأة إلاّ بعد أن يخترق الكثير من المحاذير ، ويجترح العديد من المخالفات الممهدة للكبيرة الملطخـة .
ومن هذه الموطّئات ما هو أشبه بالبريد الشيطاني الذي يربط بين خائنة الأعين وساقطة الأفكار .. وهي في عصرنا كثيرة .. أذكر منها تمثيلاً لا حصرًا :-
الهاتف : أداة بريئة ولا غنى عنها ، وهي أشبه بالطفل ، إما أن يبقى على فطرته ، أو يهوِّده أصحابه أو ينصروه ، أو ينجسوه .
وقد جعله بعضهم رسولاً عصريًّا يؤدي رسالة من أخس الرسائل وأخبثها ، فصيّره لسان إبليس ، وساعي الرذيلة ، وتاجر الفاحشة ، تُستغل السرية المفروضة عليه ليكون أشبه بالقوّاد الذي يسعى في نقل العبارات الملتهبة ، والآهات الماجنة ، ويظل يلح على أذن الضحية ويلح ، حتى تنهار مقاومتها ، وتتراخى مناعتها ، فتستمرئ السماع ، ثم تتلهف إلى اجتياز طوره إلى ضرب المواعيد ، فاللقاء المحرم ..
* والعطر رسولٌ من رسل إبليس يقدر على أن يشد جمعًا حاشدًا من أنوفهم وعيونهم وخلاياهم ؛ ليفتشوا عن مصدر الشذى ، ومبعث الأريج ، وشياطين الأنس مهرة في الترويج لعطور فواحـة ، وانتقاء الأسماء الموحيـة لها من مثل :
Femme و Poison و Man و Ecstasy .
ولا يخفى على مسلم أن الإسلام أوعد من تخرج متعطرة - ولو إلى المسجد - ووصف من تفعل ذلك ليشم الناس ريحها بأنها زانيـة !! .
* والصوت الناعم سفيرٌ لا يقاوم ، بل هو قوة تدك كل مقاومة ، وتقضي على كل تمنّع ، لذلك أُمرت المرأة المسلمة التقية إن هي خاطبت الرجال أن تكلمهم بصوت جادٍّ ، لا ترقيق فيه ولا تكسر ، ولا خضوع ولا تأنُّث ، حتى تقطع آمال الفسقة ، وتسدّ الأبواب أمام المجّان الذين يجيدون الاستدراج والمسامرة { ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرضٌ ، وقُلْن قولاً معروفًا } ..
ولكم أسقط الكلام الرقيق أجسادًا ، ودك قلوبًا ، وقطع أواصر ، ولكم وقع رجال أسرى الصوت الناعم ، والتأنُّث المتبذل ، والبريد الإبليسي !!
* والمشية دليل أبلق ، وحجة ساطعة في الشهادة على حسن السلوك أو سوئه ، وشارة من شارات العفة أو السقوط ..
فالمسلمة إذا سارت سارت وقورًا لا تتثنى ولا تتأود ، بل تستر نفسها ، وتقيم خطاها ، وتخفي زينتها .
وقد نبهت السنة المشرفة المسلمة إذا هي سارت أن تأخذ بجوانب الطريق تأدبًا وتحصّنًا ، وألا تفضح بمشيتها زينتها المستورة { ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن } ..
* وأما العيون فهي السهام النافذات ، والشافعات المشفّعات ، وأداة من أدوات الرجيم المذؤوم ، يوجهها للدلالة على الشر ، وتيسير سبل الفتنة ؛ لذلك أُمرَ الرجل والمرأة كلاهما بغض البصر ، ولم يأذن الشرع إلا في النظرة الأولى القهرية ، أو نظرة الفجأة ، ونهى عن إحداد البصر ، فقال تعالى : { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم } وقال : { وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن } .
كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : [ لا تتبع النظرةَ النظرةَ ؛ فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة ] .
* ومن أقوى المثيرات والمهيجات : الثياب المخالفة للضوابط الشرعية بسبب ضيق ، أو قصر ، أو انفراج أو اتساع ، أو نوع قماش ، أو مخالفة لطبيعة الأنوثة والحشمة ، أو غير ذلك من الأسباب ..
ولقد حرك إبليس أذنابه فتفننوا في دعوة المرأة المسلمة إلى الاستعانة بهذا البريد لإرسال الفساد والإفساد .. فتحرك رجال الموضة والأزياء ، وتحركت شركات أدوات التجميل ، وشركات الإكسسوارات النسائية .. واجتذبت عقول النساء وقلوبهن إلى قدوات من نساء الغرب يقلدنهن ، ويتبعن طريقتهن .. وتغنى المغنون للتليفون ، وللعيون ، وللمشية المتكسرة ، وللثوب المتهدل ، وللصوت وللعطر و...
إن إبليس - عليه لعائن الله - يأمر بالفحشاء كما ذكر القرآن الكريم ، ويسهل الطريق إلى الانحراف والرذيلة ، ويقوم بدور القوّاد الحقير .. حتى إن هذه المهمة لفتت نظر أحد الشعراء المسلمين الذين تعجبوا من سلوك إبليس في رفضه السجود لآدم امتثالاً لأمر الله تعالى ، ثم رضاه أن يقوم بأخسِّ وظيفة وأدنأ عمل .. وظيفة النخّاس الوضيع ، بالجمع بين شخصين في الحرام :
عجبت من إبليس من تيهـه من سوء مــا أظهر من نبتتِه
تــــاه على آدم في ســجدةٍ وصــــــار قوّادًا لذريتــه
فيا للعجب !!
من المعلوم لمن له فهم بالإسلام وقواعده أن الله عز وجل إذا حرّم أمرًا حرّم كل ما يؤدي إليه ، وضيّق السبل الموصلة للوقوع فيه .. فلم يترك الشرع المسلم يحوم حول حمىً محرمٍ ، يسيل لعابه له شهوة وتوقًا ، وتلتهب جوارحه جؤارًا ورغبة حتى إذا سقط في الحرام قال : لم فعلت كذا ؟!
كلا .. بل وضع الإسلام إشارات التحذير ، والأضواء الحمراء واللافتات المنبهة لكل ذي عينين قبل أن يصل إلى الحرام بمسافة ، لكيلا يكون للناس حجة إذا حاسبهم على اجترائهم على المعصية ، وحين حرّم الإسلام الزنا حرّم أشياء كثيرة هي من الموطّئات له ، المؤديات إليه .
لذا فإننا لا نظن أن رجلاً يزني أو امرأة إلاّ بعد أن يخترق الكثير من المحاذير ، ويجترح العديد من المخالفات الممهدة للكبيرة الملطخـة .
ومن هذه الموطّئات ما هو أشبه بالبريد الشيطاني الذي يربط بين خائنة الأعين وساقطة الأفكار .. وهي في عصرنا كثيرة .. أذكر منها تمثيلاً لا حصرًا :-
الهاتف : أداة بريئة ولا غنى عنها ، وهي أشبه بالطفل ، إما أن يبقى على فطرته ، أو يهوِّده أصحابه أو ينصروه ، أو ينجسوه .
وقد جعله بعضهم رسولاً عصريًّا يؤدي رسالة من أخس الرسائل وأخبثها ، فصيّره لسان إبليس ، وساعي الرذيلة ، وتاجر الفاحشة ، تُستغل السرية المفروضة عليه ليكون أشبه بالقوّاد الذي يسعى في نقل العبارات الملتهبة ، والآهات الماجنة ، ويظل يلح على أذن الضحية ويلح ، حتى تنهار مقاومتها ، وتتراخى مناعتها ، فتستمرئ السماع ، ثم تتلهف إلى اجتياز طوره إلى ضرب المواعيد ، فاللقاء المحرم ..
* والعطر رسولٌ من رسل إبليس يقدر على أن يشد جمعًا حاشدًا من أنوفهم وعيونهم وخلاياهم ؛ ليفتشوا عن مصدر الشذى ، ومبعث الأريج ، وشياطين الأنس مهرة في الترويج لعطور فواحـة ، وانتقاء الأسماء الموحيـة لها من مثل :
Femme و Poison و Man و Ecstasy .
ولا يخفى على مسلم أن الإسلام أوعد من تخرج متعطرة - ولو إلى المسجد - ووصف من تفعل ذلك ليشم الناس ريحها بأنها زانيـة !! .
* والصوت الناعم سفيرٌ لا يقاوم ، بل هو قوة تدك كل مقاومة ، وتقضي على كل تمنّع ، لذلك أُمرت المرأة المسلمة التقية إن هي خاطبت الرجال أن تكلمهم بصوت جادٍّ ، لا ترقيق فيه ولا تكسر ، ولا خضوع ولا تأنُّث ، حتى تقطع آمال الفسقة ، وتسدّ الأبواب أمام المجّان الذين يجيدون الاستدراج والمسامرة { ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرضٌ ، وقُلْن قولاً معروفًا } ..
ولكم أسقط الكلام الرقيق أجسادًا ، ودك قلوبًا ، وقطع أواصر ، ولكم وقع رجال أسرى الصوت الناعم ، والتأنُّث المتبذل ، والبريد الإبليسي !!
* والمشية دليل أبلق ، وحجة ساطعة في الشهادة على حسن السلوك أو سوئه ، وشارة من شارات العفة أو السقوط ..
فالمسلمة إذا سارت سارت وقورًا لا تتثنى ولا تتأود ، بل تستر نفسها ، وتقيم خطاها ، وتخفي زينتها .
وقد نبهت السنة المشرفة المسلمة إذا هي سارت أن تأخذ بجوانب الطريق تأدبًا وتحصّنًا ، وألا تفضح بمشيتها زينتها المستورة { ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن } ..
* وأما العيون فهي السهام النافذات ، والشافعات المشفّعات ، وأداة من أدوات الرجيم المذؤوم ، يوجهها للدلالة على الشر ، وتيسير سبل الفتنة ؛ لذلك أُمرَ الرجل والمرأة كلاهما بغض البصر ، ولم يأذن الشرع إلا في النظرة الأولى القهرية ، أو نظرة الفجأة ، ونهى عن إحداد البصر ، فقال تعالى : { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم } وقال : { وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن } .
كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : [ لا تتبع النظرةَ النظرةَ ؛ فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة ] .
* ومن أقوى المثيرات والمهيجات : الثياب المخالفة للضوابط الشرعية بسبب ضيق ، أو قصر ، أو انفراج أو اتساع ، أو نوع قماش ، أو مخالفة لطبيعة الأنوثة والحشمة ، أو غير ذلك من الأسباب ..
ولقد حرك إبليس أذنابه فتفننوا في دعوة المرأة المسلمة إلى الاستعانة بهذا البريد لإرسال الفساد والإفساد .. فتحرك رجال الموضة والأزياء ، وتحركت شركات أدوات التجميل ، وشركات الإكسسوارات النسائية .. واجتذبت عقول النساء وقلوبهن إلى قدوات من نساء الغرب يقلدنهن ، ويتبعن طريقتهن .. وتغنى المغنون للتليفون ، وللعيون ، وللمشية المتكسرة ، وللثوب المتهدل ، وللصوت وللعطر و...
إن إبليس - عليه لعائن الله - يأمر بالفحشاء كما ذكر القرآن الكريم ، ويسهل الطريق إلى الانحراف والرذيلة ، ويقوم بدور القوّاد الحقير .. حتى إن هذه المهمة لفتت نظر أحد الشعراء المسلمين الذين تعجبوا من سلوك إبليس في رفضه السجود لآدم امتثالاً لأمر الله تعالى ، ثم رضاه أن يقوم بأخسِّ وظيفة وأدنأ عمل .. وظيفة النخّاس الوضيع ، بالجمع بين شخصين في الحرام :
عجبت من إبليس من تيهـه من سوء مــا أظهر من نبتتِه
تــــاه على آدم في ســجدةٍ وصــــــار قوّادًا لذريتــه
فيا للعجب !!