البــنــدري
05-01-2003, 21:37
ما هو الثآلول ؟
الثآليل عبارة عن مجموعة من الأورام الحميدة التي تصيب سطح الجلد أو الغشاء المخاطي ، ويسببها فيروس ضعيف يعرف باسم ( فيروس الورم الثآلولي ). وأول من أكتشف الثآلول هو العالم الإيطالي سيفو 1907 . و الفيروس عبارة عن كائنات دقيقة رقيقة لا نستطيع رؤيتها بالميكروسكوب. والثآليل تنتشر في كافة المجتمعات وتصيب الكثير من البشر ، إلا أن نسبة الإصابة تكون أكثر في صغار السن، وتكثر الإصابة في المناطق المكشوفة من جسم الإنسان مثل جلد اليدين و الرجلين .
وقد تم أجراء إحصاء لعدد المصابين بالثآلول المترددين على قسم الأمراض الجلدية و التناسلية بمستشفى حمد العام عام 1993، فتبين أن النسبة كانت 10% من عدد المرضى المترددين على العيادة الخارجية في تلك السنة ، وهذا بالطبع تعتبر نسبة عالية مقارنة بالأمراض الأخرى.
وقد تمكن الأطباء حديثا من التعرف على أكثر من 60 نوعا من فيروسات الورم الثآلولي. وتختلف هذه الأورام في أشكالها وأحجامها حسب نوع الفيروس المسبب لها ، وحسب مقاومة الإنسان المناعية ، وكذلك حسب الجزء المصاب .
طرق العدوى :
تنتقل العدوى باللمس المباشر أو الغير مباشر ، من خزائن الملابس ، الحمامات العامة ، الصالات الرياضية وبرك السباحة ، وتنتشر الثآليل في الشخص نفسه متى حك جلده ، أو حلق ذقنه ، أو قضم ظفره . ويمكن للأطفال أن يلتقطوا الفيروس المسبب للثآليل بسهولة من زميل لهم في المدرسة مثلا بحيث تبدأ الثآليل بالظهور بعد ثلاثة أو أربعة شهور من التقاط العدوى ، و يجب أن يعلم القارئ الكريم أن دفاعات الجسد تعمل ببطء ضد ظهور الثآليل التي تظهر و تستمر على الجلد لفترة طويلة تدوم عادة لسنتين ، وفي بعض الأحيان قد تستمر لتصل إلى عشر سنين ، إلا أن الجسد في النهاية يقضي على فيروس الثآليل التي تختفي بشكل فجائي في بعض الأحيان .
ويجب أن تتوافر عدة عوامل و ظروف معينة للإصابة بالثآليل ، منها : الاستعداد الوراثي أو القابلية التي تحدد شكل الإصابة ، كذلك ضعف كفاءة الجهاز المناعي للجسم في مقاومة الفيروس الثآلولي ، إضافة إلى العدوى بالفيروس .
والعدوى تحدث دائما من ملامسة جلد الإنسان السليم لأي جلد مصاب بالفيروس ، بشرط وجود خدوش ولو بسيطة (غير مرئية) في الجلد السليم ، حتى يمكن للفيروس الوصول إلى الخلايا ، وهذا ما يعطي التفسير الصحيح للعدوى بالثآليل .
أشكال وأنواع الثآلول المختلفة:
و الثآليل أنواع، وتختلف الأنواع باختلاف المواقع، و الأشكال، وهناك أربع أنواع رئيسية هي:
- الثآلول الشائع أو العام . Common warts
- الثآلول المسطحPlane warts .
- الثآلول الذي يصيب باطن القدم Planter warts ، والذي يعرف بين العامة باسم (مسمار اللحم ) ، وهو النوع الوحيد المؤلم لأنه ينمو للداخل بسبب ضغط الجسم على القدم .
- كذلك يوجد الثآلول التناسلي . Anogenital warts الذي يظهر على الأعضاء التناسلية وحولها ويتخذ شكلا مميزا ، وله قابلية للكبر في الحجم أكثر من أي منطقة أخرى
أن اشهر هذه الأنواع هو النوع الشائع أو العام وهى التي تكون مألوفة لدى الجميع ، فتكون على شكل أورام حميدة ونتؤات و بروز مرتفعة ، خشنة ، يميل لونها الى الرمادي. لا تؤلم، فتبدأ هذه الثآليل صغيرة في حجم رأس الدبوس وسرعان ما تكبر ، وأكثر الأماكن إصابة بهذا النوع هي الأصابع ، و اليدان ويمكن أن تظهر على الشفتين و اللسان نتيجة العدوى من الأصابع - انظر الصورة .
وهناك كثير من الناس وخصوصا البد ناء منهم قد يعانون من وجود زوائد جلديه أو لحميه عادة ما تكون حول الرقبة أو بالإبطين ويعتقدون من أنها ثآليل قد أصيبوا بها نتيجة عدوى ، وما هي إلا زوائد تحدث بالجلد نتيجة لتغير وزن الجلد الى الزيادة أو النقصان
أما النوع الثاني فهو الثآلول المسطح أو المنبسط، فهذا النوع يتميز بوجود رؤوس ملساء صغيرة مسطحة مرتفعة بقطر 1-3 ملم، ويكون لونها قريب من لون الجسم ، ويماثل حجمها حجم عود الثقاب وهي كثيرة العدد ، وغالبا ما تظهر هذه الثآليل المنبسطة في الوجه و اليدين ، وقد تظهر هذه الثآليل عند الرجال الذين يحلقون ذقونهم ، أو النساء اللواتي يحلقن شعر الساق وذلك نتيجة العدوى الذاتية
أما النوع الثالث فهو ثآلول القدم المعروف و المشهور لدى الجميع ويسمى أحيانا مسمار اللحم في منطقة الخليج ويسمى كذلك عين السمكة في كثير من الدول العربية ، والفلاحين في مصر يطلقون عليه نفره أو رفسة الحمار ، والحمار المسكين كذلك برئ من هذا المرض .
ويظهر هذا النوع من الثآلول في أماكن الضغط بالقدم وفي باطن القدمين ، ويكون سطح ثآلول القدم خشن و سميك لوجود نتؤات عليه يمكن رؤيتها بالعين المجردة أو بالعدسة المكبرة، وقد يستوي ثألول القدم مع سطح الجلد أو يكون غائرا فيه محدثا ألم مستمر بقاع القدم. وقد تجتمع عدة ثآليل من هذا النوع بالقدم وتعرف هذه الحالة باسم الثآليل السبحية Mosaic warts
النوع الرابع هو الثآلول التناسلي أو الجنسي Condyloma acuminatum ، وهذا النوع يبدأ بظهور حبيبات ونتؤات صغيرة تنتقل جنسيا ما تلبث أن تكثر وتنمو في المواقع الرطبة من الأعضاء التناسلية و الشرج - انظر الصورة ، ومع مرور الوقت تتحول هذه النتؤات الصغيرة الى كتل قرنبيطية الشكل ، قد تتراكم بين شقوقها مواد قيحية تؤدي إلى رائحة كريهة. وقد أجريت أبحاث كثيرة لا حصر لها لهذا النوع من الثآليل الجنسية، فقد ثبت أنه في حالات قليلة قد يؤدي الإهمال في العلاج المبكر لهذه الثآليل ألي تحولها إلي أورام متضخمة سرطانية تؤدي إلى الوفاة . وفي دراسات حديثة ربط بعض العلماء من ظهور سرطان الرحم عند النساء و وجود هذه الثآليل المتكرر لدي هؤلاء السيدات ، لذلك يجب الاهتمام بعلاج الثآليل التي تظهر في منطقة الأعضاء التناسلية لأنها قد تكون مؤشرا لمرض خطير مع ضرورة فحص الأعضاء الداخلية للجهاز التناسلي
علاج الثأليل :
هناك الكثير من المعالجات الشعبية التي يؤمن بها الكثير من الناس لعلاج الثأليل ، فمثلا يعتقد الناس في بلاد الشام من أن فرك الثأليل بقطعة لحم ثم دفن هذا اللحم يؤدي الى اختفاء الثأليل ، وقديما كان العرب يعالجون الثآليل بوضع المريض في خيمة، وبجواره وعاء ماء وبه ثقب من أسفله و خلال هذا الثقب يتسرب الماء نقطة بنقطة ، ويوحي إلى المريض أنه مع أخر نقطة يكون الثآلول في طريقه إلى الشفاء وهذا ما كان يحدث كثيرا . وكذلك في منطقة الخليج يعتقد الكثيرون من أن ربط عنق هذه الثأليل بخيط حرير رفيع وتركه عدة أيام يؤدي الى اختفائه.
حتى ألان لا يوجد أي علاج يمكن أن يقضي نهائيا على فيروس الثآليل التي تختفي من تلقاء ذاتها، ومعظم أنواع العلاجات المتبعة حاليا هي من النوع الذي يزيل الطبقات القاسية من الجلد و التي تقشر القسم الفوقي من الثآلول على أمل أن يتولى الجسد نفسه القضاء على هذا الفيروس .
وتستجيب كثير من الحالات للمعالجات البسيطة وقد تغيب عفويا بشكل مفاجئ، بينما تبدو بعض الحالات الأخرى مقاومة بشكل عنيد للعلاج . وقد استطاع كثير من الأطباء في عدد كبير من الحالات أن يحدثوا الشفاء بالإيحاء النفسي فقط ، ويوحي ذلك بوجود اضطراب في الجهاز المناعي عند الأشخاص المصابين بالثآليل رغم أنهم يبدون سليمين . وهناك إحصائيات تشير إلى إمكانية حدوث شفاء تام للثآليل بالتنويم المغناطيسي فقط .
أن العلاج الطبي بالكي الكهربي Electrodesiccation هو أكثر طرق المعالجة استعمالا، فهو يؤدى الى تجفيف و من ثم حرق الثآلول ، فهو يزيل الثأليل تماما في جلسة واحدة وطبعا يكون تحت تخدير موضعي . وقد وجد أن العلاج بالكي الكهربي يعطي افضل النتائج إذا ما أجرى بشكل جيد فانه لن يسبب ندبا أو تشوهات بسطح الجلد.
و الكي بالتبريد Cryotherapy من الطرق الفعالة و المستعملة بشكل واسع في معالجة الثآليل، ورغم الألم الذي تسببه أحيانا تفضل المعالجة بالتجميد حيث أنها اقل حدوثا للتشويه الذي يمكن حدوثه لتدمير الثآلول بالطرق الأخرى . ويستخدم لذلك النيتروجين السائل الذي يحدث تجمد بخاري سريع 196 درجة مئوية تحت الصفر للثآلول ، وتؤدي هذه النسبة من البرودة الى حدوث فقاقيع صغيرة، والى انتفاخ الثآلول وتسبب اختلالا في الخلايا المصابة بالفيروس ، ومن ثم فصله من الجلد وسقوطه بعد عدة أيام .
وهناك العديد من الطرق التي يمكن أن تعالج الثآلول منها الكحت ، واستخدام المواد الكيميائية مثل حامض الخليك المركز أو الساليسيليك ويوجد هذا النوع في اغلب الصيدليات ، ويمكن للمصاب بالثآليل الكثيرة من النوع العام أن يمسح الثآليل بروح الخل أو الخل المركز 30% مرتين يوميا وهي طريقة بسيطة ، وقد تؤدي إلى شفاء العديد من الحالات (طب شعبي) .
ويمكن علاج الثآلول التناسلي باستعمال مس بود وفيلين بتركيز 25% ، بشرط أن يتم ذلك تحت إشراف الطبيب المختص المعالج، ويجب علاج الثآلول بحذر وعناية و التأكد من انتهاءه من الأعضاء التناسلية .
أما الثآلول المستوي أو السطحي ، فمن الأفضل تركه تماما دون أي تدخل حيث إنه غالبا" ما يختفي ذاتيا". وفي حالة الانتشار السريع للإصابة بالثآليل وعدم قدرة الجسم على مقاومتها، فإن العلاج ببعض الأدوية المنشطة للجهاز المناعي قد يساعد الطبيب على القضاء على الفيروس .
بقلم
الدكتور فهــد عبد الله إبراهيم
دكتوراه الأمراض الجلدية و التناسلية
منقوووول بالكامل للفائدة
الثآليل عبارة عن مجموعة من الأورام الحميدة التي تصيب سطح الجلد أو الغشاء المخاطي ، ويسببها فيروس ضعيف يعرف باسم ( فيروس الورم الثآلولي ). وأول من أكتشف الثآلول هو العالم الإيطالي سيفو 1907 . و الفيروس عبارة عن كائنات دقيقة رقيقة لا نستطيع رؤيتها بالميكروسكوب. والثآليل تنتشر في كافة المجتمعات وتصيب الكثير من البشر ، إلا أن نسبة الإصابة تكون أكثر في صغار السن، وتكثر الإصابة في المناطق المكشوفة من جسم الإنسان مثل جلد اليدين و الرجلين .
وقد تم أجراء إحصاء لعدد المصابين بالثآلول المترددين على قسم الأمراض الجلدية و التناسلية بمستشفى حمد العام عام 1993، فتبين أن النسبة كانت 10% من عدد المرضى المترددين على العيادة الخارجية في تلك السنة ، وهذا بالطبع تعتبر نسبة عالية مقارنة بالأمراض الأخرى.
وقد تمكن الأطباء حديثا من التعرف على أكثر من 60 نوعا من فيروسات الورم الثآلولي. وتختلف هذه الأورام في أشكالها وأحجامها حسب نوع الفيروس المسبب لها ، وحسب مقاومة الإنسان المناعية ، وكذلك حسب الجزء المصاب .
طرق العدوى :
تنتقل العدوى باللمس المباشر أو الغير مباشر ، من خزائن الملابس ، الحمامات العامة ، الصالات الرياضية وبرك السباحة ، وتنتشر الثآليل في الشخص نفسه متى حك جلده ، أو حلق ذقنه ، أو قضم ظفره . ويمكن للأطفال أن يلتقطوا الفيروس المسبب للثآليل بسهولة من زميل لهم في المدرسة مثلا بحيث تبدأ الثآليل بالظهور بعد ثلاثة أو أربعة شهور من التقاط العدوى ، و يجب أن يعلم القارئ الكريم أن دفاعات الجسد تعمل ببطء ضد ظهور الثآليل التي تظهر و تستمر على الجلد لفترة طويلة تدوم عادة لسنتين ، وفي بعض الأحيان قد تستمر لتصل إلى عشر سنين ، إلا أن الجسد في النهاية يقضي على فيروس الثآليل التي تختفي بشكل فجائي في بعض الأحيان .
ويجب أن تتوافر عدة عوامل و ظروف معينة للإصابة بالثآليل ، منها : الاستعداد الوراثي أو القابلية التي تحدد شكل الإصابة ، كذلك ضعف كفاءة الجهاز المناعي للجسم في مقاومة الفيروس الثآلولي ، إضافة إلى العدوى بالفيروس .
والعدوى تحدث دائما من ملامسة جلد الإنسان السليم لأي جلد مصاب بالفيروس ، بشرط وجود خدوش ولو بسيطة (غير مرئية) في الجلد السليم ، حتى يمكن للفيروس الوصول إلى الخلايا ، وهذا ما يعطي التفسير الصحيح للعدوى بالثآليل .
أشكال وأنواع الثآلول المختلفة:
و الثآليل أنواع، وتختلف الأنواع باختلاف المواقع، و الأشكال، وهناك أربع أنواع رئيسية هي:
- الثآلول الشائع أو العام . Common warts
- الثآلول المسطحPlane warts .
- الثآلول الذي يصيب باطن القدم Planter warts ، والذي يعرف بين العامة باسم (مسمار اللحم ) ، وهو النوع الوحيد المؤلم لأنه ينمو للداخل بسبب ضغط الجسم على القدم .
- كذلك يوجد الثآلول التناسلي . Anogenital warts الذي يظهر على الأعضاء التناسلية وحولها ويتخذ شكلا مميزا ، وله قابلية للكبر في الحجم أكثر من أي منطقة أخرى
أن اشهر هذه الأنواع هو النوع الشائع أو العام وهى التي تكون مألوفة لدى الجميع ، فتكون على شكل أورام حميدة ونتؤات و بروز مرتفعة ، خشنة ، يميل لونها الى الرمادي. لا تؤلم، فتبدأ هذه الثآليل صغيرة في حجم رأس الدبوس وسرعان ما تكبر ، وأكثر الأماكن إصابة بهذا النوع هي الأصابع ، و اليدان ويمكن أن تظهر على الشفتين و اللسان نتيجة العدوى من الأصابع - انظر الصورة .
وهناك كثير من الناس وخصوصا البد ناء منهم قد يعانون من وجود زوائد جلديه أو لحميه عادة ما تكون حول الرقبة أو بالإبطين ويعتقدون من أنها ثآليل قد أصيبوا بها نتيجة عدوى ، وما هي إلا زوائد تحدث بالجلد نتيجة لتغير وزن الجلد الى الزيادة أو النقصان
أما النوع الثاني فهو الثآلول المسطح أو المنبسط، فهذا النوع يتميز بوجود رؤوس ملساء صغيرة مسطحة مرتفعة بقطر 1-3 ملم، ويكون لونها قريب من لون الجسم ، ويماثل حجمها حجم عود الثقاب وهي كثيرة العدد ، وغالبا ما تظهر هذه الثآليل المنبسطة في الوجه و اليدين ، وقد تظهر هذه الثآليل عند الرجال الذين يحلقون ذقونهم ، أو النساء اللواتي يحلقن شعر الساق وذلك نتيجة العدوى الذاتية
أما النوع الثالث فهو ثآلول القدم المعروف و المشهور لدى الجميع ويسمى أحيانا مسمار اللحم في منطقة الخليج ويسمى كذلك عين السمكة في كثير من الدول العربية ، والفلاحين في مصر يطلقون عليه نفره أو رفسة الحمار ، والحمار المسكين كذلك برئ من هذا المرض .
ويظهر هذا النوع من الثآلول في أماكن الضغط بالقدم وفي باطن القدمين ، ويكون سطح ثآلول القدم خشن و سميك لوجود نتؤات عليه يمكن رؤيتها بالعين المجردة أو بالعدسة المكبرة، وقد يستوي ثألول القدم مع سطح الجلد أو يكون غائرا فيه محدثا ألم مستمر بقاع القدم. وقد تجتمع عدة ثآليل من هذا النوع بالقدم وتعرف هذه الحالة باسم الثآليل السبحية Mosaic warts
النوع الرابع هو الثآلول التناسلي أو الجنسي Condyloma acuminatum ، وهذا النوع يبدأ بظهور حبيبات ونتؤات صغيرة تنتقل جنسيا ما تلبث أن تكثر وتنمو في المواقع الرطبة من الأعضاء التناسلية و الشرج - انظر الصورة ، ومع مرور الوقت تتحول هذه النتؤات الصغيرة الى كتل قرنبيطية الشكل ، قد تتراكم بين شقوقها مواد قيحية تؤدي إلى رائحة كريهة. وقد أجريت أبحاث كثيرة لا حصر لها لهذا النوع من الثآليل الجنسية، فقد ثبت أنه في حالات قليلة قد يؤدي الإهمال في العلاج المبكر لهذه الثآليل ألي تحولها إلي أورام متضخمة سرطانية تؤدي إلى الوفاة . وفي دراسات حديثة ربط بعض العلماء من ظهور سرطان الرحم عند النساء و وجود هذه الثآليل المتكرر لدي هؤلاء السيدات ، لذلك يجب الاهتمام بعلاج الثآليل التي تظهر في منطقة الأعضاء التناسلية لأنها قد تكون مؤشرا لمرض خطير مع ضرورة فحص الأعضاء الداخلية للجهاز التناسلي
علاج الثأليل :
هناك الكثير من المعالجات الشعبية التي يؤمن بها الكثير من الناس لعلاج الثأليل ، فمثلا يعتقد الناس في بلاد الشام من أن فرك الثأليل بقطعة لحم ثم دفن هذا اللحم يؤدي الى اختفاء الثأليل ، وقديما كان العرب يعالجون الثآليل بوضع المريض في خيمة، وبجواره وعاء ماء وبه ثقب من أسفله و خلال هذا الثقب يتسرب الماء نقطة بنقطة ، ويوحي إلى المريض أنه مع أخر نقطة يكون الثآلول في طريقه إلى الشفاء وهذا ما كان يحدث كثيرا . وكذلك في منطقة الخليج يعتقد الكثيرون من أن ربط عنق هذه الثأليل بخيط حرير رفيع وتركه عدة أيام يؤدي الى اختفائه.
حتى ألان لا يوجد أي علاج يمكن أن يقضي نهائيا على فيروس الثآليل التي تختفي من تلقاء ذاتها، ومعظم أنواع العلاجات المتبعة حاليا هي من النوع الذي يزيل الطبقات القاسية من الجلد و التي تقشر القسم الفوقي من الثآلول على أمل أن يتولى الجسد نفسه القضاء على هذا الفيروس .
وتستجيب كثير من الحالات للمعالجات البسيطة وقد تغيب عفويا بشكل مفاجئ، بينما تبدو بعض الحالات الأخرى مقاومة بشكل عنيد للعلاج . وقد استطاع كثير من الأطباء في عدد كبير من الحالات أن يحدثوا الشفاء بالإيحاء النفسي فقط ، ويوحي ذلك بوجود اضطراب في الجهاز المناعي عند الأشخاص المصابين بالثآليل رغم أنهم يبدون سليمين . وهناك إحصائيات تشير إلى إمكانية حدوث شفاء تام للثآليل بالتنويم المغناطيسي فقط .
أن العلاج الطبي بالكي الكهربي Electrodesiccation هو أكثر طرق المعالجة استعمالا، فهو يؤدى الى تجفيف و من ثم حرق الثآلول ، فهو يزيل الثأليل تماما في جلسة واحدة وطبعا يكون تحت تخدير موضعي . وقد وجد أن العلاج بالكي الكهربي يعطي افضل النتائج إذا ما أجرى بشكل جيد فانه لن يسبب ندبا أو تشوهات بسطح الجلد.
و الكي بالتبريد Cryotherapy من الطرق الفعالة و المستعملة بشكل واسع في معالجة الثآليل، ورغم الألم الذي تسببه أحيانا تفضل المعالجة بالتجميد حيث أنها اقل حدوثا للتشويه الذي يمكن حدوثه لتدمير الثآلول بالطرق الأخرى . ويستخدم لذلك النيتروجين السائل الذي يحدث تجمد بخاري سريع 196 درجة مئوية تحت الصفر للثآلول ، وتؤدي هذه النسبة من البرودة الى حدوث فقاقيع صغيرة، والى انتفاخ الثآلول وتسبب اختلالا في الخلايا المصابة بالفيروس ، ومن ثم فصله من الجلد وسقوطه بعد عدة أيام .
وهناك العديد من الطرق التي يمكن أن تعالج الثآلول منها الكحت ، واستخدام المواد الكيميائية مثل حامض الخليك المركز أو الساليسيليك ويوجد هذا النوع في اغلب الصيدليات ، ويمكن للمصاب بالثآليل الكثيرة من النوع العام أن يمسح الثآليل بروح الخل أو الخل المركز 30% مرتين يوميا وهي طريقة بسيطة ، وقد تؤدي إلى شفاء العديد من الحالات (طب شعبي) .
ويمكن علاج الثآلول التناسلي باستعمال مس بود وفيلين بتركيز 25% ، بشرط أن يتم ذلك تحت إشراف الطبيب المختص المعالج، ويجب علاج الثآلول بحذر وعناية و التأكد من انتهاءه من الأعضاء التناسلية .
أما الثآلول المستوي أو السطحي ، فمن الأفضل تركه تماما دون أي تدخل حيث إنه غالبا" ما يختفي ذاتيا". وفي حالة الانتشار السريع للإصابة بالثآليل وعدم قدرة الجسم على مقاومتها، فإن العلاج ببعض الأدوية المنشطة للجهاز المناعي قد يساعد الطبيب على القضاء على الفيروس .
بقلم
الدكتور فهــد عبد الله إبراهيم
دكتوراه الأمراض الجلدية و التناسلية
منقوووول بالكامل للفائدة