المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رقـــــــصة الخــناااجــر...!!



خالد الغاشم
30-12-2002, 01:29
ليس فينا من يجهل شدة الطبع والعزم وثبات الجنان التي إتصف بها
الرواقيون او الزينونيون اتباع الفليلسوف زينون.
فلقد كانوا يدرسون الإنفعالات المختلِفه
كالحِقد ...والغيرة...والخوف ...واليأس
دِراسه شامله ويعللونها تعليلاً منطقياً عقلانياً فيتوصلون إلي لجمِها
كما يُلجم الحوذي الماهر خيله التي تجر العربه
.
ومن آرائهم المشرِقه التي طالما راقتني وكانت ذات فائدةٍ لي غير مره
رأيهم في الماضي والمستقبل.منهم من يقول:

((ليس لنا أن نتحمل سوى الحاضر ..فلا الماضي ولا المستقبل يمكن
ان يُثقِلا كواهِلنا مادام أحدهما لم يعُد له اي وجود ، وما دام الثاني
ليس له بعد اي وجود )).

تِلك لعمري هي الحقيقه . فالماضي والمستقبل لا وجود لهما إلا
عندما نُفكِر فيهما ..
إنهما مِن الآراء وليسا مِن الواقع والأحداث في شيئ
ولكم نُجهِد أنفُسنا في خلق الحسرات والمخاوف .

شاهدتُ مره بهلواناً يضع كمية من الخناجِر بعضها فوق بعض
على شكل شجرةٍ مُرعِبه كان يثبِتها فوق جبينه في حالةِ توازن
وهكذا نحنُ نُركِمُ حسراتنا ومخاوِفنا ونحمِلها في حالة توازن
كما لو كان الواحد منا بهلواناً عديم الفِطنه والتبصر.
فبدلاً من أن نحمل دقيقةً واحِده ترانا نحمِلُ ساعه.
وبدلاً من ان نحمِل ساعه واحِده ترانا نحمِلُ يوماً بِكامِله
بل عشرة ايام ، وشهوراً ، وسنين.

ان من يشعر بألمٍ في ساقِه يعتقد أنه كان يتألم بالأمس ،وأنه كان يتألم منذ زمن
وأنهُ سيتألم غداً .وتراهُ يبتئس ويئن على حياتِهِ بِطولِها .

واضح ها هُنا أن الحِكمه والتعقل لا يُجديان فتيلا في مثل هذهِ الحاله
ذلك أنه لا يُمكن دائماً إزالة الألم الحاضر .
ولكن ما القول فيما لو كان الألم نفسياً ؟ ماذا يبقى اذا شُفي المرء
مِن داء التحسر والتكهن .؟

هذا المُحِب المعذب الذي يتقلب في سريره بدلاً من ان يستسلم للرقاد
المُريح والذي يُغذي فِكرة الإنتقام الشنيع ،ماذا يبقى من سِجنِهِ وبؤسِه
فيما لو نبذ التفكير في الماضي والمستقبل ؟

وهذا الإنسان الطموح الذي طعنهُ في الصميم إخفاقٌ ما ، اين تراه سيبحث
عن ألمِه إذا لم يبحث عنهُ في ماضٍ يبعثه وفي مستقبلٍ يبتدِعه؟
وأنه ليُخيَّل للمرء عندئذ أنه يُشاهِد امامه بطل الأسطوره المعروف ((سيزيف))
الذي يرفع صخرتُهُ مجدداً هكذا عذابه.

فالي كل واحدٍ من اولئك الذين يُعذِبون أنفُسهم بأنفُسِهم أقول:
فكّر في الحاضِر ، فكر في حياتك التي تتواصل دقيقةً فدقيقه
كل دقيقةٍ منها تعقب الأخرى،
تر أنه من الممكن الحياة كماتحيا مادُمت تحيا .
ولكنك تقول بينك وبين نفسِك :
((أن المستقبل يخفيني ))إنك بذلك تتكلم عما تجهلُه
فالأحداث ليست أبداً الأحداث التي تتوقع .
أما فيما يختصُ بألِمك الحاضر لأنهُ المٌ حاااد جداً فبِوسعِك أن تتثبت
من أنهُ سيتضلءل ويخف .((فكُل شيئٍ إلي تبدُل وكُل شيئٍ إلي زوال))

لطالما أحزننا وأشقانا دائماً هذا القول الشائع السائر مسرى الأمثال،
ولا أقل من أن يُعزينا في بعض الأحياان.

{ مُترجمه من كتاب " خواطر حول السعاده" للمفكر الفرنسي آلان}

.
.
.

داااايــــــــــ الحـــــر ـــــــم





http://5aleej.com/omkalthoom..aghadan-alqak.ram

فلاح السعد
30-12-2002, 11:43
شكراً لك على تلك الترجمه


مقطع جميل تلك الاغنيه :) ولكن


الاترى ان بعض الاخوه والاخوات


لايستمعون الا الاغاني مم قد يجعلهم

لايشاركوننا في تلك الموضوع الجميل


والقيَم


لك مني صادق التحيه

(ة_ة)
31-12-2002, 10:11
ربما احتاج لقراءة الكثير عن الفيلسوف زينون..!!

(ان من يشعر بألمٍ في ساقِه يعتقد أنه كان يتألم بالأمس ،وأنه كان يتألم منذ زمن
وأنهُ سيتألم غداً .وتراهُ يبتئس ويئن على حياتِهِ بِطولِها )

ربما ولهذا السبب نحن نصر على التمسك بأي لحظةٍ جميله وعدم إفلاتها في حاضرنا ..لإعتقادنا بمطابقة ماضينا لمستقبلنا ..

لا أعلم..

لكن الأكيد الحياه جميله بماضيها وحاضرها ومستقبلها .. فقط علينا رؤيتها بمنظار يعكس زوايا السعاده فيها ..

دايم الحر..

موضوعك يحمل أبعاداً أكثر من التي كُتبت.. أظنني سأعيد القراءه ..

تحياتي ..

خالد الغاشم
31-12-2002, 10:21
لا شكر على واجب أستاذي الفاضل
ملاحظتك في محلِّها ..شكراً لك

تحياتي

خالد الغاشم
31-12-2002, 10:39
زينون....
فيلسوف يوناني. من مواليد إيليا, وهي مدينة قديمة في الجزء الجنوبي من إيطاليا. كان تلميذا وصديقا لبرمنيديس مؤسس الفلسفة الإيلية (الفلسفة الإيلية). وقد طور هذه الفلسفة, ووضع عددا من البراهين حاول أن يثبت فيها أن الحركة وهم لا حقيقة.

اسمعوا هذا الحوار :
..............................
رأى زينون فتى على شاطئ البحر محزوناً يتلهف على الدنيا فقال له‏:‏ يا فتى‏‏ ما يلهفك على الدنيا لو كنت في غاية الغنى وأنت راكب لجة البحر قد انكسرت السفينة وأشرفت على الغرق كانت غاية مطلوبك النجاة وتفوت كل ما في يدك قال‏:‏ نعم قال‏:‏ لو كنت ملكاً على الدنيا وأحاط بك من يريد قتلك‏:‏ كان مرادك النجاة من يده وتفوت كل ملكك قال‏:‏ نعم قال‏:‏ فأنت الغني وأنت الملك الآن فتسلى الفتى‏.‏

وقال لتلميذه‏:‏ كن بما تأتي من الخير مسروراً وبما تجتنب من الشر محبوراً‏.‏

وقيل له‏:‏ أي الملوك أفضل‏:‏ ملك اليونانيين أم ملك الفرس قال‏:‏ من ملك غضبه وشهوته‏.‏

وسئل بعد أن هرم‏:‏ ما حالك قال‏:‏ هو ذا أموت قليلا قليلا على مهل‏.‏

وقيل له‏:‏ إذا مت‏‏ من يدفنك‏.‏

قال‏:‏ من يؤذيه نتن جيفتي‏.‏

وسئل‏:‏ ما لذي يهرم قال‏:‏ الغضب والحسد وأبلغ منهما الغم‏.‏

وقال‏:‏ الفلك تحت تدبيره‏.‏

ونعى إليه ابنه فقال‏:‏ ما ذهب ذلك على إنما ولدت ولداً يموت وما ولدت ولداً لا يموت‏.‏

وقال‏:‏ لا تخف موت البدن ولكن يجب عليك أن تخاف موت النفس‏.‏

فقيل له‏:‏ لما قلت خف موت النفس والنفس الناطقة عندك لا تموت فقال‏:‏ إذا انتقلت النفس الناطقة من حد النطق إلى حد البهيمية وإن كان جوهرها لا يبطل فقد ماتت من العيش العقلي‏.‏

وقال‏:‏ أعط الحق من نفسك فإن الحق يخصمك إن لم تعطه حقه‏.‏

وقال‏:‏ محبة المال وتد الشر لأن سائر الآفات تتعلق بها ومحبة الشرف وتد العيوب لأن سائر العيوب متعلقة بها‏.‏

وقال‏:‏ أحسن مجاورة النعم فتنعم بها ولا تسيء بها فتسيء بك‏.‏

وقال‏:‏ إذا أدركت الدنيا الهارب منها جرحته وإذا أدركها الطالب لها قتلته‏.‏

وقيل له وكان لا يقتي إلا قوت يومه‏:‏ إن الملك يبغضك فقال‏:‏ وهل يحب الملك من هو أغنى منه‏.‏

وسئل‏:‏ بأي شيء يخالف الناس في هذا الزمان البهائم فقال‏:‏ بالشرور‏.‏


..........
.......

(ة_ة)

تكون الحياة أجمل لِمن إتخذ من الماضي بِكُل حالاتِه ..
دافِعاً لحاضٍرٍ أفضل ورؤيةً مِستقبليه علّق عليها أمل
بشرط أن لايأخُذهُ طول الأمل ..فطول الأمل
يورِثُ التبلّد والإهماال
ولنا في قول المصطفى صلى الله عليه وسلم
أسوةً حسنه ..حيثُ قال :

(( إعمل لِدُنياك كأنك تعيشُ أبدا ..وأعمل لإ خِرتك كأنك تموتُ غدا))


شُكراً لِمرورك العذب بعذوبة تواصُلِك



تحياتي وتقديري