أماني
20-12-2002, 00:28
(((((أبتعد زوجي فقربتُ صــــديقتــــــي الــــدُمـــــيه)))))
هـــل نستطـــيع فعــــلاً أن نعيش بـــلا أصــدقــاء، ولا أحـــباب ،
هــل نستطــيع أن نُكـــمل مشــوار الحـــياةَ دونأن نجـــد مــن
نفتح لـــهُ قلبنــــا وأن نبكــــي أمـــــامــهُ دون الشـــعور
بالضــعف أو المــذلــه؟؟
ولمــاذا لا نبكــــي ؟ نســـاء ورجــــالا؟ لمــــاذا لا يمكننـــا
أن نبكـــي وقــــت قــــدوم البكـــاء00فـــإذا انقضـــى وقتــــهُ
وحـــاولنــا البكــــاء هــــربت وجمـــــدت دمـــــوعـــــنا ،
غرقـــــت فينـــــا،فتحــــولت دمــــاً تعــــيساً، وتحــــولت غمـــاً
وهــــــماً0
****************************القصــــه**********************
يــُروى أن تــــاجــــراً مــن كــــبار التجــــار ، كـــان الذهـــب
يجــري بين يــديــهِ كالأنهــــار، وكــــانت هــــناك قــــوافلهُ محمـلةً
تجــــوب البحــــار والقفـــــار محمّلةً بالنفــــائــسِ والــــدَر
والأحجــــار0
ولقـد كـان هـــذا التاجـر الـــرفيع المــقام ، يعيشُ في دمشق الشــام
ولما تعـــدى الثلاثين تزوج من صبيه بارعه الجمال في العشرين،ذات أصل
وفصــل وتهــــذيب0
أغدق عليهـــا الهــــبات،وغطــــاها بالقــــلايــــدوالمجـــوهــــرات
وأطعـــمها الطيبـــــات 00وكــــان لهــا الحـــــارس الأمــــين00
ونـــــعم الــــزوج والخـــدين0
حــتى آن ذات يـــــوم أوان الســـــفر ، فحــــزِم الأتقـــــــال وشـــدّ
الــــرحــــال ، ولمـــا طــــلبت مــــنهُ الحســـناءالبقــاء عـــند
أهـــــلها صــباح مـــساء ، جفـــل التــاجـــر إجفــــالاً،وقــــــال
هــذا مُحــــال، فــــأنا أغـار عـــليك حتى مـن المــــاء الـزُلال
ولســوف تبقـــين في هــذا القـــصر الكـــبير لتسمعي صــوتَ البـــلابل
والشــحارير،وتنــــامـــين نـــومـــاً هنـــيئاً على نـفس الســرير
سـألـــتهُ بنت الأصــول التي علمـها أهلها فصـــول الطــاعه والقـــبول:
قـــالت تأتي أمي إلي إذاً ، أو أحــدى أخـواتي0!!
فـــلم يقبل التاجــر لا مجــئ الأم ،ولاالأخت ولا الــزوار0!
فقــــد كـــان يغـار 00يغار00يغار0!
**************
ويوم السفر00ملاء فبو المؤونه بالكعك والخبز والطعام،وعءأ الزيتون والليمون ،
مؤونة ثلاثة أشهر يعود بعدها من تجارتهِ محملاً بالمال00والرزق الحلال00
ثم ودع زوجتهِ0وأقفل النوافذ،وسد المنافذ00أغلق الأبواب00ولما خرج من الباب
الكبير ، ضرب فيه المسامير!
رحل وبقيت العــروس وحــــيده00
أصبح الـــوقت ممطــــوطـــاًكـأنهُ لن ينتهي،
والليلُ والنهار أصبحا متساويين،لآفرق بين الظلمةوالضياء ،ولا أمل ولا رجاء
وكانت العروس الجميله تحبُ الحديث والضحك، وترغبُ في التعاطف مع الأهلِ
والجيران فكانت تدور في قصرها الكبير،كالبلبلِ الأسير،ولقد حاولت إيجاد
وسيله ما ، أية وسيله للتعبير حتى إهتدت الى الحل بعد طول عناء وتفكير،،،
أحضرت قُماشاً وقُطناً، ومقصاً وخيوطـــاً وإبره ، وعدة أزرارٍ، وعدة ألوانٍ
وخــــاطت دمـــــيه كبيـــــره حشتهـــا بالقطن الأبيض المنـــدوف
وألبستها ثوباً مزركشاً مـن الصوف ثم رسمتوجهها وطلتها 00وحمرتها ،
ووضعت لها شعراً من جلد الخروف ،وجعلت لها عينين تفهمان ولا تفهمان00
وأذنين قد تسمعان 00وأجلستها قربها في الليوان00
**************
وهكذا بدأت تحـــادثها طوال الليل والنهار00وتكشف لها الخبايا والاسرار
فـــإذا ملت حدثتها 0وإذا غضبت وبختها00وإذا شعرتبالوحده أمسكتها وبثت
إليها شكواها 00وإذا أكلت سألتها مــاذا نأكل في الغذ؟؟
كانت تُحدِثُها عن الشوق والنوم والسهد
وكانت تُخبِرُهاعن حُبها لآمها وشوقعا لآهلِهاوعن ذكريات رفاق منزلها ،وفسقية
إيوان أبيها ، وزرقةِ عيونه وشيبته المهيبه،ومحيته البعيده القريبة0
وظلت على هذا الحال ، تحدث وتسامر دميتها كل يوم ، وبكل شئ،بكل سر،
وبكل ما يقلع في قلبها من الشوق والحزن والفرح ، وكانت تأكل وحدها
وتدعوها وتشرب وحدها من شاي المساء، وتقدم لدميتها كأس الخيال0
هل كانت تضحك من نفسها هذه العروس؟
***********
حتى مضت أيام الوحده والعزله، وأنتهت الشهور الثلاثه وعاد التاجر00الى الدار
وذات مساء سمعت صوت أقتلاع مسامير الباب الكبير،وصوت مصاريع الابواب ،
فأسرعت الى دميتها وأخبرتها أن زوجها قد عاد، وأن الحياة سوف تعود
من جديد 00إلى البيت السعيد00
ما أن دخل الرجل الى بيته حتى وقف مــــذهولاً00
مـذهولاً أمام جمال زوجته الفتيه 00فقد إزدادت جمالاً،وأبتسامتها أزدادت عذوبةً ودلالاً،
وبدت السمنه واضحه في زنديها ، وما كان أحلى القباقيب في قدميها00
مذهولاً وقف أتجاه زوجته وسألها مستغرباً ،
ألم تشعري يا زوجتى الحسناء، بآلام الفراق؟؟
ألم تشتاقي ألي0،وتفقدي شهيتك للطعام؟ ألم تسهرياللـــيالي؟؟
ألم تعـــــدي الأيام؟؟وكيف لم يصب جسدك بالنحول؟؟ولا وجهك أصابهُ الذبول؟؟
فهل رأيت أحداً في غيابي يا أمرأتي00قالت لا00ألم تزرك أمكِ 00قالت لا
ولا نفدت أختك من شق الباب 00قالت لا00ولا زارك عصفور أو هبط أليك شحرور؟00
قالت 00لاوهل كنتِ تبكين؟ ومع من كنتِ تتحدثين؟؟
قالت لهُ: كنت أبكي0 نعم كنت أبكي00وكنتُ أضحك 00وأتحدثُ ألى دميتي بأستمرار0
**********************
لما وصل تاجر التجار الى اليوان00وجد دميه من القماش والقطن مصنوعه
بحجم الأنسان مرسوم علي وجهها فم وأنف وعينان00وعلى رأسها لمه كثيفه من
شعر الخروف موضوعه بأتقان000
فأستشاط غضباً وقال لأمــــرأتهُ:
أهذه الدميه هي التي أنستكِ وسلتكِ 00وغذتكِ وأسمنتكِ ،،
وأستل سيفهُ وضرب اللعــــبة ضربتين،فشطرها الى شطرين!!
لكنهُ 000تراجع فــــوراً وبدأ يرتعد إرتعاداً00فقد شاهد الزوج قلب الدميه
متفحماً ، وهو المصنوع من القطن الأبيض00
فأخفى سيفهُ00وأنهمر دمعهُ، وشعر بالعار،وعرف معنى أن يترك روحاً بريئـــةً
سجينةالمسامير والدار00وأزدادت تألقاً العروس00
***************************
تـــــــــوتــــه 00تـــــــوتـــــــه خــــلصت الحــــــتوتـــــــــه*
(((((للأديبه ناديه الغزي)))))
هـــل نستطـــيع فعــــلاً أن نعيش بـــلا أصــدقــاء، ولا أحـــباب ،
هــل نستطــيع أن نُكـــمل مشــوار الحـــياةَ دونأن نجـــد مــن
نفتح لـــهُ قلبنــــا وأن نبكــــي أمـــــامــهُ دون الشـــعور
بالضــعف أو المــذلــه؟؟
ولمــاذا لا نبكــــي ؟ نســـاء ورجــــالا؟ لمــــاذا لا يمكننـــا
أن نبكـــي وقــــت قــــدوم البكـــاء00فـــإذا انقضـــى وقتــــهُ
وحـــاولنــا البكــــاء هــــربت وجمـــــدت دمـــــوعـــــنا ،
غرقـــــت فينـــــا،فتحــــولت دمــــاً تعــــيساً، وتحــــولت غمـــاً
وهــــــماً0
****************************القصــــه**********************
يــُروى أن تــــاجــــراً مــن كــــبار التجــــار ، كـــان الذهـــب
يجــري بين يــديــهِ كالأنهــــار، وكــــانت هــــناك قــــوافلهُ محمـلةً
تجــــوب البحــــار والقفـــــار محمّلةً بالنفــــائــسِ والــــدَر
والأحجــــار0
ولقـد كـان هـــذا التاجـر الـــرفيع المــقام ، يعيشُ في دمشق الشــام
ولما تعـــدى الثلاثين تزوج من صبيه بارعه الجمال في العشرين،ذات أصل
وفصــل وتهــــذيب0
أغدق عليهـــا الهــــبات،وغطــــاها بالقــــلايــــدوالمجـــوهــــرات
وأطعـــمها الطيبـــــات 00وكــــان لهــا الحـــــارس الأمــــين00
ونـــــعم الــــزوج والخـــدين0
حــتى آن ذات يـــــوم أوان الســـــفر ، فحــــزِم الأتقـــــــال وشـــدّ
الــــرحــــال ، ولمـــا طــــلبت مــــنهُ الحســـناءالبقــاء عـــند
أهـــــلها صــباح مـــساء ، جفـــل التــاجـــر إجفــــالاً،وقــــــال
هــذا مُحــــال، فــــأنا أغـار عـــليك حتى مـن المــــاء الـزُلال
ولســوف تبقـــين في هــذا القـــصر الكـــبير لتسمعي صــوتَ البـــلابل
والشــحارير،وتنــــامـــين نـــومـــاً هنـــيئاً على نـفس الســرير
سـألـــتهُ بنت الأصــول التي علمـها أهلها فصـــول الطــاعه والقـــبول:
قـــالت تأتي أمي إلي إذاً ، أو أحــدى أخـواتي0!!
فـــلم يقبل التاجــر لا مجــئ الأم ،ولاالأخت ولا الــزوار0!
فقــــد كـــان يغـار 00يغار00يغار0!
**************
ويوم السفر00ملاء فبو المؤونه بالكعك والخبز والطعام،وعءأ الزيتون والليمون ،
مؤونة ثلاثة أشهر يعود بعدها من تجارتهِ محملاً بالمال00والرزق الحلال00
ثم ودع زوجتهِ0وأقفل النوافذ،وسد المنافذ00أغلق الأبواب00ولما خرج من الباب
الكبير ، ضرب فيه المسامير!
رحل وبقيت العــروس وحــــيده00
أصبح الـــوقت ممطــــوطـــاًكـأنهُ لن ينتهي،
والليلُ والنهار أصبحا متساويين،لآفرق بين الظلمةوالضياء ،ولا أمل ولا رجاء
وكانت العروس الجميله تحبُ الحديث والضحك، وترغبُ في التعاطف مع الأهلِ
والجيران فكانت تدور في قصرها الكبير،كالبلبلِ الأسير،ولقد حاولت إيجاد
وسيله ما ، أية وسيله للتعبير حتى إهتدت الى الحل بعد طول عناء وتفكير،،،
أحضرت قُماشاً وقُطناً، ومقصاً وخيوطـــاً وإبره ، وعدة أزرارٍ، وعدة ألوانٍ
وخــــاطت دمـــــيه كبيـــــره حشتهـــا بالقطن الأبيض المنـــدوف
وألبستها ثوباً مزركشاً مـن الصوف ثم رسمتوجهها وطلتها 00وحمرتها ،
ووضعت لها شعراً من جلد الخروف ،وجعلت لها عينين تفهمان ولا تفهمان00
وأذنين قد تسمعان 00وأجلستها قربها في الليوان00
**************
وهكذا بدأت تحـــادثها طوال الليل والنهار00وتكشف لها الخبايا والاسرار
فـــإذا ملت حدثتها 0وإذا غضبت وبختها00وإذا شعرتبالوحده أمسكتها وبثت
إليها شكواها 00وإذا أكلت سألتها مــاذا نأكل في الغذ؟؟
كانت تُحدِثُها عن الشوق والنوم والسهد
وكانت تُخبِرُهاعن حُبها لآمها وشوقعا لآهلِهاوعن ذكريات رفاق منزلها ،وفسقية
إيوان أبيها ، وزرقةِ عيونه وشيبته المهيبه،ومحيته البعيده القريبة0
وظلت على هذا الحال ، تحدث وتسامر دميتها كل يوم ، وبكل شئ،بكل سر،
وبكل ما يقلع في قلبها من الشوق والحزن والفرح ، وكانت تأكل وحدها
وتدعوها وتشرب وحدها من شاي المساء، وتقدم لدميتها كأس الخيال0
هل كانت تضحك من نفسها هذه العروس؟
***********
حتى مضت أيام الوحده والعزله، وأنتهت الشهور الثلاثه وعاد التاجر00الى الدار
وذات مساء سمعت صوت أقتلاع مسامير الباب الكبير،وصوت مصاريع الابواب ،
فأسرعت الى دميتها وأخبرتها أن زوجها قد عاد، وأن الحياة سوف تعود
من جديد 00إلى البيت السعيد00
ما أن دخل الرجل الى بيته حتى وقف مــــذهولاً00
مـذهولاً أمام جمال زوجته الفتيه 00فقد إزدادت جمالاً،وأبتسامتها أزدادت عذوبةً ودلالاً،
وبدت السمنه واضحه في زنديها ، وما كان أحلى القباقيب في قدميها00
مذهولاً وقف أتجاه زوجته وسألها مستغرباً ،
ألم تشعري يا زوجتى الحسناء، بآلام الفراق؟؟
ألم تشتاقي ألي0،وتفقدي شهيتك للطعام؟ ألم تسهرياللـــيالي؟؟
ألم تعـــــدي الأيام؟؟وكيف لم يصب جسدك بالنحول؟؟ولا وجهك أصابهُ الذبول؟؟
فهل رأيت أحداً في غيابي يا أمرأتي00قالت لا00ألم تزرك أمكِ 00قالت لا
ولا نفدت أختك من شق الباب 00قالت لا00ولا زارك عصفور أو هبط أليك شحرور؟00
قالت 00لاوهل كنتِ تبكين؟ ومع من كنتِ تتحدثين؟؟
قالت لهُ: كنت أبكي0 نعم كنت أبكي00وكنتُ أضحك 00وأتحدثُ ألى دميتي بأستمرار0
**********************
لما وصل تاجر التجار الى اليوان00وجد دميه من القماش والقطن مصنوعه
بحجم الأنسان مرسوم علي وجهها فم وأنف وعينان00وعلى رأسها لمه كثيفه من
شعر الخروف موضوعه بأتقان000
فأستشاط غضباً وقال لأمــــرأتهُ:
أهذه الدميه هي التي أنستكِ وسلتكِ 00وغذتكِ وأسمنتكِ ،،
وأستل سيفهُ وضرب اللعــــبة ضربتين،فشطرها الى شطرين!!
لكنهُ 000تراجع فــــوراً وبدأ يرتعد إرتعاداً00فقد شاهد الزوج قلب الدميه
متفحماً ، وهو المصنوع من القطن الأبيض00
فأخفى سيفهُ00وأنهمر دمعهُ، وشعر بالعار،وعرف معنى أن يترك روحاً بريئـــةً
سجينةالمسامير والدار00وأزدادت تألقاً العروس00
***************************
تـــــــــوتــــه 00تـــــــوتـــــــه خــــلصت الحــــــتوتـــــــــه*
(((((للأديبه ناديه الغزي)))))